بكين: افاد خبراء ان مماطلة الصين بشأن تقديم المساعدة للفيليبين بعد الاعصار هايان تترجم احراج دبلوماسية طبعها التاريخ وتميل اكثر الى الثأر منه الى quot;القوة الهادئةquot;.
ففي حين وعدت كل من الولايات المتحدة واليابان واستراليا وحتى النروج بتقديم عشرات ملايين الدولارات للفيليبين بعد الكارثة، كشفت الصين الاثنين دفع 100 الف دولار لمانيلا ومبلغ مماثل من الصليب الاحمر الصيني.
وكتبت مجلة quot;تايمزquot; الاميركية ان quot;ثاني اقتصاد عالمي يتخلص من الفكة في الارخبيل الذي ضربه الاعصارquot; مشيرة الى مبلغ quot;مهينquot; وquot;حقيرquot;.
وامام الجدل اعلنت الصين بعد اربعة ايام زيادة مساعدتها الى 10 ملايين يوان (1,8 مليون دولار) على شكل بطانيات وخيم ومعدات اخرى.
وقال مارك بيسون الاستاذ في الشؤون السياسية في جامعة موردوك في برت quot;لا شك في وجود مسؤولين صينيين في القوات المسلحة مثلا لا ينظرون الى الفيليبين بعين الرضا بسبب الخلاف حول الاراضيquot; بين البلدين.
وتطالب مانيلا في جنوب بحر الصين بالسيادة على جزيرة سكاربورو المرجانية على بعد 200 كلم فقط من سواحل الفيليبين وسيطرت عليها بكين العام الماضي ما اجج التوتر بين البلدين.
ونفت بكين وجود اي رابط بين هذا الخلاف والمساعدة لكن رواد انترنت صينيين اقاموا هذه الصلة. وقال احد مستخدمي شبكة ويبو للتواصل الاجتماعي quot;انها دولة معادية يجب الا نقدم لها ولا فلسquot;.
وتغيير موقف بكين يفسر بالتحرك الناشط للولايات المتحدة واليابان اللتين تنشران القوات العسكرية في المناطق التي دمرها الاعصار. فبعد سبعين عاما على المعارك الدامية في الفيليبين بين هذين البلدين في نهاية الحرب العالمية الثانية بات الجيشان الاميركي والياباني يتعاونان في البلد المنكوب.
ورات صحيفة غلوبال تايمز الصينية الرسمية انه quot;قد يكون لواشنطن وطوكيو اهداف مخبئةquot; وقد تسعيان الى بسط نفوذهما. كما اقترحت الصحيفة ان ترسل الصين سفينة حربية quot;لمساعدةquot; ضحايا الاعصار.
وقال جيم شوف الخبير المرتبط بمؤسسة كارنيغي للسلام quot;يحب الصينيون ان يشكو +من عقلية الحرب الباردة+ الاميركيةquot; عندما تحاول واشنطن ترسيخ تحالفاتها في حين يقومون بتقسيم اسيا ضمن quot;مناطق نفوذquot;.
واضاف quot;ينطلقون من المبدأ القائل بان الصين ايضا امة كبيرةquot; بمستوى الولايات المتحدة لكن quot;بكين لا تثبت ذلك اطلاقا ليست ركيزة في المنطقة. هذا دليل فشلquot;.
وتابع ان الدبلوماسية الصينية quot;تبقى في عقلية +اننا ايضا دولة نامية مع نصيبنا من الكوارث الطبيعية+ وهذا يترجم ببخلquot; في مساعدتها للخارج.
ورغم زيادتها تبقى المساعدة الصينية لمانيلا باهتة حيال العشرين مليون دولار التي قدمتها الولايات المتحدة والثلاثين مليونا من اليابان وحتى مبلغ ال2,7 مليون دولار التي قدمتها مجموعة الاثاث العملاقة السويدية ايكيا.
وقال بيسون ان كانت بكين معتادة ان تنتقم اقتصاديا من دول اثر ازمات دبلوماسية فان تسييس المساعدة الانسانية قد يكون له آثار عكسية.
واضاف quot;حيال مثل هذه الكوارث نتوقع حسابات اخرى لا بل لا حسابات على الاطلاقquot; ومن هنا quot;ردود الفعل الغاضبةquot; التي اثارتها بكين.
وقال بو زيو الباحث في جامعة سنغافورة الوطنية ان الصين فوتت فرصة احراز تقدم في quot;قوتها الهادئةquot; في جنوب شرق اسيا.
واضاف quot;كانت مناسبة ممتازة للقيام بما يعرف بدبلوماسية الدولار: تقدمون اموالا اكبر وترون لاحقا النتائج الايجابيةquot;.
وتابع quot;على العكس اذا لم تقدموا مساعدة كافية يمكنكم في النهاية ان تخسروا لان دعمكم يمكن ان يترجم كبديل موقتquot;.
التعليقات