خلف موقف الكتائب والقوات اللبنانية من المشروع الأرثوذكسي لقانون الانتخاب صدعًا كبيرًا في قوى 14 آذار، إلا أن أطرافًا فيها تؤكد أن الاتصالات جارية بجدية لرأب هذا الصدع، وأن 14 آذار لن تسقط.
بيروت: قوى 14 آذار ليست في أحسن أحوالها هذه الأيام، الأكيد أنها ضيّعت توازنها، والأكثر تأكيدًا أنها لا تسقط. جاء تصويت مسيحيي هذه القوى لصالح اقتراح اللقاء الارثوذكسي، ففضح كل شيء، والسبب واحد هو المحاصصة. لم تفلح حركة الاتصالات الناشطة بين قيادات 14 آذار في تبديد التباين الذي لامس القاعدة الشعبية، واتضحت معالمه في غياب الاجتماع الدوري للامانة العامة للاسبوع الثاني على التوالي.
ترى القوات اللبنانية أن الخلاف على قانون الإنتخاب تفصيل، وأن مسيرة 14 آذار أكبر من أن تتأثر به، يخرج في المقابل النائب في تيار المستقبل نهاد المشنوق، ليقول إن تصويت القوات والكتائب لصالح اقتراح اللقاء الارثوذكسي هو بمثابة 7 أيار سياسي، ليساوي بذلك بينه وبين العمل العسكري الذي نفذه حزب الله في العام 2008.
اتضحت الصورة، فالخلاف عميق حتى في التوصيف. وتجمع أوساط 14 آذار على أن الجرح الذي أحدثه تأييد مسيحيي 14 آذار للارثوذكسي لن يلتئم بسهولة، مشيرة إلى أن بعض الوساطات التي تحركت في الايام الاخيرة وصلت إلى حائط شبه مسدود.
إنعدام وزن
وصف نوفل ضو، عضو الأمانة العامة في قوى 14 آذار، حال هذه القوى بقوله في حديث لـquot;إيلافquot;: quot;هناك نوع من عدم استقرار داخلي، ومن انعدام الوزن لمفهوم 14 آذار في ما خص قانون الإنتخاب تحديدًا، وللأسف فقدت 14 آذار كمجموعة تأثيرها السياسي على موضوع الإنتخابات وأصبحت التأثيرات بالمفرّقquot;.
وشدد ضو على أن الأمور ليست بالسوء الذي يصوّره الاعلام. قال: quot;هناك إرتباك على المستوى اللبناني، في ما خص قانون الإنتخاب، لكن هناك إضاءة على الخلافات في صفوف 14 آذار لاعتبارات إعلامية وسياسية وغيرهاquot;. ولفت إلى أن الرهان ينصب حاليًا على الاتصالات القائمة بين مكوّنات 14 آذار، للتوصل إلى قواسم مشتركة حول قانون الإنتخاب.
أضاف ضو: quot;هناك مشاورات قادها الرئيس فؤاد السنيورة بين شخصيات ونواب من 14 آذار، واستمع لوجهات نظر الاطراف، وعقد سلسلة اجتماعات لهذه الغاية واستكملها باتصالات مع رئيس حزب الكتائب امين الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وكذلك مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، كما تولى الرئيس سعد الحريري جزءًا من هذه الاتصالاتquot;.
إلا أن ضو لم يخف أن هذه الاتصالات لم تثمر، quot;وليس هناك تفاهم على تفاصيل قانون الإنتخاب، بل هناك تفاهم على مبادئ عامة، لكن الشيطان يكمن في التفاصيلquot;.
خلافات الآخرين
ولفت ضو إلى أن الخلافات ليست حكرًا على 14 آذار، quot;ففي طرف 8 آذار، وافق النائب ميشال عون على الأرثوذكسي مع حزب الله، ونسمع اليوم أن الرئيس نبيه بري لن يدعو إلى جلسة لاقرار هذا القانون، علمًا بأنه قال في السابق إنه يؤيد كل ما يوافق عليه المسيحيونquot;.
واعتبر ضو في حديثه إلى quot;إيلافquot; أن قوى 14 آذار تزداد تفرقًا كلما انزلقت باتجاه مشروع سلطة، بينما تتوحد كلما عملت في اتجاه الفكرة الأساسية التي قامت من اجلها، وهي فكرة الدولة.
وأوضح ضو أن 14 آذار محكومة بالعمل بين حدين، الأول مفهوم الدولة الذي تتفق عليه، والثاني مفهوم السلطة الذي من الطبيعي أن يسعى كل مكوّن من داخل 14 آذار إلى أن يأخذ حصة اكبر فيها. وشدد على أن الامانة العامة لقوى 14 آذار لم تتعاطَ مع مفهوم المحاصصة، ولم تتدخل، quot;بل كانت ضحية هذه المحاصصة، وهي ما زالت تلعب دورها من ضمن نظرتها الوطنية الشاملةquot;.
لا تصدّع
في سياق متصل، أكد عضو كتلة القوات اللبنانية النائب جوزف المعلوف أن quot;لا تصدّع داخل صفوف 14 آذار، لكن ما زال هناك ترسبات نتيجة ما حصل حول قانون الإنتخاب، مشددًا على أن quot;لا خلافات مستحكمة في الصميمquot;.
وأكد المعلوف، في تصريح لـquot;إيلافquot;، أن quot;لا وجود لعلامات استفهام حول جذور هذه العلاقة، وما يجمع قوى 14 آذار أعمق بكثير من موضوع قانون الإنتخابquot;.
وعن إتصالات السنيورة بجعجع، قال المعلوف: quot;تندرج هذه الاتصالات ضمن إطار التنسيق في الأمور التي تعنى بها 14 آذار، ولن نسمح بأن يكون قانون الانتخاب سببًا في قطع علاقتنا بفريق 14 آذارquot;.