أرسلت القوات النظامية السورية الثلاثاء تعزيزات بالعناصر والآليات الى حلب غداة إحراز مقاتلي المعارضة تقدما في اتجاه مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري، فيما سقطت قذيفتا هاون اليوم الثلاثاء بالقرب من قصر تشرين الرئاسي في دمشق وتسببتا بأضرار مادية.


بيروت: سقطت قذيفتا هاون اليوم الثلاثاء بالقرب من قصر تشرين الرئاسي في دمشق وتسبّبتا بأضرار مادية، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا). ونقلت عن مصدر مسؤول قوله ان quot;القذيفتين سقطتا باتجاه السور الجنوبي لقصر تشرين وأسفرتا عن اضرار مادية فقطquot;.

واوضحت الوكالة ان القذيفتين من طراز quot;هاون أطلقهما ارهابيون بالقرب من مشفيي الاطفال والمواساة في دمشق من دون ان تسفرا عن وقوع ضحاياquot;. ويبعد سور قصر تشرين المعروف ايضا بقصر الضيافة كونه يستخدم لاستقبال كبار زوار سوريا الرسميين، مئات الامتار عن المشفيين. ويقع قصر تشرين بين حيي المزة والمهاجرين في غرب العاصمة.

ويوجد ثلاثة قصور رئاسية في دمشق، أحدهما هو قصر الشعب المعروف ايضا بقصر المهاجرين وموقعه على جبل قاسيون المطل على قصر تشرين، والثالث هو قصر الروضة في وسط العاصمة الذي توجد فيه المكاتب الرئاسية.

وأعلن المكتب الاعلامي للمجلس العسكري في دمشق وريفها التابع للجيش السوري الحر على صفحته على موقع quot;فيسبوكquot; ان quot;الجيش الحر اطلق قذائف هاون على قصر تشرين الرئاسيquot;، متحدثا عن quot;اصابات مؤكدة بهquot;.

حرب المطارات

من جانب آخر، يسعى النظام السوري إلى تعزيز قواته في حلب بعد إحراز المعارضة تقدمًا في اتجاه مطاري حلب الدولي والنبيرب العسكري، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن quot;إن ارتالا من القوات النظامية تتجه الى حلب من جهة الشرق قادمة من وسط سوريا، وقد وصلت الى بلدة تلعرن جنوب شرق مدينة حلبquot;.

ويهاجم مسلحو المعارضة منذ ايام ارتال القوات النظامية لدى وصولها الى هذه المنطقة في محاولة لاعاقة تقدمها. وافادت الهيئة العامة للثورة السورية عن quot;اشتباكات بين الجيشين الحرّ والنظامي في قرية تلعرنquot; القريبة من مدينة السفيرة قبل قليل.

واشار المرصد الى ان الهدف من التعزيزات الحؤول دون سقوط مطار حلب الدولي، ثاني اكبر المطارات السورية المقفل منذ الاول من كانون الثاني/يناير امام حركة الملاحة بسبب المعارك حوله، في ايدي المقاتلين المعارضين.

وكان مقاتلو المعارضة اقتربوا بعد معارك عنيفة امس من مطار حلب واحتلوا بناء على بعد مئتي متر من سور المطار، بحسب ما ذكر مصدر عسكري لوكالة فرانس برس، ما جعل quot;سور المطار تحت مرمى نيرانهمquot;.

واعلن المجلس العسكري لمحافظة حلب التابع للجيش السوري الحر في 12 شباط/فبراير بدء هجوم واسع على المطارات في حلب بالتنسيق مع كل الكتائب المقاتلة على الارض. وتمكن المقاتلون المعارضون خلال اسبوع من السيطرة على مطار الجراح العسكري، ومقر اللواء 80 المكلف حماية مطاري النيرب وحلب، وكتيبة للدفاع الجوي قرب بلدة حاصل، وكلها تقع الى شرق مدينة حلب.

من جهة ثانية، سجل خلال الليلة الماضية قصف على حي طريق الباب في شرق مدينة حلب ما تسبب بمقتل ثمانية مواطنين، بينهم طفلة، بحسب المرصد الذي اشار الى تهدم عدد من المنازل.

