بعد حوالي ثلاثة أشهر على الانتخابات التشريعية الالمانية، فازت المحافظة انغيلا ميركل بغالبية ساحقة من أصوات النواب لولاية ثالثة من أربع سنوات على رأس quot;ائتلاف كبيرquot; مع الاشتراكيين الديموقراطيين.


برلين: اعيد انتخاب المحافظة انغيلا ميركل الثلاثاء مستشارة لالمانيا لولاية ثالثة بغالبية ساحقة من اصوات النواب، على ما اعلن رئيس مجلس النواب نوربرت لاميرت. وستقود ميركل التي تبدأ ولاية جديدة من اربع سنوات quot;ائتلافاً كبيرًاquot; من حزبها الاتحاد الاجتماعي المسيحي وفرعه البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي مع الاشتراكيين الديموقراطيين.

وتقود ميركل (59 عامًا) منذ 2005 القوة الاقتصادية الاولى في أوروبا. ويشغل حزبها الاتحاد المسيحي الديموقراطي وفرعه البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي 311 مقعدًا بعد انتخابات 22 ايلول (سبتمبر) في حين يشغل الحزب الاشتراكي الديموقراطي، الذي ابرمت معه اتفاق ائتلاف، 193 مقعدًا، ما يمنح ائتلافها مجموع 504 مقاعد.

وبعد انتخابها ستزور المستشارة الرئيس يواكيم غاوك الذي سيعينها رسميًا، ثم تعود الى مجلس النواب لتؤدي اليمين. وسيخضع وزراؤها لاجراءات مماثلة. وستترأس قبيل الظهر مجلس وزرائها الاول. ومن المقرر أن تلقي ميركل صباح الاربعاء كلمة امام النواب عشية قمة بروكسل الاوروبية، ثم تتناول العشاء في باريس في اول رحلة لها الى الخارج في ولايتها الجديدة، وهي رحلة الى فرنسا طبقاً للتقاليد المرعية.

وسينضم اليها في رحلتها وزير الخارجية الجديد فرانك فالتر شتاينماير من الحزب الاشتراكي الديموقراطي. وتعهدت المستشارة الاثنين بأن المحافظين الذين سيمسكون بمفاصل السلطة الرئيسية سيكونون quot;شريكًا عادلاًquot; في هذا التحالف مع خصوم الامس.

وفي مطلق الاحوال، فإن الطرفين الخصمين آنذاك ضما جهودهما لادارة ازمة اليورو، فصوّت الاشتراكيون الديموقراطيون على جميع خطط الانقاذ التي طرحتها ميركل. واكدت المستشارة أن quot;ائتلافًا كبيرًا هو ائتلاف من اجل مهام كبرىquot;، مشيرة الى أنها ستسعى لضمان وضع افضل للمواطنين في 2017 منهم اليوم، عملاً بوعد قطعته خلال حملتها الانتخابية.

والى الاستشارية، يمسك المحافظون بموقع استراتيجي هو المالية مع تعيين السياسي المخضرم فولفغانغ شويبله (71 عامًا)، فضلاً عن الدفاع والداخلية، فيما حصل الاشتراكيون الديموقراطيون على الخارجية، فضلاً عن العمل.

وعيّن رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي زيغمار غابريال نائباً للمستشارة، وهو منصب فخري، وسيتولى وزارة كبرى هي وزارة الاقتصاد والطاقة. وهو مكلف ملف الانتقال الى الطاقات المتجددة، وهو ملف حساس سيشكل احد اضخم الورش التي تخوضها المانيا في السنوات المقبلة، وقد اطلقته المستشارة من دون التشاور مع المعارضة، في وقت كان الاشتراكيون الديموقراطيون في صفوفها.

وبالرغم من الفوز الكبير الذي حققه معسكرها (41.5%) في الانتخابات التشريعية، خاضت ميركل التي تصنف بانتظام المرأة الاكثر نفوذًا في العالم، معركة ضارية على مدى فترة قياسية قاربت ثلاثة اشهر لتشكيل حكومة.

وبعدما حرمت من حليفها الليبرالي الذي اقصي من مجلس النواب بسبب تدني نتائجه، اجرت ميركل مفاوضات طويلة وشاقة مع الاشتراكيين الديموقراطيين لوضع برنامج حكم مشترك من اكثر من 180 صفحة موقع من الاحزاب المعنية ويلزمها للسنوات الاربع المقبلة.

وازيل آخر حاجز كان يعيق تشكيل quot;الائتلاف الكبيرquot; السبت حين وافق منتسبو الحزب الاشتراكي الديموقراطي بغالبية واسعة (76%) في استفتاء على مشاركة حزبهم في حكومة ميركل الثالثة. وكانت حكومة ميركل الاولى اصلاً quot;ائتلافًا كبيرًاquot; خرج منه الاشتراكيون الديموقراطيون بهزيمة كبرى.

وعهد بوزارة العمل الى الامينة العامة للحزب الاشتراكي الديموقراطي اندريا ناليس التي سيترتب عليها أن تجسد ما يعتبره حزبها بمثابة الاختراق الاجتماعي الرئيسي في عقد الائتلاف، وهو اقرار حد أدنى للاجور معمم بمستوى 8.50 يورو في الساعة. كما ادرج رفع مستوى معاشات التقاعد المتدنية واقرار آلية للحد من ارتفاع الايجارات ضمن برنامج الحكومة الجديدة.