العديد من الطلبة السوريين يعيشون في أميركا نظموا رحلة جماعية إلى سوريا ومخيمات اللجوء، أحدهم قرر حمل السلاح لكن بعيد عن جبهة النصرة، وآخرون اكتفوا بتقديم المساعدة للاجئين.


رحلة العديد من السوريين الأميركيين إلى مخيمات اللاجئين على الحدود السورية التركية بدأت من خلال التواصل والتنظيم عبر موقع quot;فايسبوكquot; الاجتماعي.
بعد أن شاهدوا فظائع الحرب في سوريا، اندفع الأميركيون من أصول سورية لزيارة مسقط رأس آبائهم ومحاولة التخفيف من معاناة شعبهم، فانضموا إلى موكب من المتطوعين من جميع أنحاء العالم في رحلتهم إلى الحدود التركية السورية، آملين في أن يساهموا ولو بالقليل في دعم الثورة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
لكن العديد من الأسئلة الصعبة تطرح نفسها في أوساط هؤلاء المتطوعين، فهل ينبغي أن يغامروا بزيارة الأراضي السورية؟ هل ينبغي عليهم حمل السلاح؟ كيف سيتعاملون مع حقيقة أن قوات المعارضة التي يريدون دعمها بقوة تشمل المتطرفين الإسلاميين الذين يعبرون عن وجهات نظر متناقضة مع آرائهم؟
المجموعة - معظمهم من طلاب الجامعات من ولاية كاليفورنيا- نظمت نفسها عبر الفايسبوك وخططت للرحلة عبر التواصل على موقع سكايب، فتمكن المتطوعون من جمع 15 ألف دولار وحزموا حقائب إضافية معبأة بالإمدادات الطبية والملابس والبطانيات.

وسط أزمة إنسانية
في جنوب تركيا، في بعض الأحيان على مقربة من مجريات القتال، اجتمع الفريق بالعديد من الذين أصيبوا في الصراع الدموي، فساعدوا اللأطفال اللاجئين على تعلم اللغة الإنكليزية وقدموا مسرحيات هزلية عن الثورة وغيرها من النشاطات التي تهدف إلى الترفيه عن الأطفال الذين شاهدوا أسوأ المجازر.
ولم تكتفي المجموعة بزيارة تركيا، إذ دخلت الأراضي السورية بجوازات سفر أميركية، ونظمت جولات على مخيمات اللاجئين في الداخل السوري التي تكتظ بالأسر داخل الخيام المفتوحة على الريح العاتية، من دون ما يحميها أو يقيت أفرادها باستثناء بضع حبات من البطاطا المسلوقة.
تبرعت المجموعة بعدة آلاف من الدولارات لمساعدة القرى على تأمين الطحين واجتمع الطلاب مع القادة المحليين، وتشاوروا في كيفية الاستمرار بتقديم المساعدة في الأشهر المقبلة. وتمكن الطلاب أيضاً من تصوير بعض اللقطات لفيلم وثائقي يأملون في أن يساهم في نقل معاناة السوريين إلى المجتمع الأميركي.
وقال ليث، طالب في جامعة القلب المقدس في ولاية كونيتيكت،انه يعاني من صعوبة في شرح مجريات الثورة السورية لزملائه، مشيراً إلى أنه يؤيد بشدة تزويد قوات المعارضة بالسلاح. ورفض ليث نشر اسمه بالكامل خوفاً من أن نظام الأسد سوف يستهدفه أو ينتقم من أقاربه في دمشق.
تمكن ليث (21 عاماً) من زيارة سوريا مرتين منذ اندلاع الثورة ضد النظام السوري، وقد اذهل الكثير من أساتذته الذين يستمعون إلى مغامراته، كما أنه تمكن من نسج العديد من العلاقت مع من يسميهم quot;أصدقاء الثورةquot; من خلال تواصله مع المعارضين ومساعدتهم.
انتقل فريق الطلاب السوري ndash; الأميركي إلى ضواحي مدينة حلب الشمالية حيث استقروا في منزل في حي تل رفعت للتحدث مع زعماء البلدة المحليين لكنهم فوجئوا بصوت انفجار قوي ليتبين لاحقاً أن برميلاً من المتفجرات سقط في مكان قريب وأسفر عن مقتل 18 شخصاً. بعد ذلك، اضطروا إلى تقييد تحركاتهم والبقاء بالقرب من الحدود.
بعد فترة وجيزة، عاد معظم الطلاب إلى الولايات المتحدة لكن ليث رفض الرحيل وعاد متوجهاً إلى حلب للمشاركة في القتال، وطلب من الثوار نقله إلى خط الجبهة. وقال ليث انه مستعد للقتال بشرط واحد وهو ألا يتواصل أو يلتقي بأي من أفراد quot;جبهة النصرةquot; وهي مجموعة اسلامية متشددة تعمل في شمال سوريا.
دخل ليث شقة مهجورة في حلب حيث تمركز من أجل إطلاق النار على القناصين، وقال انه لا يشعر بالذنب لأن القناص قتل بالفعل عشرات المدنيين وبالتالي فإن ضميره لن يؤنبه إذا تمكن من قتله.
quot;سأعود مجدداًquot;
انتهت العطلة الشتوية وعاد ليث إلى تركيا ثم إلى الولايات المتحدة لمتابعة تحصيله العلمي. ويأمل الشاب السوري في إنهاء دراسته لإدارة الأعمال بحلول نهاية العام ويقول: quot;النظام يجب أن يسقط في ذلك الوقت. لكن إذا لم يحدث ذلك فسأعود مجدداً لأشارك في القتال. أنا لا أنوي الجلوس ومشاهدة أشرطة الفيديو على يوتيوب. هذا ما فعلته لمدة عامين. لا أستطيع أن أفعل ذلك بعد الآنquot;.