يمثل السلفي المتشدد عمر محمود عثمان الملقب (أبو قتادة) للمرة الأولى منذ استلامه من بريطانيا يوم الثلاثاء المقبل أمام هيئة مدنية في محكمة أمن الدولة الأردنية.


يواجه السلفي المتشدد أبو قتادة، الذي تتهمه أجهزة استخبارات غربية بأنه الزعيم الروحي للقاعدة في أوروبا، تهما بالإرهاب حكم عليه بناء عليها بالسجن في الأردن في محاكمات غيابية أمام محكمة أمن الدولة قبل أكثر من عشر سنوات.

كما تتهم الادارة الأميركية المتشدد الأردني الجنسية (الفلسطيني الأصل) ابو قتادة بأنه مفتي تنظيم القاعدة، وقيل إنه تم العثور على بعض دروسه في شقة في ألمانيا كان يسكنها محمد عطا ورفاقه من أعضاء المجموعة الرئيسة التي نفذت تفجيرات 11 أيلول (سبتمبر)2001 في نيويورك وواشنطن.

وكان الأردن تسلم عمر محمود عثمان من بريطانيا في تموز (يوليو)الماضي بعد توقيع اتفاقية صادق عليها البرلمان الأردني ومجلس العموم البريطاني لضمان محاكمة عادلة له.

ويشار الى انه بعد استلامه من جانب الأردن، أحيل ابو قتادة على سجن الموقر ووجه مدعي عام محكمة أمن الدولة وجهت له تهمة التآمر بقصد القيام بأعمال ارهابية في قضيتين تتعلقان بالتحضير لاعتداءات كان حكم بهما غيابيا عام 1998 و2000.

حكم بالإعدام

وكان حُكم على أبو قتادة بالإعدام في الأردن في 1999 بتهمة التآمر لتنفيذ هجمات إرهابية من بينها هجوم على المدرسة الأميركية في عمان، لكن تم تخفيف الحكم مباشرة إلى السجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة.

وفي العام 2000 حكم عليه بالسجن 15 عاما للتخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية ضد سياح أثناء احتفالات الألفية في الأردن. وانكر منظر تنظيم القاعدة في اوروبا ان يكون مذنبا عن تهمة المؤامرة بقصد القيام باعمال ارهابية في قضيتي تنظيم الاصلاح والتحدي وتنظيم تفجيرات الالفية.

واكدت مصادر مقربة من التحقيق ان نيابة امن الدولة حققت مع ابو قتادة بشأن اتصالات اجراها من لندن مع عناصر التنظيم يشتبه انه قد اعطاهم فتاوى للقيام باعمال ارهابية على الساحة الاردنية بقصد القيام بعدة تفجيرات في مناطق متفرقة من المملكة ، الا ان ابو قتادة نفى ذلك جملة وتفصيلا .

وبعد عودته قد تم عرض ابو قتادة على عدد من الاطباء اكدوا ضمن تقرير منظم ضم الى ملف القضية انه لا يعاني اية امراض مستعصية وبعد الانتهاء من التحقيق قرر المدعي العام توقيفه 15 يوما على ذمة التحقيق في سجن الموقر.

رسائل جهادية

ويشار الى ان تقارير ذكرت في الأوان الأخير ان (ابو قتادة) وبعد أربعة أشهر على سجنه في الأردن بدأ بقيادة دفة التيار السلفي الجهادي وتوجيه الرسائل من داخل سجنه لمؤيديه سواء في الأردن أو سوريا، التي تعد أهم ساحة يخوض فيها التيار معاركه حاليا.

وقالت التقارير ان احدى الرسائل حملت تقييما للوضع في سوريا، ودعوة للاستفادة من التجارب السابقة، وكان أبرز ما فيها دعوته لنبذ الخلاف بين فصيلي التيار السلفي الجهادي المقاتلين في سوريا quot;الدولة الإسلامية في العراق والشامquot; وquot;جبهة النصرة لأهل الشامquot;، ورفضه لوجود quot;أميرquot; أو quot;خليفةquot;، وتحذيره من الفتاوى التي تدعو لمبايعة هذا الخليفة، في إشارة مباشرة لأمير الدولة الإسلامية في العراق والشام أبي بكر البغدادي.

ولم تقتصر رسائل أبو قتادة على هذا النحو، بل تضمنت إعادة ترتيب أمور التيار السلفي الجهادي الأردني، ووضع بعض القيادات في مواقع محددة، وموجّهات تتعلق بكيفية تعاملهم مع الوضع في البلاد، كما يقول أعضاء وقيادات في التيار.

ويتحدث سلفيون جهاديون عن أن أبو قتادة بدأ يمارس نوعا من القيادة للتيار السلفي الجهادي، وهو دور ظل محصورا في قيادات أبرزها أبو محمد المقدسي، المرجع الرئيس للتيار السلفي الجهادي في الأردن، ما يطرح تساؤلات عما إذا كان هذا الدور يحمل تنافسا بين القياديين البارزين المعتقلين في السجن.