خطوات عملية قادتها السعودية مع دول الخليج العربي لتعبر عن موقفها من شرعية النظام السوري في دمشق، بدت واضحة من خلال موافقة دول التعاون على تعيين ممثل للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في سوريا في الخليج.


الرياض: أكد مجلس الوزراء السعودي أهمية توحيد الرؤية الدولية في التعامل مع الأزمة السورية وضرورة نقل السلطة والإيقاف الفوري لسفك دماء الشعب السوري والخروج بموقف صلب يحفظ لسوريا أمنها واستقرارها ووحدتها الترابية ويستجيب لتطلعات الشعب السوري المشروعة.

جاء ذلك خلال جلسة مجلس الوزراء السعودي التي عقدت اليوم برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الامير سلمان بن عبدالعزيز في قصر اليمامة في مدينة الرياض.
ويبدو أن سوريا باتت في سلم أولويات المملكة العربية السعودية، إذ لم تترك منبرا دوليا إلا وتكلمت فيه عن مآسي الشعب في سوريا، كان آخرها ما صرح وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في الرياض ان الحكومة السورية ترفض اي حل لذلك يواجه العرب quot;مأزقا كبيراquot; في سوريا, مجددا الطلب من مجلس الامن الدولي القيام بما يتوجب عليه في هذا الشأن. وقال الوزير السعودي خلال مؤتمر صحافي عقب انتهاء قمة الرياض التنموية ان quot;المأساة السورية للاسف تكمن في وجود حكومة ترفض اي حل. يواصلون تصور ان كل من يقاتلهم ارهابي ومن غير المرجح التوصل إلى حل سياسي معهاquot;. وتابع quot;ازداد ذلك بعد تعيين المبعوث الدولي العربي الاخضر الابراهيمي ونحن في مأزق كبير. ماذا يمكن ان نقوم به اكثر من ذلك؟quot;. واضاف متسائلا quot;ما الذي يتوقع منا ان نقوم به من اجل ان نفوز بالمعركة؟ الوضع سيئ جدا في سورياquot;.
وشهدت العلاقات السورية السعودية توترا خصوصا عندما طالب مسؤولو الرياض بشار الاسد بالتنحي والتوقف عن استخدام العنف وإراقة الدم في سوريا،فضلا عن إشارتهاإلى أن الامم المتحدة امامها واجب اساسي في هذه القضية.
خليجياً، قادت السعودية محوراً على الصعيد الدبلوماسي يقضي بطرد سفراء النظام السوري ووقف التعامل معه، حيث جاءت الخطوات العملية خلال الاسابيع الماضية لتؤكد مضيها في تطبيق قراراتها، حيث أكد الدكتور عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي مؤخراً أن موافقة المجلس الوزاري الخليجي على طلب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تعيين ممثل له في الخليج، يأتي في إطار دعم المجلس لقضية الشعب السوري ومساندته في تحقيق أهدافه المشروعة.
وأوضح الدكتور الزياني أنهم بانتظار ترشيح الائتلاف لممثله وفي حال اكتمال بقية الإجراءات الفنية سيزاول عمله في السعودية، التي هي دولة مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في حين سيتبادل الممثل التنسيق في أعماله مع الأمانة مشيرا إلى أنه قد يتم التعامل مع سفير الائتلاف بوصفه ممثلا يحظى بصفة الدبلوماسية.