أشرف أبوجلالة من القاهرة: شهدت قناة التفاوض الخلفية السرية بين إيران والولايات المتحدة، التي قادت قبل أيام لإبرام اتفاق مؤقت في جنيف بشأن برنامج إيران النووي، سلسلة من عمليات إطلاق سراح السجناء من كلا الطرفين، وهو ما لعب دوراً محورياً في سد الفجوة بين البلدين.

البداية كانت بالسجناء

وقامت الولايات المتحدة في نيسان/ أبريل الماضي بالإفراج عن العالم الإيراني البارز، مجتبي أتارودي، الذي تم اعتقاله عام 2011 لمحاولته الحصول على معدات من الممكن أن يتم استخدامها في خدمة البرامج النووية- العسكرية الإيرانية.

إلتقوا في عُمّان

وقال المحلل الاستخباراتي الإسرائيلي المعروف، رونين سولومون، إن مسؤولين أميركيين وإيرانيين يلتقون سراً في عُمان من آن لآخر على مدار سنوات.

وفي خلال السنوات الثلاثة الماضية كنتيجة لتلك المحادثات، أفرجت إيران عن ثلاثة سجناء أميركيين، كلهم بوساطة من عُمان.

وحين أعيد تفعيل قناة الاتصال بين طهران وواشنطن في نيسان/ أبريل قبيل اجتماعات جنيف لمجموعة 5+1، قامت الولايات المتحدة بالإفراج عن سجين إيراني رابع، هو العالم رفيع المستوى أتارودي، الذي سبق أن تم اعتقاله في كاليفورنيا بعد توجيه تلك التهمة السابق ذكرها إليه.

وفي حديث له مع صحيفة تايمز أوف إسرائيل، قال سولومون، الذي يتابع الاجتماعات الأميركية-الإيرانية في عُمان منذ سنوات، إنه تم الاتفاق على صفقات غير مكتوبة لتبادل السجناء على مر السنوات في عُمان من جانب إيران والولايات المتحدة.

وأضاف سولومون أن تاريخ تلك الاتفاقات يوحي بأن إيران ستفرج خلال الأشهر المقبلة عن واحد على الأقل من ثلاثة أميركيين يعتقد أنهم محتجزين حالياً في السجون الإيرانية، وهم عميل الإف بي آي السابق روبرت ليفنسون، سعيد عبديني وأمير حكمتي.

دور الإسماعيلي

أضاف سولومون أن الشخص المحاور في المحادثات العمانية هو رجل يدعي سالم بن ناصر الإسماعيلي، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي للمركز العماني لتنمية الصادرات وترويج الاستثمار وهو أحد الأشخاص المقربين للسلطان قابوس بن سعيد.

وأشار سولومون إلى أنه رصد الدور الذي يقوم به الإسماعيلي في أيلول/ سبتمبر عام 2010، حين أفرجت إيران عن المواطنة الأميركية، سارة شورد، لأسباب إنسانية كما قيل وقتها، حيث تم تسليمها للإسماعيلي في عُمان، ومن هناك غادرت للولايات المتحدة.

وبعدها بعام، وتحديداً في أيلول/ سبتمبر عام 2011، أفرجت إيران عن خطيبها وزميلها، شين باور، وصديقهما الثالث، جوش فاتال.

وتم استقبال الشابين أيضاً في مطار السيب العسكري بالعاصمة مسقط من جانب الإسماعيلي، ثم غادرا بعدها للولايات المتحدة.

واشنطن تتجاوب

ثم جاء الدور بعدها على واشنطن كي ترد، حيث أوضح سولومون أنها قامت في آب/ أغسطس عام 2012 بالإفراج عن شهرزاد مير قلي خان، التي سبق أن وُجِّهَت لها تهم بتهريب السلاح.

وبعدها تم الإفراج عن سفير إيران السابق في الأردن نصرت الله طاجيك، بعد رفض أميركا متابعة طلب تقدمت به لبريطانيا من أجل تسليمه لها.

وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، تم الإفراج عن مواطن إيراني يدعى أمير حسين صيرفي، أيضاً عبر عُمان، بعد اعتقاله في فرانكفورت وإدانته في الولايات المتحدة بمحاولة شراء مضخات تفريغ متخصصة من الممكن أن تستخدم في برنامج إيران النووي.

وأخيراً في نيسان/ أبريل الماضي، جاءت خطوة الإفراج عن العالم مجتبي أتارودي.