غاو: وصل اكثر من 1800 جندي تشادي الى منطقة كيدال في اقصى شمال شرق مالي لتعزيز القوات الفرنسية المتواجدة في تلك المنطقة التي تشكل آخر معقل للمجموعات الاسلامية وتعتبر ايضا مركزا للمتمردين من الطوارق الذين اعلنوا الثلاثاء انهم quot;ينسقونquot; العمل مع باريس بوجه quot;الارهابيينquot;.

واعلنت الحركة الوطنية لتحرير ازواد التي تضم متمردين من الطوارق انها quot;تنسقquot; في شمال مالي مع القوات الفرنسية بمواجهة quot;الارهابيينquot; الاسلاميين.

وقال المتحدث باسم هذه الحركة موسى اغ الطاهر في بيان من واغادوغو حيث يقيم انه quot;في اطار تنسيق مكافحة الارهاب مع القوات الفرنسية ستقوم الحركة الوطنية لتحرير ازواد بتسليم القوات الفرنسية كل المعلومات التي ستجمعها خلال استجوابquot; اسيرين احدهما محمد موسى اغ محمد الذي قدم على انه الرجل الثالث في جماعة انصار الدين وquot;دماغها المفكرquot; عندما كان في تمبكتو وكان مسؤولا عن اصدار احكام ببتر اطراف.

وشدد هذا المتحدث على quot;الالتزام الفعليquot; للحركة quot;في مكافحة الارهابquot;، ولم يقدم تفاصيل حول طريقة التنسيق التي تتم مع القوات الفرنسية في كيدال التي تبعد نحو 1500 كلم شمال شرق باماكو على مقربة من الحدود مع الجزائر.

في باريس اقر وزير الدفاع جان ايف لودريان بان الجنود الفرنسيين quot;يقيمون علاقات عمل مع حركة تحرير ازوادquot;.

واضاف quot;عندما تعلن الحركة انها ليست ارهابية ولا انفصالية وتريد الانضمام الى الحوار الداخلي في مالي سيكون لها مكان على طاولة المفاوضاتquot;.

ويسيطر الجنود الفرنسيون على مطار كيدال في حين يقوم نحو 1800 جندي تشادي بفرض الامن في المدينة/ بحسب ما اضاف وزير الدفاع.

وكانت كيدال معقلا لجماعة انصار الدين الاسلامية الا انها انتقلت الى سيطرة حركة ازواد الاسلامية المنشقة عن انصار الدين، والحركة الوطنية لتحرير ازواد قبل وصول الجنود الفرنسيين الى مطار هذه المدينة ليلة 29-30 كانون الثاني/يناير الماضي.

ووافقت هاتان المجموعتان على دخول جنود فرنسيين الى المدينة الا انها رفضت دخول جنود القوة الافريقية خوفا من حصول عمليات انتقام بحق العرب والطوارق فيها الذين يربطون احيانا بالمجموعات الاسلامية.

ودخلت الحركة الوطنية لتحرير ازواد مدينة ميناكا الواقعة على بعد 80 كلم من الحدود مع نيجيريا بعد ان انسحب منها الجنود النيجيريون الذي كانوا دخلوها بعد انسحاب الاسلاميين منها.

ويواصل الجنود الفرنسيون ملاحقة المقاتلين الاسلاميين وقادتهم الذين فروا الى جبال ايفوغاس شمال كيدال على مقربة من الحدود مع الجزائر.

واعلنت باريس ان غارات جوية مكثفة استهدفت خلال الايام القليلة الماضية مواقع في منطقة تيساليت واغيلهوك شمال كيدال هي عبارة عن quot;مخازن لوجستية ومراكز تدريبquot;.

وتواصلت الغارات مساء الثلاثاء واشار وزير الدفاع الى وقوع quot;مئاتquot; القتلى الاسلاميين خلال ثلاثة اسابيع من التدخل العسكري الفرنسي.

ويعتقد ان الرهائن الفرنسيين السبع موجودون على الارجح في هذه المنطقة الجبلية بعد ان خطفوا في النيجر ومالي عامي 2011 و2012 من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وتنظيم اسلامي مسلح اخر .

وبحسب مصادر امنية ونائب مالي من الطوارق فان وفدا من طوارق منطقة ايفوغاس التقى الخاطفين معلنا ان بعضهم ابدى quot;حسن نيةquot;.

وفي بروكسل اعرب مسؤولون افارقة واوروبيون كبار ومنظمات دولية الثلاثاء في بروكسل عن الرغبة في وضع القوة الافريقية المنتشرة في مالي تحت سلطة الامم المتحدة للاتفاق على السبل اللازمة لارساء استقرار دائم في هذا البلد.

وقال الوزير الفرنسي المكلف شؤون التنمية باسكال كانفان في ختام اجتماع لمجموعة دعم مالي quot;الهدف الان هو تحقيق السلامquot;. واضاف ان quot;العمليات العسكرية مستمرة لكن علينا ان ننظر ابعد من ذلك لانه لن يكون هناك امن دائم في مالي في غياب التنميةquot;.

وشارك نحو اربعين مسؤولا من دول غرب افريقيا واوروبا ومنظمات كبيرة مثل الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والبنك الدولي في الاجتماع الثالث المغلق لمجموعة دعم مالي.

ومن دون اتخاذ قرار، ناقش هؤلاء الشروط المادية والمالية لنشر قوة افريقية مكلفة مساعدة الجيش المالي في استعادة الشمال الذي كانت تسيطر عليه مجموعات اسلامية مسلحة حتى التدخل الفرنسي.

وكانت فرنسا والولايات المتحدة اعربتا الاثنين عن الرغبة في وضع القوة الافريقية تدريجا تحت سلطة الامم المتحدة وتصبح بالتالي مهمة لحفظ السلام.

وقال تيمان كوليبالي وزير الخارجية المالي الذي مثل بلاده في الاجتماع ان مالي ليست quot;ضدquot; هذه الخطوة وانه quot;من الضروري مسبقا تحديد تفويضquot; المهمة. وقال ان quot;وضعها تحت سلطة الامم المتحدة يسمح بالحصول على امكاناتquot;.

في المقابل quot;احرز تقدم كبيرquot; الثلاثاء في تشكيل البعثة الاوروبية لتدريب الجيش المالي. وقال مسؤول اوروبي ان quot;معظم الحاجات مؤمنةquot;

وتساهم 16 دولة في مقدمها فرنسا والمانيا في هذه المهمة التي تضم 500 عنصر بينهم 200 مدرب لتفويض يستمر 15 شهرا.

ويتوقع ان يصل فريق تقني من 70 شخصا الى مالي الجمعة على ان تطلق البعثة رسميا في 12 من الجاري بحسب المصدر نفسه.

كما بحث المسؤولون في بروكسل في سبل مساعدة السلطات المالية في تنظيم الانتخابات بحلول 31 تموز/يوليو كما وعد الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري. وقال مسؤول اوروبي quot;انه جدول اعمال طموح يستلزم تعبئة امكانات مهمةquot;.

وربطت الدول الاوروبية الاستئناف التدريجي لعملية مساعدة مالي المجمدة منذ الانقلاب العسكري في 22 اذار/مارس 2012 بتطبيق quot;خارطة الطريقquot; لعودة الاستقرار السياسي والتي تبناها مؤخرا البرلمان المالي. وينوي الاتحاد الاوروبي تخصيص 250 مليون يورو لمالي.