أثار تعيين تسيبي ليفني مسؤولةً عن ملف quot;مفاوضات السلامquot; ووزيرةً للعدل في إسرائيل، تشكيكاً وانتقادات كبيرة في الصحافة الإسرائيليّة وداخل الأوساط الحزبية اليمينيّة.


القدس: أثار تعيين رئيسة حزب quot; الحركةquot; تسيبي ليفني وزيرة للعدل في الحكومة الإسرائيلية الائتلافية المقبلة، وتوليها ملف المفاوضات مع الفلسطينيين ردود فعل غاضبة على رئيس الوزراء نتنياهو في معسكر اليمين، وردود فعل هجومية على ليفني من معسكري الوسط واليسار.

مخاوف من تنازلات

واعتبر اليمين هذا التطور تنازلاً من نتنياهو عن مبادئ اليمين، وقال يريف لفين، النائب عن حزب quot;الليكودquot;، إن quot;ليفني ستستغل مركزها لتقديم تنازلات سياسية للفلسطينيين من جهة، وستستغل وزارة القضاء لإخلاء البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية ومنع اليمين من سن قوانين أمنية تحفظ حصانتها كدولة يهودية مقابل الاعتداءات العربيةquot;.

ووجه رئيس حزب quot;البيت اليهوديquot;، نفتالي بينت، انتقادًا حادًا لنتنياهو جراء موافقته على ضم رئيسة حزب quot;الحركةquot; تسيبي ليفني إلى الائتلاف الحكومي الجديد لتتولى مسؤولية ملف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.

وذكرت صحيفة quot;يديعوت أحرونوتquot; الإسرائيلية أن بينت وجّه تعنيفًا لمواقف ليفني قائلاً: quot;هل نسعى الى تعزيز قوة إسرائيل في المنطقة أم نريد تسليم ملف المفاوضات لشخص اقترح فيما قبل تقسيم القدس؟quot;.

في اتجاه التسوية

ومن جانبها قالت ليفني، في لقاء علني مع أعضاء كتلتها البرلمانية، أمس الأربعاء، إنها quot;وافقت على التحالف مع نتنياهو بعدما اتفقا على أن تكون الوزيرة الوحيدة المفاوضة مع الفلسطينيين، وأن هذه فرصة لتغيير سياسة الحكومة الحالية تغييرًا جذريًا باتجاه التسويةquot;.

ونقل راديو quot;صوت إسرائيلquot;، الأربعاء، عن ليفني قولها: quot;إن قدرة التأثير على سياسة الحكومة الإسرائيلية هي الأهم وليس الحقائب الوزاريةquot;.

واتهمت صحيفة quot;يديعوت أحرونوتquot; ليفني بكونها quot;سياسية صغيرة أشبعتنا محاضرات عن نظافة اليد والمبادئ في السياسةquot;.

ويرى المحللون في صحف إسرائيلية مختلفة بـquot;أن الولاية الجديدة لليفني في ملف المفاوضات مع الفلسطينيين لن يكون لها أي تأثير وستمليها العلاقات السياسية على الاغلبquot;.

باعت مبادئها

وتساءل يوسي فيرتير، المحلل السياسي في صحيفة quot;هآرتسquot; اليسارية عن الطريق الذي ستسلكه المفاوضات، قائلاً: quot;الى أين ستؤدي؟ يمكننا الافتراض بأنه ما دام نتنياهو رئيسًا للوزراء فإنها لن تؤدي بنا الى أي شيء أبداًquot;.

واضاف ساخراً: quot;نتنياهو سيستغل ليفني كواجهة بصفتها المسؤولة عن الاتصال مع الخارج، وسيرسلها غالباً لرؤية الاميركيين والاوروبيين الذين يقدرونها، لتشرح صعوبة الحياة في الائتلاف وكم هم - الفلسطينيين- غير منضبطينquot;.

اما صحيفة quot;يديعوت احرونوتquot; فأكدت في تحليلها أنه quot;يبدو أن ليفني التي اعتبرت امرأة ذات مبادىء باعت مبادئها ووعودها وبرنامجها من اجل وعد مشكوك في أمره، ويبدو أنها تستعد لتصبح بالضبط ما قالت بأنها لن تصبح عليه وهو غطاء في حكومة نتنياهوquot;.

لا خيار أمامها

وخلال حملتها الانتخابية، وصفت ليفني قيادة نتنياهو quot;بالكارثية لاسرائيلquot;، وقالت بأن نتنياهو تعهد بالابتعاد عن القضية الفلسطينية بسبب quot;عدم مسؤوليته حول هذا الموضوعquot;.

وبالنسبة لنتنياهو فإن هذه طريقة لتسيير المفاوضات السياسية الدقيقة لتشكيل ائتلاف حكومي، مع اقتراب الموعد النهائي، بالاضافة الى زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما في اواخر اذار/مارس المقبل.

ورأى المعلق السياسي في صحيفة quot;يديعوتquot; أن ليفني quot;لم يكن لديها الخيار، وليس لديها شيء لفعله في المعارضة فقد كانت في السابق في المعارضة مع 28 مقعداً ولكنها سحقتquot;. وكانت ليفني وقتها رفضت الانضمام الى حكومة نتانياهو.

حماس: مجرمة حرب

وفي المقابل انتقدت حركة المقاومة الفلسطينية quot;حماسquot; تكليف وزيرة الخارجية السابقة في الكيان الاسرائيلي تسيبي ليفني بمهمة مفاوضات السلام مع الجانب الفلسطيني، واصفة إياها:quot; بأنها مجرمة حربquot;. كما أكدت أن ليفني مطلوبة للعدالة الدولية على خلفية حرب غزة عام 2009، وبالتالي لا يمكنها الإشراف على أي عملية للتسوية.

وكان وزير الشؤون الإستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية موشيه يعلون، قد سارع، الأربعاء، إلى إعلان أن نتنياهو سيتولى قيادة المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين في المرحلة المقبلة، بعد ساعات من إعلان ليفني، التي انضمت مع حزبها للائتلاف الحاكم، أنها معنية بـquot;دفع العملية السلميةquot;.

وتطالب الرئاسة الفلسطينية لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل المتوقفة منذ أيلول/سبتمبر 2010، بوقف الاستيطان في الأراضي المحتلة والاعتراف بحدود ما قبل حزيران/يونيو 1967 كقاعدة للتفاوض.