لكي يعرف العالم ويعي أن الثورة السورية حرّة ومستمرة، تعرض الفنانة السورية هزار بيكباشي صورًا رسمتها نساء سوريات لاجئات إلى تركيا، وضعن فيها آلامهن ومعاناتهن، وذلك في معرض جوّال حول عواصم عربية وأوروبية.


ملهم الحمصي: للثورة السورية وجوه كثيرة ومتنوعة، لا تقتصر على الجانب السلمي أو المدني، ولا على السياسي والعسكري والإغاثي، فهناك جانب إنساني قد لا يكون ظاهرًا كثيرًا، لا يمكن للثورة إيصاله إلا من خلال أصوات أبنائها وبناتها ومعاناتهم في بلدان اللجوء، عبر وسائل حضارية كالفن والرسم.

هزار بيكباشي، فنانة تشكيلية سورية مناصرة للثورة، لم تجد أفضل من الرسم والفن لمساعدة لاجئات وطنها السوريات، ولإسماع أصواتهن وتبليغ رسائلهن ومطالبهن إلى العالم، فعملت على الذهاب إلى مخيمات تركيا للاجئين السوريين، والتواصل مع النساء، وإنشاء ورشة فنية لرسوماتهن تحت إشرافها المباشر، ثم جمعت هذه الرسومات، ورحلت بها إلى فرنسا، لتشهر معرضها الذي حمل في طياته الكثير من آلام وآمال بنات شعبها.

في ما يأتي نص الحوار:

كفنانة تشكيلية وناشطة سورية، كيف تساهمين في نقل معاناة الشعب السوري إلى العالم؟
كفنانة تشكيلية وناشطة حرة، منذ أول يوم للثورة السورية، نسقت مظاهرات أسبوعية وندوات ثقافية في صالات عامة، وتوليت إذاعة ونقل أخبار الحراك السوري، وتحديدًا الشعبي منه، في مدينة بوردو الفرنسية. وفي السنة الماضية، كان أهم نشاطاتي دعوتي للسيد عبد الحميد أنتاسي إلى ندوة وجلسة تعريفية عن ثورتنا ومطالبنا بحضور أجنبي وعربي، وذلك في صالة سينمائية أثناء فعاليات مهرجان السينما والتاريخ. كما قدمت مساعدات مادية كأي شخص يدعم الشعب السوري المنتفض، فضلًا عن النشاطات المستمرة عبر موقع فايسبوك، والحوار مع الأجانب في فرنسا.

صورة بهية للثورة

هلا حدثتنا أكثر عن المعرض الذي تنوين إطلاقه في فرنسا؟ ما أهدافه ورؤيته؟
سافرت إلى تركيا، والتقيت بالنازحات السوريات اللواتي يسكُنَّ الشقق، وليس في الملاجئ، لأن السلطات التركية لم تسمح بذلك. واستطعت مع هؤلاء النساء أن ننشئ ورشة عمل فني، وكان دوري كمشرفة وتعليم لهن. كان تجاوب النساء اللاجئات أكثر من رائع ومسؤول، لأنهن فهمن أهمية الابداع والفكر كي يصل صوتهن إلى العالم. لم نستطع حينها إقامة معرضنا، بل اشتغلنا على موضوع اللصق على القماش لسهولة نقله إلى الخارج. وتراوحت أحجام اللوحات بين متر وخمسة أمتار، وبعد ذلك خطرت لي فكرة عرض هذه الأعمال الإبداعية للاجئات السوريات هنا في فرنسا، من خلال معرض خاص سيجري في مدينة بواتييه الفرنسية، لأننا نؤمن بأننا بالفن والفكر نقدم ثورتنا بشكل حضاري معاصر، ونعلّي كلمة النساء السوريات.

ما أهم الموضوعات التي تناولها المعرض من خلال رسومات النساء والأطفال؟
تنوعت الموضوعات بحسب حالة اللاجئة التي انعكست على ما ترسمه على القماش، كانت في غالبيتها أعمالاً إنسانية إبداعية، تحاول نقل صورة الألم والمعاناة التي اختبرتها هؤلاء النسوة خلال فترة الثورة السورية، ومقاساتهن في ظل غياب أزواجهن عنهن أو اختفائهم بسبب الاعتقال أو القتل أو الإصابة. افتتح المعرض في الثاني من شباط (فبراير)، وهو مستمر إلى التاسع منه في مدينة بواتييه. وأعمال النازحات لن تكون مخصصة للبيع، لكنني خصصت بعض أعمالي للبيع، لأنني أنوي أن أقوم بمعرض جوّال في أكثر من مدينة أوروبية وعربية.

ليرى العالم

هل هناك أي منظمات أو جمعيات أهلية تقدم إليك أي مساعدة؟
أنا كفنانة وناشطة سورية حرة أعمل بشكل مستقل، ولا أنتمي إلى أي جهة، أؤمن بحرية التعبير من خلال الفن التشكيلي، وليس فقط عبر النجوم والممثلين. وأنا لست ضد أحد، بل أحب أن ألعب دور الإعلام الصادق في أوروبا، كي يصل صوت النساء الحرائر المنضويات في صفوف الثورة، ويساهمن بكل وعي وإرادة. ومن الممكن أن نعمل سويًا ولكل فرد طريقة مختلفة، ولا ننسى أهمية العلم ورسالته إلى الخارج، ليرى العالم ويعي فكرة الثورة المستمرة بفضل كل حر وحرة.