بكين: تسمح خارطة الطريق التي تبناها الحزب الشيوعي الصيني لمواصلة الاصلاحات بدور متزايد للسوق مع تحسين القطاع النافذ التابع للدولة لكن تطبيقها فقط سيدل في غياب التوضيحات على الوجهة التي ستسلكها فعلا البلاد.
في ختام جلسات استمرت اربعة ايام في بكين اصدرت القيادة العليا الصينية بعد ان وعدت عبر الصحف الرسمية بقرارات quot;تاريخيةquot;، بيانا مطولا لم يتضمن سوى التدابير الملموسة وهي تشكيل quot;مجموعة مركزية قياديةquot; مكلفة الاشراف على الحزمة الجديدة من الاصلاحات وانشاء quot;مجلس امن الدولةquot;.
اما بالنسبة لما تبقى لم يأت الحزب الشيوعي الصيني على ذكر اي تطور سياسي مؤكدا من جديد على دوره القيادي في كافة الميادين ويمنح في المجال الاقتصادي --الاكثر ترقبا-- quot;دورا حاسماquot; للسوق.
لكن الامر يتعلق بالتأكيد مجددا على quot;الدور المهيمن لنظام ملكية الدولةquot; حتى وان كان على الحزب ان quot;يشجع الحيوية الاقتصادية والقدرة الابداعية للاقتصاد غير العامquot;.
وعلق وانغ كينوي المحلل لدى كابتال ايكونوميكس في لندن على ذلك بقوله لوكالة فرانس برس quot;يبدو ان هناك توافقا قويا على قيادة الاصلاحات لكن ليس على الارجح على تنفيذهاquot;.
ولفت الى ان البيان الختامي يتضمن quot;ظلال تسويةquot; تنبىء بعقبات محتملة امام اي تغييرات.
وقال كينيث ليبرثال الخبير بشؤون الصين في مؤسسة بروكينغز في واشنطن quot;ان كل شخص يمكن ان يجد فيه ما يروق لهquot;.
واعتبر جان بيار شابيستان المتخصص بشؤون الصين في الجامعة المعمدانية في هونغ كونغ quot;انه غامض ومتواضعquot; ينطوي على quot;حذر كبير ازاء المسار الواجب اتباعهquot; بشأن الاصلاحات كما يعكس ايضا quot;تسوية بين الاصلاحيين والمحافظينquot; خصوصا حول مسالة الملكية العامة.
ويرى المراقبون عموما ان تشكيلة quot;المجموعة القيادية المركزيةquot; المكلفة الاصلاحات ستقدم معلومات ثمينة حول التوازنات السياسية داخل القيادة الصينية الجديدة.
quot;فهم منقسمونquot; بنظر جان بيار كابيستان الذي يرى ان انشاء هذا الكيان quot;يقلص (دور) رئيس الوزراء لي كيكيانغquot;.
واضاف quot;حتى وان سمح له تنفيذ الاصلاحات بالعودة الى الصف الاول، (فرئيس وزعيم الحزب) شي جينبيغ يعنى بكل شيء وارتقى الحزب (بدوره) على الحكومة، خلافا لسلفه هو جينتاو الذي ترك هامشا كبيرا من الحرية امام رئيس الوزراء وين جياباو.
واذا بدا شي جينبينغ quot;محافظا اكثر على الصعيد الايديولوجي والسياسيquot; فسيتعين عليه في المجال الاقتصادي quot;التحلي بشجاعة اكبر ان اراد التفاوض بشأن المرحلة الانتقالية نحو نموذج جديد من النموquot;.
ويعتزم شي جينبينغ ولي كيكيانغ اللذن يتسلمان مقاليد الحكم منذ اذار/مارس والحزب منذ تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، اعادة توجيه الاقتصاد الصيني نحو السوق الاستهلاكي الداخلي بعد سنوات من النمو الكبير الناجم عن الصادرات والاستثمارات.
والهدف هو مضاعفة اجمالي الناتج الداخلي ودخل الفرد بحلول العام 2020.
لكن ثمة نقاط اساسية يتوخاها الشعب وغائبة عن البيان الختامي مثل سياسة الطفل الوحيد واذن الاقامة في المدينة الذي يحرم منه حوالى ثلاثمئة مليون شخص من سكان المدن الذين قدموا من الارياف ويتيح الحصول على الخدمات الصحية والتعليم بشكل خاص.
واعتبر لو تينغ وجي شياوجيا الخبيران الاقتصاديان لدى بنك اوف اميركا ميريل لينش ان تأكيد الدور quot;الحاسمquot; للسوق --كان يوصف منذ 1993 بانه quot;اساسquot; السياسة الاقتصادية الصينية-- quot;ليس في الحقيقة تغييرا كبيرا ذا دلالةquot;.
واضافا quot;لكن يمكن ايجاد اشارات ضمنية مفيدة (في البيان) مثل الاصلاح القضائي واصلاح الارضquot;.
ودعا الاعضاء ال373 في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الذين يخوضون حملة لمكافحة الفساد الذي ينخر النظام الشيوعي، الى quot;انجاز آليات الوقاية والعقابquot; للكوادر الفاسدين. لكن بدون اي تلميح الى التصريح عن مداخيل القادة كما يطالب عدد من رجال القانون الصينيين.
وراى اندي شي الخبير الاقتصادي المستقل في شنغهاي الذي عمل في السابق لدى مورغان ستانلي quot;ان الطريقة الوحيدة للحد من الاختلالات الاقتصادية هي توثيق ايدي الموظفين الحكوميينquot; وquot;لذلك وضعت حملة مكافحة الفساد في صلب اي اصلاح اقتصاديquot;.
واستطردت ياو وي الخبيرة الاقتصادية لدى سوسيتيه جنرال في هونغ كونغ quot;الان بعد ان قالوا ما كان في جعبتهم ليقولوه فان على القادة الجدد ان يفعلوا ما عليهم فعله. فالاختبار الحقيقي يبدأ الانquot;.
التعليقات