عشية انعقاد جنيف-2، تستمر المواقف على تصلبها، بين دعم روسي والتباس أميركي، وتشكيك أوروبي في جدوى مؤتمر لا يسلم السلطة للمعارضة.


لندن: يرى مراقبون حالة من الجمود في المواقف الدولية في الطريق إلى مؤتمر جنيف-2 رغم أن الوقت يضيق وموعد المؤتمر يقترب. فما زالت المواقف الدولية حول المؤتمر تراوح مكانها، وتدور في ذات الدائرة المغلقة من المواقف السابقة، ما يجعل الحديث عن جنيف-2 مجرد تصريحات إعلامية، ويجعل التحضيرات الدولية لانعقاده تحضيرات زائفة أكثر منها عملية أو قابلة للتطبيق.
فالدعم الروسي لا محدود للنظام السوري، والموقفان البريطاني والفرنسي واضحان ضد بشار الأسد. اما الموقف الأميركي فملتبس.
دعم روسي
نسف سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، تصريحات نائبه ميخائيل بوغدانوف، الذي قال إن على بشار الأسد ألا يطلق تصريحات مستفزة حول اعادة ترشحه للرئاسة. ورغم نفيها من جانب السفارة الروسية في دمشق، الا أن هذا لا ينفي أنه قالها، لأنها كانت موجهة للاعلام الروسي الذي لا يمكن أن يزيف حديثًا لبوغدانوف.
قال لافروف: quot;الرئيس السوري بشار الأسد لم يتقدم بطلب لروسيا لضمان أمنه في حال تنحيه عن منصب الرئاسة، فلم نتلق مثل هذه الطلبات، لا من الأسد ولا من أي شخصية أخرى في دمشقquot;. وشدد لافروف على أن الأسد أكد مرات أنه لا يعتزم مغادرة بلاده إلى أي مكان آخر، وأنه باق مع شعبه وسيواصل تنفيذ مهامه.
وحول إمكانية مشاركة الأسد في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أكد لافروف أن الأسد قال فعلا إنه لا يستبعد ذلك، quot;وأنه سيتخذ قرارًا بهذا الشأن مع اقتراب موعد الانتخابات إذا شعر بوجود دعم شعبي لهquot;.
تشكيك فرنسي
في المقابل، شكك الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في جدوى عقد جنيف-2، إذا لم يكن ييتناول تنحي الأسد عن السلطة.
واعتبر هولاند أن مجرد الذهاب لمؤتمر جنيف-2 من دون الدخول في مرحلة انتقالية في سوريا تشترط ذهاب الأسد، لن يشكل نجاحًا في حد ذاته، مؤكدًا أن على جنيف-2 أن يشكل بداية انتقال السلطة من الأسد إلى المعارضة، وليس من الأسد إلى الأسد.
وكشف هولاند عن أن الاتحاد الأوروبي طالب مجددًا من منسقته للخارجية كاثرين آشتون بالعمل على دعم المعارضة السوريةن للسماح لها بدخول جنيف-2 في أحسن الظروف.
التباس أميركي
أما الموقف الاميركي فملتبس، إلا أن جل تركيزه هو أن يجر المعارضة إلى جنيف-2، لأنه التزم مع الجانب الروسي باقناع المعارضة بالقدوم، على أن تتولى موسكو موافقة النظام، من دون أي جهود مبذول من طرف واشنطن في ظل تسليم الدفة للروس لقيادة المرحلة.
وعلى ضفة قد تبدو محيادة، يحاول الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي البحث عن انتصار عبر انعقاد جنيف-2، قد لايبدو من أجل الشعب السوري، الا اذا انشغل المجتمع الدولي بايقاف المجازر وتطبيق جنيف-1 قبل جنيف-2، والتحدث بوضوح عن مستقبل الاسد.