جال الدكتور مازن الصواف في الداخل السوري، وعاد مؤكدًا أن معنويات الثوار مرتفعة، بينما معنويات النظام في الحضيض، وان قذائف الهاون تصنع محليًا، واعتماد الجيش الحر على ما يغنمه من سلاح، وأن مقاتلي النصرة 5 بالمئة من الثوار لا أكثر.

لم تعد زيارة المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الثورة السورية، وهي تتجاوز ثلاثة أرباع البلاد، مجرّد نزهة أو سياحة يغرم البعض في القيام بها، على الرغم من مخاطرها ومحاذيرها، بل تحولت مهمة الدخول إلى سوريا عبر المعابر الحدودية التي يسيطر عليها الجيش الحر، خصوصًا في الشمال، إلى مهمة صعبة، غايتها الوقوف على وضع الثوار على الأرض ونقل احتياجاتهم العملية إلى الخارج، علّهم يسهمون في حلها أو التخفيف منها.
الدكتور مازن الصواف، أحد هؤلاء المثقفين الذين نجحوا في التوغل في الداخل السوري، وعاد ناقلًا مشاهداته الحية التي تخالف إلى حد بعيد الصورة النمطية التي ترسمها وسائل الإعلام المختلفة عن حقيقة الأمر في مناطق خرجت عن سيطرة النظام.
الاعتماد على الغنائم
تواصل الصواف، المقيم في الولايات المتحدة، مع أطباء في عدة محافظات سورية، واستبين آراءهم عن وضع الثوار الذين يعالجونهم، فتبين له أن الدعم الذي يأتي من المجلس العسكري المشترك مستمر، ولكنه قليل.
قال: quot;على سبيل المثال، تتم محاصرة مطار أو مدرسة مشاة، وبعد أيام من المعارك يتوقف التقدم بسبب نفاذ الذخيرة، ولا تتم إعادة التزويد بالسلاح حتى تتأكد الجهات الداعمة من أن الذخيرة استخدمت ونفذت فعلًا، وتحليلي الشخصي لهذا الأمر أن الجهات الداعمة تحرص على أن لا يبقى بيد الثوار ذخائر بعد سقوط النظام قد تهدد إسرائيلquot;.
أضاف: quot;بين أيدي الثوار أسلحة نوعية، كمضادات الدروع من نوع م ndash; ٢٩، وصواريخ مضادة للطيران محمولة على الكتف ومصنوعة في كوريا الجنوبية من نوع إيغلا، ومدفعية مضادة للطيران، غنمها الثوار من الجيش النظامي، لذلك لم يستطع النظام قصف الثوار بعد سقوط مطار تفتناز، كما أن طلعات الطيران في الشمال في تناقص كبيرquot;.
إعلام مضلل
وبحسب الصواف، سيتم تحرير ما تبقى من مناطق خاضعة للنظام، كقرية الفوعة ووادي الضيف ومطار منغ ومطار حلب ومطار الطبقة ومطار دير الزور والمسطومة ومعمل القرميد، خلال شهر شباط (فبراير) إن شاء الله، ما سيؤدي إلى إقامة منطقة محررة وآمنة تمتد من جبل الزاوية إلى البوكمال.
ولفت إلى أن الثوار يتفادون في هذه المرحلة دخول مدينة إدلب ومدينة الرقة وباقي المدن السورية، حفاظًا على سلامة المدنيين، ويركزون في هذه الأثناء على تحرير المطارات.
وخلافًا لما تشيعه بعض الوسائل الاعلامية، يؤكد الصواف أن لا خطر حقيقيًا من تنامي أي جماعات تكفيرية أو إرهابية أو تنظيم القاعدة، quot;فالغالبية العظمى من مقاطع الفيديو المسربة هي من فبركات النظام لترهيب الأقليات والخارجquot;.
ويؤكد الصواف أن مقاتلي جبهة النصرة لا يشكلون أكثر من خمسة بالمائة من المقاتلين، quot;وهم أكثر المقاتلين استبسالًا وانضباطًا، وجاهزون لنصرة إخوانهم في العراق فور سقوط النظام في سوريا، أما ٨٠ إلى ٩٠ بالمئة من الثوار فهم حرفيون وأصحاب مهن، ينتظرون بفارغ الصبر تسليم أسلحتهم والعودة إلى أهلهم وإلى معركة إعادة البناء، والباقون سينخرطون في الجيش الوطني الجديدquot;.
ثروتنا شعبنا
يقول الصواف إن معنويات الثوار في الداخل عالية جدًا، يقابلها انهيار كامل لمعنويات مافيا الأسد.
يضيف: quot;هناك تجمع كبير لشبيحة حلب في قرية الفوعة الموالية للنظام، وكذلك المئات من مقاتلي حزب الله والحرس الإيراني المتطرف، وتم إنذار الأهالي بإخلاء القرية من المدنيين خلال أيام قبل استهدافها، لأنها أصبحت في مرمى الثوارquot;.
ويتابع مؤكدًا أن الثوار لا يعيرون أي أهمية للوضع السياسي وتطوراته، quot;فأغلبيتهم العظمى تريد دولة مدنية ديمقراطية تعتني بشعبها بشكل مخلص، فلا وزن حقيقيا للسلفيين، ولا للإخوان المسلمين في الداخل السوري، على الرغم من كثرة الثوار المسلمين، بسبب أخطاء قياداتهم المتكررة في السابق البعيد والقريب، ومنازعاتهم الداخليةquot;.
ويصف الصواف الوضع الإغاثي الطبي بالمقبول نسبيًا في المناطق المحررة، لكن المشكلة الكبرى تكمن في حمص وريف دمشق والمناطق الشرقية.
يضيف: quot;لا يمكن وصف العدد الهائل من الأطباء والثوار والأهالي الطيبين والخلاقين، إذ يتم تصنيع قذائف الهاون في الداخل، وقريبًا سنستطيع الإعتماد على النفس في هذا المجال وسنحل مشاكلنا بأنفسنا، فثروتنا الحقيقية ليست البترول والغاز والفوسفات والقمح والقطن والزيتون إنما ثروتنا الحقيقة هي شعبنا الخلاق و ١٧ مليون سوري في الخارج يتوق معظمهم للعودة والمشاركة في إعادة إعمار البلدquot;.