بانغي: واصل تحالف المتمردين في جمهورية افريقيا الوسطى الذي هدد بالاطاحة بالرئيس فرنسوا بوزيزي، تقدمه الاربعاء بالسيطرة على مدينة كابو (شمال)، وما زال ناشطا جدا على رغم وصول قوات تشادية الى افريقيا الوسطى بناء على طلب بانغي.

ورد الحزب الرئاسي بحزم الاربعاء داعيا الى قمع quot;المغامرينquot; عسكريا، واقترح مصالحة وطنية في الوقت نفسه. وبعدما سيطر على مدينة بريا المعروفة بمناجمها ونهبها الثلاثاء، سيطر تحالف quot;سيليكاquot; المؤلف من عدة فصائل متمردة، صباح الاربعاء على كابو التي تبعد 350 كلم شمال العاصمة. ويتوجه المتمردون الى باتانغافو (60 كلم جنوب كابو) حيث سمعت quot;اصوات اطلاق نارquot;.

واكد quot;الكولونيلquot; المتمرد جمعة ناركويو ان رجاله quot;يسيطرونquot; على كابو وquot;يتقدمونquot; نحو باتانغافو. وتقع هاتان المدينتان على بعد اكثر من 400 كلم من بريا الغنية بمناجم الماس والتي لا تزال بايدي تحالف القوات المتمردة، كما اكد سكان الاربعاء لوكالة فرانس برس.

تأتي هذه التطورات غداة دخول قوة من الجيش التشادي افريقيا الوسطى تلبية لطلب من بوزيزي لدعمه في مواجهة زحف المتمردين، كما اعلن مصدر عسكري في بانغي لوكالة فرانس برس الثلاثاء.

وقال المصدر طالبا عدم ذكر اسمه ان quot;عناصر من سلاح البر التشادي مدججين بالاسلحة وصلوا بعد ظهر الثلاثاء على متن عشرين شاحنة الى كاغا باندورو (وسط) حيث انضموا الى قوات افريقيا الوسطى المسلحةquot;.

وقد تعذر على الفور معرفة مكان الجنود التشاديين، الذين انهكتهم المعارك والافضل تنظيما من القوات المسلحة لافريقيا الوسطى التي لا تتقاضى رواتبها كاملة وتفتقر الى الحوافز. واكد quot;الكولونيلquot; ناركويو الذي تم الاتصال به هاتفيا ان quot;التشاديين لا يخيفوننا، سنقاتل حتى النهايةquot;.

ويطالب تحالف quot;سيليكاquot; بـquot;احترامquot; مختلف اتفاقات السلام الموقعة بين 2007 و2011، والتي تنص خصوصا على عملية لنزع السلاح وادماج المقاتلين السابقين في الجيش. واتهمت المعارضة في افريقيا الوسطى الرئيس بوزيزي الاربعاء بأنه لا يريد التقيد باتفاقات السلام الموقعة مع المتمردين، وتحمله بالتالي المسؤولية عن هجومات المتمردين.

وجاء في بيان وقعته تسعة احزاب معارضة ان quot;جميع الانتفاضات التي تشهدها بلادنا هي نتيجة عدم احترام الجنرال فرنسوا بوزيزي اتفاقات (السلام مع مختلف حركات التمرد) في بيراو (2007) وليبرفيل (2008)quot;.

وتعتبر تشاد برئاسة ادريس ديبي اتنو حليفا وثيقا لرئيس افريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزي وهي التي زودته بالسلاح للاستيلاء على السلطة في بانغي في 2003. وسبق لهذه القوات في 2010 ان دخلت افريقيا الوسطى بشكل خاص لدحر متمردي المؤتمر الوطني للعدالة والسلام في مدينة بيراو عاصمة الشمال.

ويقول عدد كبير من المراقبين المطلعين ان وصول التشاديين يغير قواعد اللعبة، ويفترض ان يمنع المتمردين من الاقتراب من بانغي. لكنهم كشفوا ان الهجوم يثبت هشاشة النظام وينبىء بفترة من الاضطراب اذا لم تتخذ السلطات مبادرة حيال جميع المتمردين السابقين. وفي رد فعلها الاول على الهجوم منذ 10 كانون الاول/ديسمبر، لوحت الرئاسة بسياسة العصا والجزرة.

وقال ريغوبر فوندو المتحدث باسم الحزب الرئاسي كوا نا كوا (العمل ولا شيء غير العمل) ان الحزب quot;يطلب بطريقة ودية من المواطنين الضالين ... الذين اختاروا المشاركة في هذه العمليات لتقويض الاستقرار، ان يتلقفوا الايدي الممتدة اليهم بطريقة ابوية من قبل رئيس الجمهوريةquot;.

لكنه اضاف ان quot;حزب كوا نا كو لن يقبل ابدا ان يستمر مغامرون متعطشون للسلطة في اخذ شعب افريقيا الوسطى رهائنquot; وان على القوات المسلحة quot;تحرير الشعب من براثن هؤلاء المرتزقةquot;.

وانتقدت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة quot;اللجوء الى العنف غير المقبولquot; وشددت على اهمية البدء بquot;حوار وطني واسعquot; في افريقيا الوسطى.

وقال المتحدث باسم الكي دورسيه فيليب لاليو ان quot;فرنسا مستعدة لتشجيع هذا الحوار بالتنسيق مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي وجميع الشركاء الدوليينquot;.

وافريقيا الوسطى التي يقدر عدد سكانها بخمسة ملايين نسمة حكمها بيد من حديد طيلة 15 عاما جان بيدل بوكاسا الذي نصب نفسه امبراطورا في 1976 قبل اطاحته في 1979. وبدأت في 2008 عملية سلام بعد سنوات من الاضطراب وتعدد عمليات التمرد والعصيان العسكري والانقلابات التي مزقت نسيجها الاجتماعي ومنعتها من الاستفادة من مواردها الطبيعية.

ووقع عدد كبير من حركات التمرد اتفاقات وسلمت اسلحتها بين 2007 و2011، لكن منذ ايلول/سبتمبر، ظهرت انشقاقات في اطار تحالف المتمردين الموقعين على تلك الاتفاقات. وهذا ما حصل خصوصا لتحالف سيليكا الذي يضم ايضا جناحا منشقا لاتحاد القوى الديموقراطية من اجل التجمع وفصيلا من المؤتمر الوطني للعدالة والسلام.

واستولى بوزيزي على السلطة بانقلاب عسكري ثم انتخب رئيسا في 2005 ثم اعيد انتخابه في كانون الثاني/يناير 2011.