شارك الهولندي آرناود فان دورن في فيلم مسيء للنبي محمد، لكنه اعتنق الاسلام وحج، وشارك في مؤتمر للدفاع عن الرسول في العاصمة السعودية الرياض، داعيًا إلى تعريف الناس بحقيقة الاسلام.

الرياض: ربّ ضارّة نافعة... فعلًا. ولا تأتي محبة إلا بعد عداوة، ولا يأتي إيمان إلا بعد توبة. كل ذلك ينطبق تمام الانطباق على الهولندي أرناود فان دورن، القيادي السابق في حزب من أجل الحرية اليميني، والمشارك في إنتاج فيلم quot;فتنةquot; المسيء للنبي محمد. فقد هجر يمينيته وعداوته للمسلمين، وأعلن اعتناقه الإسلام.
أهمية الحوار
وفي مؤتمر حول quot;الدفاع عن النبي محمدquot; جرى أخيرًا في السعودية، شارك فان دورن متحدثًا، من منطلق كونه السياسي والباحث، عن أهمية الحوار طريقًا لحل المشكلات العالقة بين الأديان، أو بين أتباع الأديان، داعيًا لتعريف الناس بحقيقة الإسلام، ومتهمًا بعض السياسيين بتوظيف الإعلام لترسيخ صورة سلبية للإسلام والمسلمين في المجتمعات الأوروبية. وتناول فان دورن صعوبات واجهته بعد إشهاره إسلامه قائلًا: quot;العام الماضي كان صعبًا، فقد ابتعد الناس عني بعد إسلاميquot;. كما تمنى أن يعتنق أصدقاؤه الإسلام مثله، quot;فهو الدين الصحيح والسليم، ولا يمكن أن أجد ما هو أكثر قوة من الإسلامquot;. وأكد فان دورن أنه ليس المنتج الحقيقي لفيلم quot;فتنةquot; المسيء للنبي محمد، الذي عمل عليه النائب الهولندي غيرت فيلدرز، وإنما شارك فقط في نشره. وأعلن أنه يسعى بالتنسيق مع السعودية لإنتاج فيلم عن النبي يمسح الصورة السيئة التي ترسخت عنه في أوروبا.
لحسن معاملته
وكانت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نظمت هذا المؤتمر الدولي عن الحوار وأثره في الدفاع عن النبي محمد، من أجل تعزيز لغة الحوار بين المسلمين وغير المسلمين، والتعريف بالنبي وتصحيح الصورة المغلوطة عنه.
ونقلت تقارير صحافية عن الدكتور سليمان أبا الخيل، مدير جامعة الإمام، قوله: quot;إن الجامعة دعت منتج الفيلم المسيء للرسول، والذي أسلم، فمن الأهمية حضور مثل هذا الرجل، خصوصًا أنه أسلم وزار مكة واطلع على ما يفيد إسلامهquot;.
كما دعا أبا الخيل الإعلاميين إلى استثمار وجود فان دورن، وإحسان التعامل معه، وإجراء الحوارات معه ليوصلوا له مدى سماحة الإسلام وحسن أخلاق المسلمين.
ثياب مستعملة!
خلال المؤتمر، قام الشيخ عبد الرحمن السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، بخلع quot;بشتهquot; الخاص وإهدائه لفان دورن، لتهنئته على إسلامه وأدائه فريضة الحج. وقد اثر هذا المشهد في الحضور، إذ اجتاحتهم فرحة عارمة. إلا أن هذه الفرحة لم تغمر فان دورن نفسه، إذ غرّد عبر حسابه في موقع تويتر مساء الثلثاء: quot;حصلت على هدية جميلة من السعودية في مؤتمر الرياض... لا بأس في الثياب المستعملةquot;.
وفي هذا الاطار، لا بد من التذكير بأن مغادرة فان دورن المثير للجدل حزب من أجل الحرية في العام 2011، لم ينتج عن تضارب أفكاره مع مبادئ الحزب المعادية للإسلام والمسلمين، وإنما نتج من اتهامه بتجاوزات مالية حمّله الحزب مسؤوليتها. كما قالت تقارير صحافية إن اعتناق فان دورن الإسلام متصل بأهداف شخصية، وهو صاحب ماض عامر بالتجاوزات، كتوقيفه بعد تسريبه وثائق سرية من بلدية لاهاي إلى الصحافة، وشرائه المخدرات.