أكدت السلطات الليبية لنظيرتها العراقية، أن الأستاذ العراقي الذي يعمل على أراضيها منذ 15 عامًا والذي اختطف من قبل مسلحين ليبيين مؤخرا، وعرض فيلم يوحي بإعدامهم له، ردًا على إعدام بغداد مواطنا ليبيا متهما بالإرهاب، لم يقتل وأن جهودا تبذل حاليًا لإطلاقه.


لندن:جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه اليوم نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي برئيس البرلمان الليبي نوري ابو سهمين، الذي أكد له أن الأستاذ العراقي الدكتور حميد خلف حسن الساعدي، لايزال على قيد الحياة وأن جهودا حثيثة تبذل هناك لإطلاق سراحه قريبًا. وكانت مصادر رسمية عراقية أشارت أواخر الشهر الماضي إلى أن جماعات تكفيرية في مدينة درنة شرق ليبيا قتلت الأستاذ العراقي بعد اختطافه بأيام ردًا على إعدام بلاده مواطنًا ليبيًا متهما بالإرهاب واستعدادها لتنفيذ الإعدام بآخر.
واشار ابو السهمين خلال المكالمة، إلى أن أهالي مدينة درنة، لديهم تحرك شعبي بموازاة الجهود الرسمية لإطلاق سراح الاستاذ العراقي المختطف حيث تسود الاوساط الليبية حالة من التفاؤل لنجاح هذه المساعي الانسانية الطيبة، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتب الخزاعي اطلعت quot;إيلافquot; على نصه.
وكانت مجموعة ليبية مسلحة قالت في 28 من الشهر الماضي إنها أعدمت الأستاذ عراقي المقيم في ليبيا والذي يدرّس في جامعاتها منذ 15 عاما بعد ايام من اختطافه في مدينة درنة شرق البلاد ردا على إعدام العراق مواطنًا ليبيا .
وجاء الإعلان عن إعدام الاستاذ العراقي بعد ساعات من وصول جثة الليبي الذي نفذ فيه حكم بالإعدام في العراق إلى مدينة بنغازي الليبية فيما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي خبر إعدام الاستاذ العراقي المختطف الدكتور حميد الساعدي، الأستاذ في المعهد العالي للمهن الشاملة في مدينة درنة، من قبل جماعة مسلحة. وظهر جثمان الساعدي المختطف في مقطع فيديو، وقد وضع في حفرة بعد أن وجهت إليه رصاصات أنهت حياته على الفور. وكان الليبي عادل عمر الزوي قد أدين بالقتل في العراق ونفذ فيه حكم بالإعدام في بغداد في السابع من الشهر الماضي ووصلت جثته إلى بنغازي على متن طائرة تركية وكان في استقبالها شقيق الزوي وقنصل ليبيا في العراق بشير بهلول.
عمل إرهابي
واثر ذلك أدان العراق ما وصفه بالعمل الإرهابي لقتل الأستاذ العراقي وطالب الحكومة الليبية بتوفير الحماية للرعايا العراقيين الذين يسهمون في بناء الدولة الليبية ودعاها إلى ملاحقة الجناة الذين يحاولون تعكير العلاقات الودية بين البلدين. وقالت وزارة االخارجية العراقية إنها بذلت جهودًا مستمرة مع السلطات الليبية على أعلى المستويات واستدعت السفير الليبي في بغداد حول الموضوع.. وأدانت quot;بشدة هذا العمل الإرهابي الخارج عن الأعراف الإسلامية والانسانيةquot;. وأشارت إلى ان هذا العمل الارهابي لا يعكس موقف الحكومة والشعب الليبي ولا يؤثر في عمق العلاقات الاخوية بين البلدين.
وطالبت الخارجية العراقية الحكومة الليبية بتوفير الحماية للرعايا العراقيين الذين يسهمون في بناء الدولة الليبية ودعت السلطات إلى quot;ملاحقة الجناة الذين يحاولون تعكير العلاقات الودية بين البلدين الشقيقينquot; كما قالت في بيان صحافي اطلعت quot;ايلافquot; على نصه.
ولدى الإعلان عن اختطاف الاستاذ العراقي، طالب نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي السلطات الليبية التحرك بأسرع ما يمكن لاطلاق سراح الأستاذ العراقي وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه مع نوري علي ابو السهمين رئيس المجلس الوطني الليبي أكد فيه قلق الحكومة العراقية من حادث اختطافه من قبل مجهولين في منطقة درنة الليبية .
من جانبه اكد المسؤول الليبي ان الجهات المعنية في بلاده، في حالة استنفار قصوى لإطلاق سراح الاستاذ العراقي معرباً عن احترامه وتقديره للخدمات الجليلة التي قدمها الأساتذة العراقيون العاملون في ليبيا وبضمنهم حميد خلف .
يذكر أن السلطات العراقية كانت قد نفذت مؤخرا حكم الاعدام بالمواطن الليبي عادل عمر الزوي المعتقل في السجون العراقية على خلفية قضايا تتعلق بالإرهاب فيما يعتقل حاليا في العراق تسعة مواطنين ليبيين بينهم شخص ينتظر تنفيذ حكم الإعدام فيه وهو من مدينة درنة ويدعى عادل الشعلاني.
وكان مسؤول محلي في مدينة درنة في شرق ليبيا قد أعلن في24 من الشهر الماضي فقدان الاتصال بالاستاذ العراقي في المعهد العالي للمهن الشاملة في المدينة في عملية قال انها بدت وكانها اختطاف .. موضحا ان عائلته فقدت الاتصال به. واوضح ان فقدان الاتصال بالاستاذ العراقي المغترب للتدريس في ليبيا ومعه بعض افراد عائلته بدا وكانه عملية اختطاف.. وقال ان معظم الاساتذة العراقيين غادروا المدينة بعد الحادثة خوفا من المصير ذاته.
وقد نشرت الجماعة الليبية المسلحة اثر اختطاف الاستاذ العراقي شريط فيديو ايام يظهر فيها المختطف وقد كتب عليه عبارة تقول ان اختطافه جاء ردا على اعدام ليبي يدعى عادل الزوي في العراق وانه quot;يوثق عملية اعتقال احد الروافض العاملين في ليبياquot; على حد قولها.
ويوجد في العراق حاليا تسعة سجناء ليبيين متهمين بالارهاب بينهم سجينان محكوم عليهما بالاعدام وسط دعوات منظمات انسانية لسلطات البلدين بالعمل على تمكينها واسر السجناء من زيارة ذويهم في السجون العراقية اضافة إلى الغاء حكم الاعدام في حق السجين عادل الشعلاني وتخفيف الحكم عليه إلى ان يتم تبادل السجناء بين البلدين ويقضوا احكامهم في بلدانهم.
والمختفي العراقي الدكتور حميد خلف حسن الساعدي يقيم في ليبيا منذ عام 1998 وهو خريج قسم الهندسة المدنية في جامعة صلاح الدين (السليمانية) عام 1980 وخريج جامعة كازخستان للعمارة عام 1986 ثم حصل على الدكتوراه من معهد بيلاروسيا البولتكنيك في اختصال التصاميم الانشائية عام 1989 .
وقد درس في جامعة بابل من عام 1991 وحتى عام 1998 ثم انتقل إلى جامعة عمر المختار في ليبيا من عام 1998 وحتى عام 2004 وإلى المعهد العالي للمهن الشاملة درنة في ليبيا من عام 2004 إلى حين اختطافه السبت الماضي.