قدم الرئيس سعد الحريري مبادرته لقانون انتخاب جديد متلازم مع إنشاء مجلس شيوخ، فلقي ترحيبًا من جانب القوات اللبنانية، بينما رفضها العونيون ساخرين.


هيثم الطبش من بيروت: لاقت المبادرة التي طرحها رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، كمخرج لإجراء الانتخابات النيابية، ردودًا عنيفة من جانب نواب تكتل التغيير والإصلاح الذي يرأسه النائب ميشال عون، في حين فضلت مصادر حزب القوّات اللبنانية عدم الخوض في تفاصيل المبادرة، إلا أنها رأت فيها إيجابية ومجالًا للنقاش.

وتتلخص مبادرة الحريري باستحداث مجلس شيوخ، وفقًا لما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني في الطائف، على أن ينتخب أعضاء هذا المجلس على أساس الاقتراح الأرثوذكسي، أي باعتماد النسبية. في حين تجري الانتخابات النيابية وفق النظام الأكثري، باعتماد 50 دائرة مصغّرة، بعد إقرار إلغاء الطائفية السياسية، وإقرار اللامركزية الإدارية.

ترحيب قواتي

قالت مصادر في حزب القوّات اللبنانية لـquot;إيلافquot; إن إطلالة الحريري كانت جيدة، وتضمنت أفكارًا يمكن البناء عليها. ولفتت إلى أن المبادرة إيجابية، تعالج الهواجس الطائفية في لبنان لدى كل المكوّنات، وتشمل الموعد الإنتخابي الذي يجب أن يكون مقدسًا، ومشروع 50 دائرة الذي طرحته القوات اللبنانية، إضافة إلى مسألة مجلس الشيوخ وتطبيق الطائف، غير مستبعدة العودة إلى قانون 50 دائرة، الذي سبق أن طرحته القوّات، إذا لم يحصل إجماع على مشروع اللقاء الأرثوذكسي.

وشددت هذه المصادر على أهمية ما طرحه الحريري من تطبيق اللامركزية الإدارية وتحييد لبنان عن سياسة المحاور.

تبشير وأمل

من بين المرحّبين بمبادرة الحريري كان عضو اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة، الذي رأى أن هذه المبادرة تتجاوز الدوائر الخمسين إلى مجموعة أفكار، متسائلًا في حديث إذاعي: quot;هل كان رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون جديًا عندما كان يقول إن الدائرة الصغرى تؤمن التمثيل المسيحي الصحيح؟quot;.

ولفت حمادة إلى أن بقاء الأمور في سياق الرفض والرفض المضاد يردها إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان لمعاودة المشاورات. وقال: quot;أظن أن الكلام الذي أطلقه الحريري لا يقفل أبواب الحل، وهو يبشر بأن الإنتخابات سوف تجري في موعدهاquot;.

لا جديد

في الجهة المقابلة، كثرت التعليقات الرافضة من جانب نواب تكتل التغيير والاصلاح، الذين رأوا أن الحريري لم يأت بجديد، وأن الأفضل له البقاء على موقع تويتر.

وقال النائب إبراهيم كنعان، أمين سر تكتل التغيير والإصلاح، في حديث تلفزيوني: quot;ما طرحه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لا يتعدى كونه مبادئ عامة، ولا جديد فيه، والكلام عن الدوائر الصغرى كلام عام، والذي يجب أن يعرف هي المناصفة الحقيقية التي نص عليها الإقتراح الأرثوذكسي، فلماذا رفضه؟quot;.

وأضاف كنعان: quot;لم يعد باستطاعتنا أن ننتظر مواقف من تيار المستقبل ومن الحريري للهروب إلى الأمام فقطquot;.

وأوضح أن إنشاء مجلس الشيوخ وتأمين اللامركزية الإدارية وغيرها من الطروحات كلام سمعناه منذ وقت طويل ولم يطبق لغاية اليوم، متسائلًا: quot;لماذا يقاطعون مجلس النواب؟ فليتفضلوا إلى البرلمان ويشرعوا ما ينادون بهquot;. وشدد كنعان على quot;ضرورة تأمين المناصفة بإنتخابات وإقرار قانون إنتخابي يلحظ هذا الأمرquot;.

ليبقَ على تويتر

أما النائب سيمون أبي رميا، المنتمي إلى التكتل ذاته، فرأى أن العناوين التي طرحها الحريري quot;تشكّل بحد ذاتها برنامجًا للحكومة، وقد يمكن أن تكون طرحًا لمن ليس لديه شيء ليقوله، وكنت أتمنى أن يبقى على تويترquot;.

وأضاف quot;تمخض الجبل فولد فأرًاquot;، معربًا عن اعتقاده بأن الحريري يعيش في وضع إرباك قاتل، نتيجة الجدلية المرافقة لقانون الإنتخابات.

اضاف: quot;اذا كان يظن أنه ما زال إمبراطورًا للعهد السابق، فهو فاشلquot;، مشيرًا إلى أن هاجس الحريري الوحيد كان تأمين قانون إنتخاب يؤمن له السطوة والسيطرة على أكبر عدد من المقاعد المسيحية منذ العام 1996، في الدوائر التي يتمتع فيها باكثرية، وعدم تحقيق المناصفة الحقيقية.