تشير تقارير استخباراتية غربية إلى أنّ العالم النووي الايراني محسن فخري زاده مهابادي، سافر إلى كوريا الشمالية لمشاهدة ثالث الاختبارات النووية التي أجرتها بيونغ يانغ مؤخرًا، الأمر الذي عزز مخاوف الغربيين بخصوص التعاون بين الدولتين.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: كشفت مصادر استخباراتية غربية أن وجود كبير العلماء النوويين الإيرانيين في كوريا الشمالية خلال إجرائها أحدث اختباراتها النووية جاء ليكشف عن أن هناك تعاوناً متنامياً بين البلدين، وهو التعاون الذي من شأنه أن يزيد المخاوف في الغرب.

أوضحت في هذا الصدد صحيفة quot;التايمزquot; اللندنية أن العالم النووي البارز، محسن فخري زاده مهابادي، يُعتقد أنه قد سافر إلى كوريا الشمالية لمشاهدة ثالث الاختبارات النووية التي أجراها المسؤولون الكوريون الشماليون خلال الأسبوع الماضي.

نوّهت الصحيفة إلى أن مهابادي نادراً ما يغادر إيران، وربما لم يغادرها مطلقاً، منذ أن تم اغتيال العديد من العلماء النوويين الإيرانيين في سلسلة من الهجمات والعمليات التي حمَّلت فيها طهران المسؤولية لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي quot;الموسادquot;.

ولفتت إلى أن مهابادي مسؤول عن تطوير رأس نووي صغير سيثبت بصاروخ باليستي قامت إيران بتطويره استناداً الى نماذج أولية تحصلت عليها من كوريا الشمالية.

وأشارت المصادر كذلك إلى أن رحلة مهابادي ربما كانت تستحق المخاطرة، وذلك لأن إعلان كوريا الشمالية عن الانفجار يوحي بأن هناك جهازاً قوياً وفعالاً يقف وراءه.

وبينما مازالت تصر الجمهورية الإسلامية على أنها تسعي الى امتلاك الطاقة النووية من أجل استخدامها في أغراض سلمية، فإن كوريا الشمالية تعلن صراحةً وبكل وضوح عن أنها تطور أسلحة نووية كنوع من أنواع الردع للولايات المتحدة وحلفائها المعاديين.

وجاءت تلك الرحلة من جانب هذا العالم النووي الكبير إلى كوريا الشمالية في تلك المرحلة لتبين مدى التعاون القائم بين طهران وبيونغ يانغ، وتثير في الوقت عينه موجة من المخاوف في الغرب بشأن الاختبار النووي الذي أجرته كوريا الشمالية قبل أيام.

وربما جاءت تلك الزيارة أيضاً لتبرز حقيقة أن العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن على الدولتين، على خلفية مساعيهما المتواصلة على الصعيد النووي، ليست مجدية.

وأرجحت المصادر الاستخباراتية، التي نقلت عنها التايمز تلك المعلومات، أن يكون مهابادي قد وصل إلى كوريا الشمالية عن طريق الصين، وذلك في الوقت الذي أوضحت فيه أن المتشددين هناك يدعمون طهران وبيونغ يانغ لتحديهما القوة الأميركية، وعدم اكتراثهما بالتهديدات التي تخرج بها واشنطن ضدهما بين الحين والآخر.