صدرت دعوات في بريطانيا لمنع الوالدين من ضرب اطفالهما بتاتاً، حيث القوانين تمنح الحيوانات الاليفة والبالغين قدرًا اكبر من الأطفال في الحماية من العنف.

دعت ماغي اتكينسون مفوضة شؤون الاطفال في انكلترا إلى حظر كلي لضرب الأطفال وأن يواجه الآباء عقوبات قانونية إذا فعلوا ذلك. وأضافت أنه توجد ثغرة قانونية بشأن quot;العقاب الجسدي لطفلكquot;.
ووفقاً للقوانين الحالية، يسمح بالضرب الخفيف ولكن أي ضرب يحدث كدمات أو خدوشًا أو تورمًا أو جروحًا محظور قانونًا.
وقالت اتكينسون لصحيفة (إنديبندانت) اللندنية: quot;بصفة شخصية كمعلمة سابقة، لم اضطر قط لاستخدام العقاب الجسدي. اعتقد أننا يجب أن نتخذ اجراءات لمنع الضربquot;.
واضافت: quot;وفقًا للقانون انت ممنوع من ضرب شخص بالغ آخر ومن معاقبة حيواناتك الاليفة جسديًا ولكن توجد ثغرة بشأن معاقبة طفلك جسديًاquot;.
قضية أخلاقية
وقالت اتكينسون إن حظر الضرب quot;قضية أخلاقيةquot;، وأضافت أن quot;العقاب الجسدي يمثل اعتداء جسديًاquot;. ولكنها أضافت أن مكتبها لن يبدأ حملة رسمية العام القادم لتجريم ضرب الآباء لأبنائهم لأن quot;الكثير من الامور الأخرى في الانتظارquot;.
ومن جهتها، قالت متحدثة باسم الحكومة للصحيفة إنه مع أن الوزراء quot;لا يقرون العنف ضد الاطفالquot;، إلا انهم quot;لا يريدون تجريم الاباء لضرب أبنائهم بصورة خفيفةquot;.
وقالت المتحدثة إنه quot;توجد سبل اكثر ايجابية لتأديب الاطفال والضرب أمر خاطئ ولن يجدي المجتمع نفعاًquot;.
يذكر أن القوانين السارية حاليًّا في بريطانيا تمنع استخدام القوة ضد الأطفال، لكنها تمنح الكبار في البيت وبعض المدارس والمؤسسات الدينيَّة حقَّ الدفاع، ضد تهمة الاعتداء في حالة استخدام قوة معتدلة إذا اثبتوا أن العقاب كان معقولًا.
أول قرار
ويشار الى أن أول قرار يمنع ضرب الأطفال تم تشريعه في بريطانيا عام 1987، ثم جرى توسيعه ليشمل المدارس المستقلَّة في عام 1999، وصدرت قوانين أخرى خلال السنوات العشر الماضية تمنع استخدام العقاب الجسدي في دور الأطفال ومؤسسات الرعاية التي تديرها الدولة.
وعُدلت القوانين مرة أخرى منذ عام 2004 لتشديد القيود على لجوء الوالدين أو الكبار الذين يقومون مقامهما الى التذرع بحجة العقاب المعقول في مواجهة تهمة الاعتداء.
وما زالت هنالك أسباب للقلق من استخدام الضرب في البيت وفي مدارس تعمل ساعات محدودة في الأسبوع مثل المدارس الايمانيَّة التي تعمل خلال عطلة نهاية الاسبوع ، حيث يستطيع الكبار الذين يستخدمون quot;قوة معقولةquot; أن يتفادوا الملاحقة القانونيَّة.
وكان روجر سنغلتون مستشار الحكومة البريطانية حول سلامة الطفل اصدر في العام 2010 تقريرًا اوصى فيه بمنع ضرب الأطفال في كل الاماكن خارج البيت، مشددًّا خصوصًا على مدارس عطلة نهاية الاسبوع واماكن العبادة.
وحينها، قال سنغلتون إن الحماية ضد العقاب الجسدي يجب أن تشمل كل اشكال الرعاية ومؤسسات التعليم والتوجيه خارج اطار الأسرة، ولكن التقرير لم يذهب الى حد التوصية بتغيير القانون الذي يبيح للوالدين استخدام الضرب داخل البيت.