أمل معظم اللبنانيين بخلافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للمركز البابوي، بعد استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر، في تكرار لتجربة البابا بولس الثاني، بالرغم من يقين الكثيرين بصعوبة تحقق هذا الأمر.
بيروت: المسارعة في تعيين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي كاردينالاً في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، يضاف اليها إسراع البابا إلى تعيين الكاردينال الراعي عضوًا في أربع دوائر فاتيكانية دفعة واحدة منذ أسبوع، كلها عوامل أدت الى اعتماد الكثير من المحللين المحليين على فرضية أن البابا بنديكتوس السادس عشر قد يخلفه الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وهو ما عبّر عنه الكثير من اللبنانيين الذين سألتهم ايلاف عن الموضوع.
يقول موريس مبارك إن استقالة البابا بالنسبة لنا كلبنانيين أتت في مكانها لأنه بجدارة أراد ادخال دم جديد الى سدة البابوية، وquot;أشجع كل انسان وليس البابا فقط، عندما يشعر أنه لا يستطيع الاستمرار في موقعه والقيام بمهامه، أن يفسح المجال لاشخاص جدد للقيام بالمهمات المطلوبة.quot;
رانيا عنداري تؤكدأن المشرق العربي لديه منزلة خاصة لدى البابا، وعندما زارنا اعطى دفقًا اكبر للمسيحيين في المشرق العربي، ومجرد زيارته الى لبنان اعطت انطلاقة جديدة وخصوصًا في لبنان، حيث التعايش الاسلامي المسيحي، ولبنان والشرق ككل هو منطلق المسيحية الى كل بلدان العالم، كما وأن المسيح عاش في مناطق الحوض المتوسط، وللأسف ارض القداسة، أي الشرق، يتم افراغها من مسيحييها.
جنان ضومط تأمل أن يكون الكاردينال الراعي مرشحًا جديًا لخلافة البابا، في روما، ولكن تشك بالامر رغم التمنيات الكبيرة لمختلف الشرائح في لبنان، مع العلم أنه عيّن كاردينالاً منذ 6 اشهر، وسدة الرئاسة البابوية برأيها تحتاج الى متابعة مطولة، وعمل وجهد كبيرين مع الكرادلة القديمين، ومعظمهم لا يعرفون جيدًا الكاردينال الراعي.
داني رعد يرى أن وصول الراعي الى سدة البابوية يخدم لبنان بالدرجة الاولى ومن ثم المشرق العربي ككل، من خلال السياسة العالمية التي يحتلها البابا، من خلال تنمية المنطقة ككل، فمثلاً، يضيف :quot; على ايام البابا بولس الثاني غيّر البلدان الشيوعية، بالطريقة الدبلوماسية، من خلال الضغط ليس محليًا فقط وانما عالميًاquot;.
موريس عساف يتمنى أن يصبح الكاردينال اللبناني بابًا، ويأمل أن يتحقق الحلم ويصبح حقيقة، رغم ذلك هناك اشخاص آخرون مؤهلون اكثر من الراعي، وربما اكثر خبرة، لأنهم سبقوه في الكاردينالية.
ويرى أن امكانية تكرار تجربة البابا بولس الثاني قد تتكرر، ولكن تبقى امنيات لكل مواطن لبناني.
ولا شيء مستحيل بالنسبة له، رغم أن البابا بولس الثاني كانت له خبرته الطويلة قبل ان يصبح بابا روما.
ناديا سعد ترى أن زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان كانت مميزة، وتعرّف من خلالها على الشعب اللبناني، ولمس عن قرب معاناته، وخصوصًا المسيحيين ككل في الشرق، ولم يبقَ سوى مركز البابا الذي يحافظ على المسيحيين من خلال اعطاء لفتة خاصة لبكركي، ودعم موقف الكاردينال الراعي وقد يترجم ذلك بأن يصل الراعي الى سدة البابوية.
جمانة دياب تشير الى أنه عندما اختير البابا السابق يوحنا بولس الثاني قال إن الكرادلة اختاروه حبرًا أعظم من بلد بعيد، علمًا أن بولونيا كانت جغرافيًا جزءًا من أوروبا ولكنها تاريخيًا بدت وكأنها منفصلة عنها، وقد تتكرر التجربة اليوم مع اختيار الكاردينال الراعي من بلد بعيد جدًا لاعادة الاعتبار الى مسيحيي المشرق والحد نوعًا ما من هجرة المسيحيين من مختلف الدول العربية، حيث تكاثرت بحدة في الايام الاخيرة.
التعليقات