لم تستطع يد الغدر أن تبقي شارع ابراهيم منذر بالاشرفية على حاله من السواد والدمار، بعد التفجير الذي نال منه، لأن 1650 متطوعًا مع جمعية فرح العطاء اعادوا ترميمه ليعود بصورة ابهى مما كان عليه.


بيروت: في 19 تشرين الاول/اوكتوبر من العام 2012، نالت يد الغدر من اللواء وسام الحسن ودمّرت شارعًا بأكمله في الاشرفية، لكن اليوم وبفضل تبرع اكثر من 1650 متطوعًا من مختلف المناطق اللبنانية مع جمعية فرح العطاء، عاد الشارع لينفض الغبار عنه، وليعطي صورة نقية عن عزم وإرادة الشعب اللبناني الذي لا يقهر مهما نالت منه ايادي الحقد والغدر.

يعود مارك طربيه الحلو ( متطوع في جمعية فرح العطاء والمهندس المسؤول عن ترميم شارع ابراهيم منذر في الاشرفية) الى بدايات الاهتمام بشارع ابراهيم منذر في الاشرفية الذي نال قسطًا كبيرًا من التفجير في 19 تشرين الاول /اوكتوبر الماضي، عندما اغتيل اللواء وسام الحسن، ويقول لـquot;إيلافquot; إنهم كانوا يرممون سجن عاليه، خلال الصيف، وكان التسليم مقررًا في 20 تشرين الاول/اوكتوبر الماضي، وفجأة نهار الجمعة في 19 تشرين الاول/اوكتوبر تم تفجير حي ابراهيم منذر في الاشرفية، ما ادى الى ارجاء تسليم التنفيذ في سجن عاليه، وquot;قررنا مساعدة الناس في المحنة التي واجهتهم في الاشرفية، وبعد 5 ايام توجهنا الى الشارع المذكور، وكانت لا تزال الاجهزة الامنية تضرب طوقًا على الشارع، واستحصلنا على تراخيص للدخول، من اجل مساعدة الناس على لملمة حاجياتهم.quot;

وبعد معاينة الضرر وحجمه الكبير في الشارع، يضيف، وكم أن الانفجار أضر بالشارع، لم نستطع أن نقف مكتوفي الايدي، توجهنا بنشر خبر أننا بحاجة الى متطوعين، من اجل ترميم الشارع، وهنا كانت المفاجأة.

يقول إن عدد المتطوعين في الايام الخمسة الاولى بلغ 700 متطوع، من كل المناطق والمدارس والجامعات والمؤسسات.

عن ادارة العمليات يقول إن جمعية فرح العطاء منظّمة ولديها خبرة طويلة، من ترميم سجون ومدارس، والنواة كانوا المتطوعين الاساسيين الذين استوعبوا العدد الهائل، وتم تقسيم العمل الى مصالح، ولكل معلم مصلحة، من كهربائي، الى مصلح زجاج، الى حدّاد الخ، وكل شاب مسؤول عن فريق وتشكلت الفرق بانتظام.

وبدأ العمل، حتى وصل عدد المتطوعين الى 1650، واستغرق ترميم الشارع ما يقارب الشهرين ونصف الشهر، واليوم كل منازل الشارع المذكور عادت الى افضل مما كانت عليه.

ويتحدث عن العمل ونفسية المتطوعين والفرح الذي رافق الجميع خلال شهرين ونصف الشهر ويقول الشارع عاش مأساة، ولكن عندما نعاين نفسية المتطوعين وكيف كانوا ينشدون الاغاني وهم يعملون، وكيف كانت تعقد دبكات الرقص بين الجميع بروح جميلة وبفرح كبير، كلها امور جعلت العمل بنخوة وبمحبة بالنسبة للجميع.

في بعض المرات اضطررنا أن يكون العمل في الليل من الساعة الخامسة حتى 12 مساء، وكان الجميع في بعض الاحيان يعملون تحت المطر من دون تأفف أو تشنج، الجميع هدفه الفرح بعطاء.

عن التمويل يقول إنهم لجأوا الى مختلف المؤسسات في لبنان، والجميع ساهم بتزويدهم بالمعدات اللازمة من اجل الترميم، وهم بدأوا بالامر ولا يملكون المال لكن المؤسسات اللبنانية تبرعت لهم بالزجاج والباطون وبمختلف المعدات.

ويقول إن التنظيم كان سيد الموقف رغم ذلك واجهتهم بعض المشاكل، والضغط كان كبيرًا، منها رداءة الطقس التي عاكستهم، والبناء قيد الترميم

كان قديمًا، منذ العام 1940، مما اضطررنا، يضيفquot; في بعض المرات بتهديم كل شيء واعادة البناء من جديد، مما استهلك وقتًا، وكلفة اضافيةquot;.

ويتحدث عن الخدمات التي قدمتها جمعية فرح العطاء ومنها مخيمات الاطفال التي تجمع اطفالاً من مناطق مثل باب التبانة وجبل محسن، وسعدنايل وتعلابايا، وكذلك فرح العطاء رممت حتى الآن سبعة سجون،

وكذلك في حرب تموز 2006 فرح العطاء كانت اول من دخل الى الجنوب، ورممت مدارس وضيعاً ومنازل، واخيرًا انفجار الاشرفية، فضلاً عن موقف الجمعية في 13 نيسان/ابريل من كل عام واعلانها أنها ضد أي حرب في لبنان.

بدوره يتحدث رئيس جمعية فرح العطاء ملحم خلف ويوجه رسالة الى كل الذين اعتقدوا أن يد الدمار نالت من الاشرفية في 19 تشرين الاول/ اوكتوبر الماضي فيقول :quot; الشباب اعطوا مثالاً للعطاء، فكان ترميمه رسالة الى المجرمين، فمن لديه شباب كشبابنا يجب الا يخشى من شيء، وهي رسالة الى كل من اعتقد اننا بحاجة الى عامين لترميم الشارع، مع مبلغ يفوق الـ 1,8 مليون دولار، لقد اتممنا العمل بشهرين ونصف الشهر وبمبلغ لا يفوق الـ 300 الف دولار.