أثار تمجيد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، الذي كانت تربطه به علاقة صداقة، زوبعة سياسية في الجمهورية الإسلامية، فيما بدأت شكوك تظهر في استمرار تحالف إيران وفنزويلا بعد وفاة تشافيز.
أعلن أحمدي نجاد يومًا من الحداد على تشافيز موجّهًا رسالة تعزية إلى الحكومة الفنزويلية يقول فيها إن تشافيز سيُبعث مع المسيح والإمام المهدي المنتظر لإنقاذ البشرية وإشاعة العدل في العالم.
نشر أحمدي نجاد تعزيته، التي توقع فيها أن تُبعث روح تشافيز وأفكاره لتقود البشرية إلى الكرامة والعدل على موقعه الالكتروني وتناقلتها وسائل إعلام إيرانية.
أثارت العبارات التي وردت في رسالة التعزية إدانات واسعة من مسؤولين ورجال دين ومواطنين اعتياديين واستأثرت الضجة في الصفحات الرئيسة لصحف إيرانية عدة.
اتهام بالتجديف
واتهم رجال دين كبار أحمدي نجاد بالتجديف، لا سيما وأن المسألة المتعلقة بمن سيرافق الإمام المهدي في عودته نادرًا ما تُناقش حتى بين فقهاء الشيعة الكبار.
وتساءل حجة الإسلام محسن قراءتي في كلمة نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية قائلًا quot;من أنتَ لتقول مثل هذه الأشياءquot; مضيفًا quot;ان هذا يبيّن إلى أي مدى يمكن أن يتمادى من أنكر الدين وكتاب اللهquot;.
وقال أعضاء عدة في البرلمان الإيراني إن ما كتبه أحمدي نجاد في نعي تشافيز كان موقفًا سياسيًا يهدف إلى خلق توتر بين القوى المنقسمة سياسيًا في إيران.
وكان أحمدي نجاد غادر إلى كراكاس يوم الخميس للمشاركة في تشييع تشافيز الجمعة. وقال إن تشافيز، الذي وصفه بالشهيد، توفي في ظروف غامضة، مرددًا تلميح نائب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى أن الولايات المتحدة مسؤولة عن إصابة تشافيز بالسرطان.
يلاحظ مراقبون أنه ليس هناك الكثير مما يجمع بين إيران وفنزويلا، اللتين لا تشتركان بأي رابطة من روابط الدين أو الجغرافية أو الثقافة أو التاريخ. ولكنهما بلدان نفطيان أقاما علاقتهما على أساس المواجهة مع الغرب لأسباب خاصة بكل منهما. وانتعشت العلاقات الثنائية في عهد أحمدي نجاد بزيارة كل من الرئيسين لبلد الآخر ست مرات على الأقل.
استثمارات
استثمرت إيران مليارات الدولارات في فنزويلا خلال السنوات الثماني الماضية، سواء في مشاريع مشتركة مع الحكومة أو مع شركات القطاع الخاص. من هذه المشاريع مصرف ومعامل لإنتاج الشاحنات والسيارات والدراجات الهوائية ومجمعات سكنية. وحاول تشافيز التوسط لتقريب إيران من دول أميركية لاتينية، مثل بوليفيا والأكوادور ونيكارغوا.
وحين زار تشافيز مدينة مشهد مع أحمدي نجاد في عام 2009 تدخل الرئيس الإيراني من أجل أن يُسمح لضيفه بدخول ضريح الإمام الرضي، الذي عادة لا يدخله غير المسلمين. وحين زار أحمدي نجاد كراكاس في العام الماضي دعاه تشافيز إلى حضور مباراة في كرة السلة في منزله، كما أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام إيرانية.
لكن وفاة تشافيز تهدد بانهيار علاقات التحالف، التي حرصت إيران على إقامتها مع واحدة من الدول القلائل التي تربطها علاقات ودية مع طهران، وبغلق بوابتها إلى أميركا اللاتينية.
وكان أنصار تشافيز أنفسهم ينظرون بعدم ارتياح إلى علاقته الوثيقة بإيران، فيما كان لأحمدي نجاد منتقدوه على علاقته مع فنزويلا وتشافيز. وتنتهي ولاية أحمدي نجاد في حزيران/يونيو، رغم أن محللين يتوقعون أن يبقى لاعبًا في السياسة الإيرانية.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن المحلل صادق زيبا كلام قوله في اتصال هاتفي من طهران quot;من المؤكد أن هذا سيكون له تأثير في علاقات إيران مع فنزويلاquot;، متسائلًا quot;ماذا سيكون مصير مليارات الدولارات التي استثمرتها إيران في فنزويلاquot;.
الشهيد المسلم
وتعامل كثير من الإيرانيين بسخرية مع رد فعل الحكومة الإيرانية على وفاة تشافيز، وأخذوا يتداولون النكات على وصف الاشتراكي تشافيز بالشهيد المسلم.
وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي، مثل فايسبوك، بالمقالات والتعليقات التي تتندر بأقوال أحمدي نجاد، ونُشر رسم كاريكاتيري يظهر فيه تشافيز وهو يرقص مع فتاتين شبه عاريتين في يوم البعث، فيما وقف المسيح والإمام المهدي عاجزي الفهم من فرط الدهشة. وتساءل المدوّن نعمة قنيدار quot;هل يعرف أحد كيف تبدو فنزويلا؟ ما يحبه أهلها؟ ما قاله تشافيز؟quot;.
التعليقات