باماكو: اثار اعلان الرئيس التشادي عن مقتل عبد الحميد ابو زيد، احد ابرز زعماء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، الذي لم يؤكد بعد، المخاوف على مصير الرهائن الفرنسيين المحتجزين في المنطقة.
وكان الرئيس التشادي ادريس ديبي اكد مقتل ابو زيد على يد الجنود التشاديين خلال معارك عنيفة في مرتفعات شمال شرق مالي القريبة من الحدود الجزائرية.
وقال ديبي في مراسم تكريم 26 جنديا تشاديا قتلوا في هذه المعارك quot;في 22 شباط/فبراير، خسرنا جنودنا في جبل ايفوقاس بعد تدمير قاعدة للجهاديين. كانت المرة الاولى التي جرت فيها مواجهة مع الجهاديينquot;. واضاف ان quot;جنودنا قتلوا اثنين من قادة الجهاديين احدهما ابو زيدquot;. وحتى الان لم يصدر اي تاكيد على مقتل ابو زيد لا من باماكو ولا من باريس ولا من الجزائر.
وقالت الرئاسة الفرنسية السبت باقتضاب quot;لا تعليقquot;.
من جانبها ذكرت الصحف الجزائرية ان نتائج اختبارات الحمض النووي (دي.ان.ايه) هي التي ستحسم الامر. وذكرت صحيفة الخبر الجزائرية السبت ان ضباطا في اجهزة الامن الجزائرية عاينوا الجثة، التي قيل انها لابو زيد في موقع عسكري في شمال مالي، وتعرفوا إلى سلاحه الشخصي، لكنهم لم يتمكنوا من التعرف رسميا إلى الجثة.
واضافت quot;ان الضباط الذين كانوا يلاحقون ابو زيد منذ اعوام تعرفوا إلى سلاحه، الذي كان في حوزة الفرنسيين، لكنهم لم يتمكنوا من التحقق رسميًا من انها جثتهquot;. واوضحت نقلا عن مسؤول امني جزائري ان لا القوات الفرنسية ولا المالية تمكنت ايضا من التعرف على الجثة. ويبدي ايضا بعض الخبراء شكوكا في ان يكون ابو زيد قتل فعلا.
وكشف الصحافي الموريتاني محمد محمود ولد ابو المعالي ان quot;الجزائريين سبق ان اعلنوا ذلك اكثر من مرة، والرئيس التشادي كان في حاجة الى اعلان مثل هذا الخبر لتبرير موت جنوده وتهدئة الراي العامquot; بعد فقد هؤلاء الجنود.
من جانبه يشير ماتيو غيدار استاذ العلوم الاسلامية في جامعة تولوز 2 الى انه لم يصدر من القاعدة في المغرب الاسلامي او اي تنظيم اسلامي اخر تأكيد لهذا النبأ quot;في حين ان التجربة تظهر ان الجهاديين لا يخفون ابدا قتلاهم ويعلنونهم على الفور شهداءquot;.
واوضح ان المصدر الاصلي للنبأ هو المخابرات الجزائرية وقال quot;يبدو ان الهدف هو ارغام ابو زيد على الاتصال لنفي موته (...) وبذلك يمكن تتبع اثره بفضل وسائل المراقبةquot;. وقال جان شارل بريسار، وهو خبير فرنسي اخر في شؤون الارهاب، quot;اشك كثيرا في هذا الامر طالما ان الجزائريين لم يؤكدوه رسمياquot;.
ايا كان الامر فان الاعلان عن مقتل ابو زيد يؤجج المخاوف على مصير الرهائن الفرنسيين في الساحل، وبينهم ستة على الاقل في ايدي القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. ويقول باسكال لوبار رئيس لجنة دعم الرهينتين اللذين خطفا في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 في مالي انه يخشى ان يتعرضا للقتل اذا كان ابو زيد قتل فعلا. وقال quot;يمكن جدا ان يقرر الخاطفون قتلهما انتقاما لموت زعيمهمquot;.
ويرى غيدار انه quot;عندما يتعرض الجهاديون للهجوم فانهم يلجاون بانتظام الى الانتقام من الرهائنquot;. وقال رينيه روبرت جد بيار لوغران احد الرهائن الفرنسيين في يد القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ان قلقه quot;تضاعفquot;.
وقال ان quot;التدخل العسكري يعرض بوضوح حياة الرهائن للخطرquot; مشيرا الى العملية التي اطلقها الجيش الفرنسي في 11 كانون الثاني/يناير مع الجيش المالي لطرد القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وباقي الجماعات الاسلامية من شمال البلاد.
في المقابل اشار مسؤول امني مالي الى ان وفاة ابو زيد اذا ما تاكدت ستكون quot;ضربة قاسية للقاعدة في بلاد المغرب الاسلاميquot; محذرا في الوقت نفسه من ان ذلك quot;لا يعني على الاطلاق موتها او انتهائهاquot;.
وقال ايضا محمد محمود ولد ابو المعالي مدير وكالة الانباء الموريتانية الالكترونية الخاصة والمتخصص في شؤون القاعدة في بلاد المغرب العربي انها منظمة quot;قوية ومنظمة جدا وتستطيع بالتاكيد تحمل الصدمةquot;.
الا ان اريك دينيسيه مدير المركز الفرنسي لابحاث المخابرات قال ان quot;الجيش الفرنسي يقوم مع التشاديين والماليين والجزائريين بتطهير المنطقة كلها. وسيتطلب الامر وقتا طويلا من الجهاديين لكي ينهضوا من هذه الضربة هذا اذا استطاعوا ان ينهضواquot;.
التعليقات