تنتهي اليوم الأحد مهلة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض للنظام لاطلاق سراح السجينات، والا تعتبر مبادرته للحوار لاغية. هذا، وقد تقدم المقاتلون المعارضون من مطار منغ العسكري على الرغم من قصف النظام الجوي.


بيروت: ينتظر السوريون اليوم الأحد حيث تنتهي المهلة التي أعطاها رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب للنظام السوري لاطلاق سراح المعتقلات.

ومساء الجمعة، اعلنت دمشق استعدادها للحوار مع المعارضة لكن quot;من دون شروط مسبقةquot;. وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الجمعة quot;الباب مفتوح (...) لأي سوري يريد أن يأتي الينا ويناقشنا ويحاورناquot;، موضحًا أنه quot;عندما نتحدث عن حوار، نتحدث عن حوار غير مشروط ولا يقصي احدًاquot;.

وأبدى معاذ الخطيب في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي استعداده المشروط لمحاورة ممثلين لنظام الرئيس الاسد، مقترحًا في مرحلة لاحقة اسم نائب الرئيس فاروق الشرع كطرف محاور، ومشددًا في الوقت نفسه على أن الحوار سيكون على quot;رحيل النظامquot;.

وامهل رئيس الائتلاف النظام حتى اليوم الاحد لاطلاق سراح السجينات، والا يعتبر مبادرته لاغية. وقوبل الخطيب بانتقادات لاذعة داخل الائتلاف لا سيما من المجلس الوطني السوري، احد ابرز مكونات المعارضة، الذي رفض أي تفاوض مع النظام.

والسبت، اجرى الرئيس السوري بشار الاسد تعديلًا وزاريًا لا يشمل الوزارات السيادية وقرر استبدال خمسة وزراء وتعيين اربعة جدد، اضافة الى خامس كان وزير دولة في الحكومة التي يرأسها وائل الحلقي، واستحداث وزارتين منفصلتين للعمل والشؤون الاجتماعية، بحسب ما افادت وكالة الانباء السورية (سانا).

وبموجب التعديلات الجديدة، عين اسماعيل اسماعيل وزيراً للمالية، وسليمان العباس وزيرًا للنفط والثروة المعدنية، واحمد القادري وزيرًا للزراعة والاصلاح الزراعي، وحسين عرنوس وزيرًا للاشغال العامة.كما عين الاسد وزير الدولة حسين فرزات وزيرًا للاسكان والتنمية العمرانية، وسمى كندة شماط وزيرة للشؤون الاجتماعية وحسن حجازي وزيرًا للعمل.

ويأتي التعديل الجديد، وهو الاول منذ تكليف الحلقي برئاسة الحكومة في آب/اغسطس اثر انشقاق سلفه رياض حجاب، وسط نزاع دامٍ منذ اكثر من 22 شهرًا ادى الى مقتل اكثر من 60 الف شخص وتهجير اكثر من 700 الف، بحسب ارقام الامم المتحدة.

ميدانيًا شن الطيران الحربي السوري السبت غارات في محيط مطار عسكري في محافظة حلب (شمال) تقدم المقاتلون المعارضون الى اطرافه، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.وقال المرصد في بيان صدر عصر السبت: quot;تعرض محيط مطار منغ العسكري لقصف من قبل الطيران الحربي ترافق مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط المطارquot;.

وكان المرصد افاد في وقت سابق عن اقتحام المقاتلين لاجزاء على اطراف المطار إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية المتمركزة داخله. وسيطر المقاتلون الشهر الماضي على مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب (شمال غرب)، ضمن سعيهم للسيطرة على المطارات التي يستخدمها سلاح الجو لقصف مناطق عدة.

واشار المرصد الى مقتل شخص واصابة العشرات بجروح جراء قصف بالطيران الحربي على بلدة تل رفعت في ريف حلب. وافاد المرصد عن quot;ورود انباء عن استشهاد 38 مواطنًا بينهم اطفال، وذلك على ايدي القوات النظامية في قرية الجنيد بالقرب من بلدة السفيرةquot;.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن quot;القوات النظامية استعادت السيطرة على المنطقة في اليومين الماضيينquot;، مشيرًا الى عدم تمكنه من تأكيد التقارير عن العثور على الجثث quot;بسبب صعوبة الاتصالات في المنطقةquot;. وشهد محيط السفيرة اشتباكات عنيفة في الايام الماضية، ادت الى مقتل قرابة مئة مقاتل خلال 72 ساعة، بحسب المرصد.

وفي مدينة حلب التي تشهد معارك يومية منذ تموز/يوليو الماضي، افاد المرصد عن quot;اشتباكات بين القوات النظامية ووحدات حماية الشعب الكردي في حي الشيخ مقصودquot; ذات الغالبية الكردية في شمال المدينة.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، شن الطيران الحربي غارتين في محيط بلدة حيش، في حين تجددت الاشتباكات في محيط معسكري وادي الضيف والحامدية في ريف معرة النعمان. ويحاصر المقاتلون المعارضون وادي الضيف منذ تشرين الاول/اكتوبر الماضي، اثر سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية.

في دمشق، تعرضت الاحياء الجنوبية لا سيما منها الحجر الاسود والعسالي للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي اشار الى أن الطيران الحربي قصف اطراف حي القدم. وفي ريف العاصمة، استهدف الطيران مناطق عدة منها زملكا (شرق) ودوما (شمال شرق). والى الجنوب الغربي من العاصمة، تتعرض مدينة داريا (جنوب غرب) لقصف من القوات النظامية التي تحاول منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها.

وتشن القوات النظامية منذ فترة حملة عسكرية واسعة في محيط دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يتخذونها قاعدة خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة. وشهدت مناطق في الريف الاربعاء تصعيدًا في المعارك والقصف هو الاعنف منذ اشهر.

وفي محافظة حمص (وسط)، قتل اربعة مقاتلين معارضين في قرية كفرعايا على اطراف مدينة حمص التي يتعرض حيا جوبر والسلطانية فيها للقصف، بحسب المرصد. وتفرض القوات النظامية حصارًا منذ اشهر على عدد من احياء مدينة حمص التي يعدها الناشطون المعارضون quot;عاصمة الثورةquot; ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

وادت اعمال العنف السبت الى مقتل 27 شخصًا في حصيلة غير نهائية، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا ويقول إنه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا. وأودى النزاع المستمر لاكثر من 22 شهراً باكثر من 60 الف شخص، بحسب الامم المتحدة.