الخرطوم: افاد مصدر على صلة بالوضع في النيل الازرق ان قتالا عنيفا يدور بين القوات الحكومية ومتمردي الحركة الشعبية شمال السودان في مدينة الكرمك الحدودية الاستراتيجة الثلاثاء، في اول تاكيد مستقل لحصول قتال في المدينة.

ونفى الجيش السوداني وقوع قتال في الكرمك التي استعادها من المتمردين في تشرين الثاني/نوفمبر 2011.

وقال المصدر طالبا عدم ايراد اسمه quot;هناك قتال عنيف يدور منذ بداية الاسبوعquot; في المنطقة.

وادعى المتمردون الاحد انهم اجبروا الجيش السوداني على التراجع في جنوب غرب الكرمك.

والكرمك هي المدينة الثالثة في ولاية النيل الازرق وذات اهمية كبيرة في التجارة مع اثيوبيا التي تقع على حدودها.

وحدت الحكومة السودانية من الوصول الي جنوب كردفان والنيل الازرق حيث تقاتل فيهما الحركة الشعبية شمال السودان منذ عام 2011.

وتتهم الخرطوم جنوب السودان بدعم المتمردين في جنوب كردفان والنيل الازرق ولكن جوبا تنفي الامر.

وقالت الامم المتحدة ان اكثر من مائتي الف شخص لجأوا الى جنوب السودان واثيوبيا من جنوب كردفان والنيل الازرق.

وذكر الفرع الانساني للحركة الشعبية وتقارير حكومية ان مليون شخص تأثروا بالنزاع في المنطقتين.

وقال جون جنغ مسؤول الشؤون الانسانية لدى الامم المتحدة quot;هناك قصص عن اناس يأكلون اوراق الاشجار وجذورها للبقاء على قيد الحياة بعد فرارهم وهم يعانون من حالة هزالquot;.

وفشلت الحكومة والمتمردون منذ العام الماضي في الاتفاق على تنفيذ خطة دولية لايصال المساعدات للمحتاجين اليها في مناطق القتال والمناطق التي يسيطر عليها المتمردون.

وذكر المصدر المطلع على الوضع في النيل الازرق، ان المعارك الجديدة تسببت بنزوح اعداد جديدة حتى ان مدينة الكرمك تبدو خالية من السكان.

وقال المتحدث باسم المتمردين ارنو لدوي الاحد quot;اغلب سكان المدينة فروا من القتالquot;، وهو يعطي منذ الاحد تعليقات مقتضبة تفيد بان القتال مستمر.

والثلاثاء قال لفرانس برس quot;ليس هناك جديد هذا الصباح مازال القتال مستمراquot;.

وخلال العشرة ايام الاخيرة تحدث المتمردون عن قتال مكثف في النيل الازرق، اجبر الالاف على النزوح.

ولم يتسن الاتصال بالمتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد الثلاثاء، ولكنه قال الاحد quot;المتمردون لم يقتربوا من الكرمك حتى يدخلوها وبفبركاتهم هذه يريدون ان يؤثروا على معنويات القوات المسلحةquot;.

وتاتي هذه الانباء في ظل قلق دولي من تزايد التوتر على حدود السودان وجنوب السودان بعد ان فشلت الدولتان في تنفيذ اتفاق وقعه رئيسا الدولتين في ايلول/سبتمبر الماضي نص على انشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح بعرض عشرة كيلومترات على كل جانب من الحدود بين الدولتين.

ومقاتلو الحركة الشعبية شمال السودان هم حلفاء الحركة الشعبية جنوب السودان، الحزب الحاكم في دولة جنوب السودان.

وكانت الكرمك مسرحا للقتال طوال 22 عاما هي مدة الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه التي انتهت بتوقيع اتفاق سلام في 2005.

وقال محلل سياسي اقليمي quot;الكرمك مدينة حصينة ولاهميتها الاستراتيجية يريد الجيش السوداني المحافظة عليهاquot;.