كشف فصيل من المعارضين السوريين عن أن القائد في الحرس الثوري الإيراني، حسن الشاطري، الذي قتل في سوريا، ودفن الجمعة في إيران، قد لقي مصرعه بالفعل نتيجة هجوم إسرائيلي شنّ على مجمع عسكري سوري في أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي.


فيما أشارت إيران يوم الأربعاء الماضي إلى أن الجنرال الشاطري، القائد البارز في فيلق القدس، تلك الوحدة الدولية النخبوية التابعة لقوة الحرس الثوري، قد قتل في اليوم السابق في سوريا وهو في طريقه من دمشق إلى بيروت. لكن مجلسًا عسكريًا مكوّنًا من معارضين سوريين فنّد هذا الحديث يوم أمس الجمعة، بإماطته النقاب عن أن الشاطري لقي حتفه في الثلاثين من الشهر الماضي، حين قامت إسرائيل بمهاجمة قافلة ومنشأة عسكرية في بلدة جمرايا السورية بالقرب من الحدود مع لبنان.

وسيط بين إيران وحزب الله
قال فهد المصري، الناطق باسم مجلس القيادة المشتركة، الذي يربط بين بعض المعارضين السوريين ذوي الفكر العلماني، والذي يوجد مقره في العاصمة الفرنسية، باريس، إن الشاطري كان يشرف هناك على نقل أسلحة ثقيلة إلى حزب الله.

لم يتم تأييد تلك الرواية من جانب معارضين سوريين آخرين. وقال سالم إدريس رئيس أركان المجلس العسكري الأعلى المكون حديثاً، والذي يتألف من منشقين سوريين بارزين، ويحظى بدعم الغرب، إنه لا يمتلك أية معلومات في ما يتعلق بهذا الحادث.

وأشار يوم الخميس الماضي قسم العلاقات العامة في الحرس الثوري إلى أن عملاء وداعمي إسرائيل قاموا باغتيال الجنرال الشاطري، بينما كان متجهًا من دمشق إلى بيروت. لكن البيان، الذي صدر في هذا الشأن، لم يبين توقيت قتله أو سبب سفره إلى سوريا.

وسبق لإسرائيل أن أشارت في مطلع الشهر الجاري إلى أنها من وقفت وراء الهجوم الذي وقع في سوريا. ورفض يوم أمس أحد ممثلي الجيش الإسرائيلي أن يدلي بأي تعليقات بخصوص ما إن كان الجنرال الشاطري قد تم قتله أو استهدافه في ذلك الهجوم.

إسرائيل سيف ذو حدين
رأت في هذا السياق صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن أي دور ستقوم به إسرائيل سيكون سيفاً ذا حدين بالنسبة إلى المعارضة السورية. فبينما سيرحّب هؤلاء المقاتلين بالتدخل العسكري الأجنبي، الذي يتفوق على نظام الرئيس بشار الأسد، فإن مثل هذه المساعدات قد تعرّضهم أيضاً لخطر أن يتم تصنيفهم كعملاء لإسرائيل أو للغرب.

وأفادت تصريحات رسمية وإعلامية في إيران بأن الشاطري، 58 عاماً ويعمل كمهندس، كان عضواً في الحرس الثوري طوال ما يقرب من 3 عقود وسبق له أن شارك في حرب إيران- العراق.

وباعتباره قائداً في فيلق القدس، فقد سبق له العمل في أفغانستان والعراق ولبنان، فيما تقول إيران إن ذلك كان في مهام ذات طبيعة مدنية تركز في المقام الأول على جهود إعادة الإعمار.

وبحسب ما ذكره فهد المصري في الإطار نفسه، فقد علم الثوار السوريون بوجود الشاطري في دمشق وبملابسات وفاته من خلال شبكة الاستخبارات الخاصة بهم. وأضاف المصري متحدثاً للصحيفة من باريس عبر الهاتف quot;ظل في دمشق لمدة أسبوع، وعقد اجتماعات مع مسؤولين أمنيين وعسكريين كبار من السوريين والإيرانيينquot;.

عماد مغنية آخر
ونقلت تقارير إعلامية عن علي رضا باناهيان، الذي حضر مراسم جنازة الشاطري نيابةً عن آية الله علي خامنئي قوله: quot;الشاطري كان لنا مثل عماد مغنية تماماً، ولم يكن يقلّ عنه في شيء، وكان يحظى بخصوصية على نطاق كبير. ويكفي القول إنه حتى في غيابه، لا يمكننا نشر أو إعلان ما كان يقوم به من خدمات سرية للنظامquot;.

ومن المعلوم أن إيران تدعم بقوة نظام الرئيس بشار الأسد، وتعترف علانيةً بمساعدة الرئيس السوري في المعارك التي يخوضها ضد من يوصفون بالمتمردين المسلحين.

وقال مهدي طيب، رئيس قاعدة عمار العسكرية الإيرانية، التي تركز على الحربين السيبرانية والناعمة، إن سوريا تحظى بأهمية إستراتيجية بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية، التي تعتبرها بمثابة المحافظة رقم 35 لإيران، وإن فقدان سوريا سيؤدي إلى فقدان طهران.