بدأ الزعماء والمسؤولون بالتوافد إلى مصر للمشاركة في القمة الإسلامية التي تعقد غداً الأربعاء وسط ازمات شتى تمر بها المنطقة، أبرزها العنف المتصاعد في سوريا والأوضاع المتدهورة في مالي.
القاهرة: بدأ الزعماء والمسؤولون الوصول إلى القاهرة للمشاركة في النسخة 12 من القمة الإسلامية، حيث وصل الرئيس الإيراني أحمدي نجاد مطار القاهرة وكان في استقباله الرئيس المصري محمد مرسي، وأجرى الزعيمان محادثات تناولت العلاقة بين البلدين، هذا في وقت بدأ اليوم، الثلاثاء، وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي اجتماعاتهم التحضيرية للقمة الإسلامية المقرر انعقادها في القاهرة غداً، بحضور عدد من رؤساء الدول الإسلامية، وترأسها مصر هذا العام بعنوان العالم الإسلامي تحديات جديدة وفرص متنامية فى دورتها الثانية عشرة، والمقرر أن يفتتحها الرئيس محمد مرسي غداً.
ومن جانبها خصصت الاجتماعات التحضيرية للقمة جلسة خاصة، اليوم، لبحث تداعيات الاستيطان الإسرائيلي، وهي الأزمة التي من المقرر صدور توصية بها في البيان الختامي للقمة.
مرسي واثق من النجاح
وأكد الرئيس المصري، محمد مرسي، أن quot;استضافة مصر للقمة الإسلامية الثانية عشرة، يومي الأربعاء والخميس المقبلين، تحمل دلالة رمزية، باعتبارها أول قمة تستضيفها مصر، لمنظمة التعاون الإسلاميquot;، معربا عن quot;ثقته بأنها ستكون ناجحة، وتدفع بالتعاون الإسلامي المشترك إلى الأمام، وتخطو خطوات جديدة نحو تحقيق آمال وتطلعات الشعوب.
وقال مرسي- في كلمة ترحيبية له على الموقع الإلكتروني لمنظمة التعاون الإسلامي، التي تتخذ من جدة مقرا لهاndash;: إن quot;مصر تعد إحدى الدول المؤسسة للمنظمة، التي أنشئت بقرار صادر عن القمة التاريخية التي عقدت في الرباط، في سبتمبر 1969، ردا على جريمة إحراق المسجد الأقصى في صيف العام ذاتهquot;.
وشدد مرسي على أن quot;دور مصر لم يتوقف عند هذا البعد التاريخي المهم، بل تواصل بجهود مستمرة لتعزيز التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي بين الدول أعضاء المنظمةquot;، مؤكدا quot;التزام مصر بالإسهام الإيجابي في شتى لجان وأجهزة منظمة التعاون الإسلامي.
وأضاف، أن quot;الأزمات الدولية والإقليمية خلال السنوات الأخيرة، باتت تفرض عددا من التحديات الصعبة على الدول أعضاء المنظمة، وهو ما يستوجب منا العمل والتنسيق المشترك، من أجل التوصل إلى رؤى خلاقة لمواجهة تداعيات تلك الأزمات والتحدياتquot;.
الحوار في سوريا
هذا فيما قالت وكالة أنباء في الشرق الأوسط إن مشروع بيان القاهرة الختامي للدورة الثانية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي يتضمن دعوة قادة الدول الإسلامية إلى الحوار الجاد بين التحالف الوطني للثورة السورية وقوى المعارضة وبين ممثلي الحكومة السورية الملتزمين بالتحول السياسي في سوريا والذين لم يتورطوا بشكل مباشر في أي شكل من أشكال القمع، من أجل فتح المجال أمام عملية انتقالية تمكن الشعب السوري من تحقيق تطلعاته في الإصلاح الديمقراطي والتغيير.
وتوقع وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن تكون القمة تاريخية وأنها سوف تقطع شوطا كبيرا في تعزيز التعاون الإسلامي.
وقال وزير خارجية البحرين -في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن القمم التي تعقد في مصر تكون دائما ناجحة وتاريخية وقراراتها مهمة.
وأضاف قائلاً: quot;نحن دائما متفائلون بنجاح القمة الإسلامية لتخرج بما فيه صالح الأمة الإسلامية خصوصا وأن هناك العديد من القضايا الهامة مثل فلسطين وسوريا والوضع في مالي وأوضاع الأقليات الإسلامية ، وكذلك التعاون في المجال الاقتصاديquot;.
المغرب متفائل
اعتبر وزير الخارجية المغربي الدكتور سعد الدين عثماني، أن القمة الإسلامية في القاهرة يمكن أن تشكل فرصة لتوسيع التعاون الاقتصادي بين دول منظمة التعاون الإسلامي لخلق تجمع اقتصادي على غرار التجمعات في آسيا وأوروبا وأميركا الجنوبية، مشددا على أنه ليس هناك تناقض بين التكامل الاقتصادي العربي والإسلامي.
