يرأس المعارض السوري ميشيل كيلو لجنة لمصالحة العرب والأكراد في رأس العين، بينما شن المعارض عبد الجليل السعيد هجومًا على الجيش الحر الذي انحرف على الثورة وصار ضباطه أمراء حرب، مطالبًا بانسحاب الكتائب المقاتلة من رأس العين.


بهية مارديني من لندن: بعد أسبوع من وقف اطلاق النار والهدوء الحذر بين الفصائل المتقاتلة في مدينة رأس العين أو (سري كانييه) في أقصى الشمال الشرقي السوري، وصل إلى المدينة وفد لجنة المصالحة الوطنية التي تشكلت أخيرًا من شخصيات سياسية عدة من الائتلاف الوطني السوري، ومن شخصيات وطنية برئاسة المعارض السوري ميشيل كيلو، عضو المنبر الديمقراطي.
وقال المعارض الكردي صلاح الدين بلال، عضو تيار التغيير الوطني، لـquot;ايلافquot; إن عددًا من أعضاء الهيئة الكردية العليا وجمهور من اهالي المدينة استقبل وفد لجنة المصالحة على البوابة التركية ndash; السورية.
وأشار بلال إلى أن بعض أهالي المدينة رفضوا ترك مدينتهم، وآثروا البقاء بها بالرغم من حدة المعارك واطلاق الصواريخ والقذائف على البيوت الآمنة، quot;فاطلع الوفد على حالة الخراب التي أصابت البيوت والأملاك الخاصة وحالات النهب والسرقة التي قامت بها جماعات مسلحة غريبة عن المدينةquot;.

تلاحم كردي عربي

قال بلال: quot;ما زالت اللجنة مجتمعة مع وفد الهيئة الكردية العليا في المدينة، بحضور ميشيل كيلو وثلاثة اشخاص آخرين، لبحث وضع المدينة ووقف المعارك واخراج المسلحين وعودة السلام والطمأنينة للأهالي، التي يسكنها خليط من الأكراد والعرب والاشوريين والشيشان، يرتبط مكوناته بكثير من الوئام والمحبةquot;.
وأوضح بلال ان لجنة المصالحة تعمل على التأكيد على التلاحم الكردي ndash; العربي، ومشاركة الجميع في الثورة وانتصارها على الأستبداد، وعلى تعزيز التفاهم والتلاحم بين اهالي المنطقة، وعدم المساس بالوحدة الوطنية، ووقف التدخلات من خارج المدينة التي قتل بها الكثير من المدنيين والمقاتلين من جميع الأطراف، والتي هجرها الالاف من أبنائها نتيجة حدة المعارك، باتجاه المناطق الداخلية والحدود التركيةquot;.

سحب المسلحين

رأى بلال أن مطلب سحب المسلحين من داخل المدينة هو مطلب الجميع، منعًا لأي اقتتال يدفع ثمنه المدنيون اولًا وأخيرًا، من نساء وأطفال وعجائز، مع بقاء قوات لحفظ النظام ولجان شعبية في داخل المدينة تتشكل من أهالي المدينة، تعمل على تأمين الأغاثة والمساعدات للمحتاجين، ورجوع الاهالي سريعا إلى بيوتهم.
قال: quot;ما تحتاجه المدينة الآن وفي المستقبل هو حل وطني يمنع تكرار أي اصطدام أو انتقال المعارك إلى مناطق أخرى واتخاذها ابعاد قومية او دينية، ومن المؤكد أن بعض الأطراف ستخلق بعض المصاعب امام لجنة المصالحةquot;.
أضاف: quot;ربما سنشهد مستقبلًا جولات اخرى من الزيارات والاتصالات لتكريس حل وطني يُرضي الجميعquot;.
ولفت بلال إلى تشكيل عدة لجان قبل أيام، لوقف المعارك الدائرة في رأس العين (سري كانييه)، quot;لكنها فشلت في وقف اطلاق النار، ولم تستطع لجنة مشكلة على هامش مؤتمر الاتئلاف الوطني الذي انعقد في فندق تيتانيك في اسطنبول أن تتحرك إلى المنطقة لإيقاف اطلاق الصواريخ والقذائف فوق رؤوس المدنيينquot;.

الحل ديمقراطي

رأى بلال أن الأمور ستكون ايجابية، اذا صدقت جميع الأطراف في ما بينها، ولم تدع للتدخلات والأجندة الخارجية لأن ترمي الشقاق بين اهالي المنطقة.
وأكد أن من يثير غبار المعارك والخلاف هي الكتائب المسلحة، الآتية من خارح المدينة، quot;ومن مصلحة الجميع التأكيد على الوحدة الوطنية وشعار اسقاط النظام واعتبار الحل الديمقراطي مرجعية للجميعquot;.

تحكم من خارج

لكن المعارض السوري المستقل عبد الجليل السعيد عبّر عن تشاؤمه من امكانية التوصل لحل، وقال لـquot;ايلافquot; إن سوريا تحكم من الخارج، تمامًا كما يقول اللبنانيون عن لبنان.
أضاف: quot;هناك مزيدات من بعض السياسيين الباحثين عن إنتاج انفسهم عبر لعق أحذية الأتراك، الذين يتعاملون مع الملف على انه تأديب بالوكالة، كما يعاني الجيش الحر من عبثية في تنظيمه، فأصبح بعض قادته أمراء حرب، وليسوا على قدر الثورة والمرحلة، والأكراد من جانبهم مسيرون بأيد خفية، تستعجلهم نحو مواجهة حتمية هم فيها خاسرونquot;.
ويعترف السعيد أن الثورة انحرفت عن مسارها عندما رمى بعض قادتها السياسيين والعسكريين انفسهم باحضان قطر وتركيا، لاجل عرض مالي زائل وثروة مزعومة موقتة، مشددًا على ضرورة انسحاب الكتائب المقاتلة من المدينة وجعلها منطقة منزوعة السلاح كبادرة حسن نية من قبل الطرفين.