في مدينة دمشق، سجلت اشتباكات فجرا بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في مخيم اليرموك (جنوب)، بحسب المرصد الذي افاد الى قصف صباحا على حي جوبر في شرق العاصمة. في الوقت نفسه، تستمر الاشتباكات العنيفة في مدينة داريا في ريف دمشق التي تحاول القوات النظامية منذ ثلاثة اشهر السيطرة عليها.

31 قتيلًا في حلب

هذا، وارتفعت الى 31 قتيلا بينهم عشرة اطفال حصيلة الضحايا الذين سقطوا في قصف استهدف حيا في مدينة حلب في شمال سوريا الليلة الماضية ويرجح انه نتيجة صاروخ ارض ارض، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الثلاثاء.

وقال المرصد في بيان قبل قليل quot;ارتفع الى 31 عدد الشهداء الذين سقطوا اثر القصف الذي تعرض له ليل امس الاثنين حي جبل بدرو الواقع عند الاطراف الشرقية لمدينة حلبquot; قرب حي طريق الباب، وquot;يعتقد ان القصف ناجم عن صاروخ ارض ارضquot;.

واوضح ان القتلى هم quot;14 طفلا دون سن ال16 وخمس سيدات و12 رجلا والعدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم بحالة حرجة ومواطنين تحت انقاض المباني المهدمةquot;. وكان المرصد اعطى حصيلة اولية اشارت الى وقوع ثمانية قتلى، ثم 19 قتيلا، علما ان البحث مستمر عن ناجين او جثث بين انقاض المباني التي تهدمت نتيجة القصف.

واوضح ناشطون ان الحي الذي سقط فيه الصاروخ هو حي عشوائي مزدحم بالمساكن الشعبية. وقال ابو هشام من حلب quot;ان المنازل مبنية بشكل سيئ، وصاروخ واحد دمّر حيا بكاملهquot;.

واظهرت اشرطة فيديو وزعها المكتب الاعلامي لمحافظة حلب التابع للمعارضين على موقع quot;يوتيوبquot; على الانترنت مساكن مهدمة كليا وانقاضا متراكمة في مكان تجمع فيه عشرات الاشخاص اليوم الثلاثاء في محاولة لرفع الانقاض والبحث عن ناجين او جثث.

كما ظهرت جرافة تحاول ازالة جبل من الانقاض. وذكر ناشطون معارضون مرارا خلال الفترة الماضية ان النظام استخدم صواريخ ارض ارض في قصف اهداف في شمال البلاد. كما رصد حلف شمال الاطلسي اكثر من مرة quot;اطلاق صواريخ من نوع سكودquot; داخل سوريا، محذرا من خطورة هذا العمل.

وزير الخارجية السوري يزور موسكو في 25 الجاري

إلى ذلك، اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الثلاثاء ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور موسكو في 25 شباط (فبراير). وقال خلال مؤتمر صحافي quot;ننتظر زيارة وزير الخارجية السوري الى موسكو في 25 شباط/فبرايرquot; موضحا ان المحادثات ستتناول النزاع في سوريا والاجراءات الواجب اتخاذها لبدء حوار.

والاسبوع الماضي اعلن نائب آخر لوزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان المعلم يعتزم زيارة موسكو بحلول نهاية شباط/فبراير. واضاف ايضا آنذاك ان رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد معاذ الخطيب سيزور ايضا قريبا العاصمة الروسية.

وبعد هذا الاعلان ردّت الخارجية الروسية بالقول ان المعلم لن يلتقي زعيم المعارضة السورية في موسكو. وقال غاتيلوف الثلاثاء quot;لدينا اتصالات مع ممثلي المعارضة ومع زعيم المعارضة الخطيب، لكن ليس هناك اي موعد محدد بعد لزيارته الى موسكوquot;.

وروسيا، الدولة الكبرى الوحيدة التي لا تزال تدعم النظام السوري، تعارض اي تدخل في النزاع الذي اوقع حوالى 70 الف قتيل بحسب الامم المتحدة منذ بدايته قبل نحو سنتين.