وقال الوزير- في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط- إن رئيس وزراء المغرب عبد الإله بن كيران سوف يترأس وفد المملكة إلى القمة.
وأضاف أننا نتطلع إلى أن يصدر عن هذه القمة قرارات لها تأثير في مستقبل العالم الإسلامي، خاصة أنها تعقد في القاهرة عاصمة مصر بدورها المهم في العالم الإسلامي والمنطقة.
أمن القمة
قال مصدر عسكري مسؤول في الجيش المصري إن quot;قوات الشرطة المدنية بالكامل ستتولى تأمين قمة منظمة التعاون الإسلاميquot; المقرر عقدها في القاهرة غدًا الأربعاء.
وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته لحساسية منصبه، لمراسل الأناضول، أن quot;الشرطة المصرية قادرة على تنفيذ المهام الموكلة إليها بتأمين المؤتمر وقادة وزعماء الدول الحاضرة دون الحاجة إلى تدخل من الجيشquot;.
وأشار إلى أن quot;نزول الجيش للشوارع في مصر سيكون في أضيق الحدود وللضرورة القصوىquot;، مجددًا التأكيد على أن quot;الجيش المصري بعيد تمامًا عن السياسة ويباشر مهامه في حماية الوطنquot;.
ومن جانبه، قال مصدر أمني مطلع في مطار القاهرة حيث يتوافد زعماء الدول المشاركة في القمة إن وزارة الداخلية اتخذت إجراءات مشددة في عمليات تأمين الوفود المشاركة.
ومن المتوقع ألا تؤثر الأحداث الدائرة فى محيط ميدان التحرير ومدن القناة في انعقاد القمة، والتي تعتبر أول قمة إسلامية تستضيفها مصر تحت عنوان quot;العالم الإسلامي تحديات جديدة وفرص متناميةquot;، وسط آمال بان تمثل القمة طوق نجاة لمصر سياسيا واقتصاديا وتنمويا واستثماريا.
لكن قناة العربية نقلت عن مصادر إعلامية قولها إن مقرّ انعقاد مؤتمر القمة الإسلامية، قد ينقل من المركز الدولي للمؤتمرات في مدينة نصر إلى أحد الفنادق القريبة من مطار القاهرة.
وبحسب المصادر فإن نقل مقر انعقاد المؤتمر قد يتم تجنباً لوقوع احتجاجات أو أحداث عنف في محيطه، بعدما كان مركز المؤتمرات قد شهد بعض الاحتجاجات في الأيام الماضية، كما أنه يقع على مقربة من قصر الاتحادية الرئاسي.
وقفة احتجاجية
نظم العشرات من أعضاء الجماعة الاسلامية في بنغلاديش في القاهرة صباح اليوم الثلاثاء وقفة احتجاجية امام مقر انعقاد الاجتماعات التحضرية للقمة الاسلامية في التجمع الخامس.
وطالب المتظاهرون بسرعة الافراج عن كبار علماء المسلمين المعتقلين فى بنغلاديش ومن المقرر اعدامهم خلال الشهر الجاري.
واتهم احد المتظاهرين ويدعى صادق الرحمن رئيسة الوزراء البنغلادية الشيخة حسينة بالعنصرية ضد المسلمين وانها لم تحضر المؤتمر لمحاولة فصل بنغلاديش عن هوايتها الاسلامية.
وأعلنت القاهرة أن القمة يشارك فيها رؤساء دول وحكومات 26 دولة إسلامية، من إجمالي 57 عضواً في منظمة التعاون الإسلامي. وسيشارك في القمة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد السعودي سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس التركي عبد الله غول ، وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد (وهو أول رئيس إيراني يزور مصر منذ اندلاع الثورة الإسلامية)، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس التونسي المنصف المرزوقي، ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
ويرأس وفد لبنان وزير خارجيته عدنان منصور، كما يشارك في القمة رئيس نيجيريا جودلاك جوناثان، ورئيس إندونيسيا سوسيلو بامبانج يودويونو.
تركيا تريد القمة المقبلة
وذكرت مصادر دبلوماسية ان تركيا سوف تتقدم بطلب لاستضافة القمة الاسلامية الثالثة عشرة والتي ستعقد في عام 2016.
وذكرت المصادر أن وزير خارجية تركيا أحمد داوود أغلو دعا خلال مداخلة له في اجتماعات وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، التي بدأت في وقت سابق اليوم، إلي دعم الطلب التركي لاستضافة هذه القمة خاصة ان بلده لم تحظ باستضافة آية قمة إسلامية منذ نشأت المنظمة في أعقاب حريق الأقصى عام 1969.
التعليقات