كان الفنان فنان شباك، يحسب بإيراد فيلمه أو مسرحيته، فصار فنان تغريدات، يحسب بعدد مريديه على تويتر، وعدد تناقل تغريداته. إنه تصنيف جديد للشهرة.


الرياض: كان الفنانون أيام زمان يسمّون فناني شباك، لأنهم يحظون بأعلى إيرادات على شباك التذاكر في دور السينما أو في المسارح. وكان المغنون يقيسون شهرتهم وتنافسيتهم بحسب عدد الاسطوانات التي يبيعونها في العالم، تمامًا كما يتباهى الكاتب بأن كتابه حقق أعلى مبيعات في معرض ما أو في عام ما، والسياسي الذي يفخر بأنه حقق أعلى تصويتًا في صندوق الانتخاب.

الأكثر تواترًا

إلا أن هذا الأمر تبدل جذريًا اليوم، وصار للشهرة، معيار مختلف، مع بروز مواقع التواصل الاجتماعي، التي سميت بصحافة المواطن، لأنها فعليًا هي صوته المباشر، وهي الساحة التي يبدي فيها رأيه من دون وساطة صحافي أو بلاغة كاتب.

فصارت تنافسية الفنانين والمغنين والسياسيين والكتاب والصحافيين والشعراء مرهونة برقم أصدقائهم على موقع فايسبوك، وعدد متابعيهم على موقع تويتر، وكذلك عدد المرات التي يعاد فيها بث تغريدة ما.

ولا يبخل تويتر في احصاءاته، مسلطًا الضوء على التغريدات التي يكثر تواترها. فعلى سبيل المثال، كانت تغريدة ليا ميشيل، بطلة مسلسل quot;غليquot;، التي تشكر فيها مريديها على دعمهم لها بعد وفاة شريكها الممثل الكندي كوري مونتيث، الأكثر تواترًا في العام 2013، إذ أعيد بثها نحو 408 آلاف مرة، من خلال مغردين من 133 بلدًا.

وقال تويتر إن المرتبة الثانية كانت من نصيب التغريدة التي نشرها طاقم الممثل بول ووكر تأكيدًا لوفاته في حادثة سير، إذ تواترت أكثر من 400 ألف مرة. وكانت المرتبة الثالثة من نصيب تغريدة نشرها نايل هورن، أحد أعضاء فرقة quot;وان دايركشنquot;، بمناسبة احتفاله بعيد ميلاده العشرين، فتواترت على تويتر أكثر من 367 ألف مرة.

95 ألف تغريدة بالدقيقة

ولربما كانت وفاة الزعيم الأفريقي الأشهر نيلسون مانديلا المناسبة الأكثر تواترًا على تويتر، كما على فايسبوك، إذ شكل الموقعان ساحتين لتشارك رسائل تشييع مانديلا ونعيه وتأبينه، فبلغ عدد التغريدات 7.2 ملايين تغريدة، بواقع 95 ألف تغريدة كل دقيقة، ما دفع بإدارة تويتر إلى إعلان المناسبة اللحظات الأكثر ازدحاماً في الموقع، على الرغم من أنها لم تكسر الرقم القياسي الذي حققه نهائي كرة القدم الأميركية (سوبر بول) بين فريقي سان فرانسيسكو وبالتيمور في شباط (فبراير) الماضي، حقق حينها تويتر 24 مليون تغريدة، بواقع أكثر من 231 ألف تغريدة في الدقيقة.

وفي فايسبوك، نشط التفاعل إذ علق نحو 39 مليون مستخدم منتجين أكثر من 80 مليون مشاركة وتبادل وإعجاب على صفحاتهم إبان تأبين مانديلا.