عاش المغرب مؤخرا على وقع جرائم اغتصاب كثيرة جعلت بعض الحقوقيين يقترحون عقوبة للمورطين في هذه الجريمة وهي quot;الاخصاءquot; بغاية ردعهم والحدّ من الظاهرة.


أيمن بن التهامي من الرباط: أثارت مسألة طرح عقوبة quot;إخصاء الرجال المغتصِبينquot; للنقاش جدلا في المغرب، حيث أبدت بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، استعدادها لمناقشة الموضوع quot;إذا كان هو الحل من أجل إيقاف الجرائم المتكررة، وردع مثل هذه الممارساتquot;.

وأوضحت الوزيرة أن الرجال يحملون سلاحا يهدد المرأة، بينما النساء يحملن تهديدا مرتبطا بأجسادهن.

الإخصاء هو الحل

ارتفعت في المغرب، في الأسابيع الأخيرة، أصوات جمعيات تطالب بإنزال عقوبة quot;الإخصاءquot; في حق الرجال المورطين في الاغتصاب.

وجاء المطلب، أول مرة، على لسان نجية أديب، رئيسة جمعية quot;ما تقيش ولاديquot; (لا تلمس أبنائي)، خلال مشاركتها في ندوة نظمتها، أخيرا، جمعية quot;بيل ايفينتquot; حول الاعتداء على الأطفال بأمستردام بهولندا.

وقالت نجية أديب، في تصريح لـquot;إيلافquot;، إن quot;عقوبة الإخصاء لا تساوي شيئا أمام هذه الجريمة المرتكبة في حق الأطفالquot;، مشيرة إلى أنه quot;في حالة تطبيق العقوبة في حق واحد أو اثنين وجرى إعلانها فإنها ستكون سلاحا رادعا لكل من يفكر مستقبلا في ارتكاب هذه الجريمةquot;.

يكررون الفعلة

أضافت نجية أديب quot;مغتصب الأطفال لن يتوب، وهذا لمسناه من خلال تكلمنا مع عدد منهمquot;، مبرزة أنهم quot;أكدوا أن الأطفال يثيرون شهوتهم الجنسية أكثر من النساء، وهو ما يعني أنهم سيكررون فعلتهم كلما سنحت لهم الفرصةquot;.

وقالت رئيسة الجمعية quot;نريد أن تناقش العقوبة في البرلمان وتجري المصادقة عليها وتخرج إلى حيز الوجودquot;، موضحة أن quot;الآباء أصبحت لديهم الآن فوبيا من تعرض أبنائهم للاغتصاب، وأصبحوا ينقلونهم بأنفسهم إلى المدرسة ثم يعيدونهم بأنفسهم إلى المنزل، وهذا الأمر لم يكن في السابقquot;.

الدخول في متاهة

خلّف مطلب عقوبة quot;إخصاء الرجال المغتصبينquot; مواقف متباينة. ففيما تطالب جمعيات باعتماده، يرى عبد العزيز أفتاتي، القيادي في حزب العدالة والتنمية (قائد الائتلاف الحاكم)، أن هذا المطلب quot;سيغرق الناس في عقود من النقاشات التي لن تكون منتجةquot;.

أضاف: quot;يجب أن نرى التشريع المقارن والمقاربات المقارنة التي حققت نتائج، خاصة في دول لديها وضعية مماثلة للمغرب، الذي توجد فيه مشاكل اجتماعية تختلط بأمور تربوية، إلى جانب الإختصاص في الأمور القانونية.
لهذا يجب أن نطلع على تجارب الدول الشبيهة بالوضع في المغرب، والتي حققت نتائج في هذا الموضوع، ثم يتم تحديد مجال التشريعquot;.

وقال عبد العزيز أفتاتي، في تصريح لـquot;إيلافquot;: quot;هذا الكلام لا أفهم ماهيته أو المراد منه، فلا يمكن أن نعالج مشكلا بالدخول في متاهة أخرىquot;.

وأشار إلى ضرورة التوجه للمستقبل والاستفادة من التجارب الناجحة في الدول الأخرى، التي لها وضع مماثل للمغرب.

الوقاية والتربية

وأضاف القيادي الحزبي: quot;التشدد لوحده لا يكفي، لا بد من عمل أفقي وليس عموديا فقط، وأنا لا أفهم أنه لحد الآن لا توجد في المدارس والأحياء توعية بخصوص هذه الكارثةquot;، مبرزا أن quot;هذه الظاهرة يجب استئصالها بالوقاية، والتربية، والاحترام، ومعالجة المشاكل المطروحةquot;.

وأكد عبد العزيز أفتاتي أن محاربة هذه الظاهرة يتطلب مجهودا مستمرا، ولا يمكن أن يتوقف، كما يجب أن نستفيد من أشياء ومقاربات ملموسةquot;.

وعاش المغرب خلال الشهور الأخيرة، على وقع عدد من جرائم الاغتصاب التي يذهب ضحيتها أطفال ونساء، إذ تنظر المحاكم حاليا في قضية متهم في فاس يلقب بـquot;الوحشquot; اغتصب عشرات النساء.

كما تعرض عدد من الأطفال للقتل، من بينهم رضع، بعد تعرضهم للاغتصاب، في بعض الأحيان من طرف أقرباء لهم.