في وقت تشتد العقوبات على طهران وتتعقد الأزمة السورية،تختلف ردود فعل العراقيين تجاه الزيارة التي يعتزم الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد القيام بها إلى بلادهم مطلع الشهر المقبل.


تباينت المواقف العراقية من زيارة سيقوم بها الى بغداد مطلع الشهر المقبل الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد تراوحت بين التظاهر ضدها واستنكارها وايضًا الترحيب بها، بينما اعتبرتها المعارضة الايرانية محاولة للالتفاف على العقوبات الدولية على بلاده والاستفادة من الاراضي والاجواء والمياه ومن الخدمات المصرفية في العراق، ولتمرير مزيد من الاسلحة الى النظام السوري.

وسيصل نجاد الى بغداد في ثاني زيارة له بعد زيارته الاولى مطلع اذار (مارس) عام 2008 لحضور مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب.

تشارك فيه العراق وايران وباكستان وافغانستان لبحث سبل تعاون هذه الدول على صعيد مكافحة الارهاب. وكانت طهران قد استضافت الدورة الاولى للمؤتمر في تموز (يوليو) عام 2011 وذلك بحضور ممثلي اكثر من 60 بلدًا ومؤسسة دولية. ومن المنتظر أن يجري نجاد مباحثات مع الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي تتناول العلاقات الثنائية والاوضاع في المنطقة.

وفيما اعلنت منظمة أهل الخير الانسانية وحركة تحرير الجنوب العراقيتين عن تنظيم تظاهرة ضد زيارة نجاد فقد وصفت القائمة العراقية الزيارة بأنها محاولة لبسط النفوذ الايراني على العراق لكن التيار الصدري دعا الى الاهتمام بها على مختلف الصعد معبرًا عن امله في أن تسهم في تمتين علاقات البلدين السياسية والعسكرية والاقتصادية في وقت اعتبر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الزيارة بأنها محاولة للالتفاف على العقوبات الدولية على ايران والاستفادة من الاراضي والاجواء والمياه ومن الخدمات المصرفية في العراق، كما قال في بيان صحافي من مقره في باريس تسلمته quot;ايلافquot;اليوم.

فقد اعلنت منظمة اهل الخير الانسانية وحركة تحرير الجنوب العراقيتين في بيان مشترك انهما ستنظمان في مختلف مناطق العراق تظاهرات معادية لزيارة نجاد الى العراق، وذلك في صباح يوم الجمعة الثاني من الشهر المقبل عشية وصوله الى العاصمة العراقية.

ومن جهته رأى النائب عن القائمة العراقية المعادية للتدخل الايراني في العراق طلال الزوبعي أن تواجد نجاد في بغداد يهدف الى quot;بسط نفوذ إيرانquot; في العراق. واضاف أن quot;حضور الرئيس الإيراني احمد نجاد في مؤتمر مكافحة الإرهاب يعكس عمق العلاقة العراقية الايرانية ومستوى التنسيق المشترك لأن العراق حليف للولايات المتحدة الاميركية من جهة وحليف استراتيجي لايران من جهة أخرى وبالتالي فإن الايرانيين يحاولون المحافظة على نفوذهم في العراقquot;. واعتبر الزوبعي في تصريح نقله موقع quot;المسلةquot; العراقي الالكتروني أن quot;من يمتلك الساحة في العراق ممكن أن تكون المواجهة لصالحه لأن المشروع السياسي الآن أخذ بعدًا دوليًا ويمكن أن يكون المحور الروسي الايراني العراقي السوري هو المحور المناوئ للأميركي السعودي القطريquot;.

اما كتلة الاحرار الممثلة للتيار الصدري والمقربة من ايران فقد دعت جميع السياسيين العراقيين الى الاهتمام بزيارة نجاد معربة عن أملها في أن تتيح مباحثات مثمرة بين الجارتين حول اهم القضايا العربية والإقليمية والدولية.

وقال النائب عن الكتلة رياض الزيدي إن quot;إيران تشكل عمقًا اقتصاديًا كبيراً للوطن العربي والعالم الاسلامي وهي دولة منتجة ومصدرة للنفط وذات اقتصاد متين واحتياطي نفطي كبيرquot;، مضيفًا أن quot;على جميع السياسيين الاهتمام بهذه الزيارة والتعامل مع ايران وتطوير العلاقات معها على عدة اتجاهات وعلى المستويات الاقتصادية والعسكرية والاجتماعيةquot;.

اما عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية قاسم الاعرجي فقد اعتبر عقد المؤتمر الأمني لمكافحة quot;الإرهابquot; في بغداد أمراً ضرورياً مشدداً على أهمية تبادل الرؤى وتنسيق المواقف لمواجهة التحديات والأخطار التي تحيط بالمنطقة.

اما برلمان المجالس العراقية لشيوخ وأعيان ورموز العراق، فقد رفض بشدة زيارة المسؤولين الايرانيين وخاصة احمدي نجاد الى العراق. وتساءل قائلاً في بيان : لماذا تتيح الحكومة العراقية هذه الفرصة للنظام الإيراني وأحمدي نجاد؟ هل أرسل لنا نجاد شيئًا عدا القنبلة والإرهاب وهل ترك شيئًا للعراق إلا الأرامل واليتامى؟. . وما هي حصيلة البحث حول العلاقات الاقتصادية والقضايا الاقليمية وملفات المياه والتعاون الامني بين البلدين؟ ومن هو المسبب الرئيسي للاندحار الاقتصادي والازمة الامنية وقطع المياهفي عراقنا الجريح؟

وطالب الشيوخ والاعيان الشخصيات الوطنية العراقية الشريفة وشيوخ العشائر والبرلمانيين وجميع الفئات من المجتمع العراقي بالاحتجاج quot;على هذه المهزلة بأي شكل من الاشكالquot;.

وعلى الصعيد نفسه، فقد اكدت المعارضة الايرانية أن زيارة الرئيس الايراني الى العراق تهدف الى التنسيق بين البلدين لدعم quot;الدكتاتور السوريquot; بشار الاسد والاستفادة من العراق للالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على طهران اضافة الى ممارسة الضغط على عناصر منظمة مجاهدي خلق في مخيمي اشرف والحرية (ليبرتي) في العراق.

وقال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في بيان ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; إن الوثائق الواردة إلى المقاومة الايرانية من المجلس الأعلى للأمن في نظام طهران تفيد بأن احمدي نجاد سيقوم بزيارة مبرمجة إلى العراق تحت غطاء حضور مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب يتبعه عدد من الاهداف.

واضاف قائلا quot;يشكل فرض المؤامرات الجديدة وتشديد الضغط والقمع ضد سكان اشرف وليبرتي من اعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية احد اولويات احمدي نجاد في مباحثاته مع السلطات العراقيةquot;. واوضح في هذا الاطار أنه سبق أن زار احمد وحيدي وزير الدفاع للنظام الايراني العراق قبل ايام مستبقًا وصول نجاد لبغداد كما انه من المقرر أن يزور محمد علي جعفري القائد العام لقوات الحرس quot;الثوريquot; العراق قريبًا.

واشار المجلس الى أن الهدف الآخر لنجاد في العراق هو الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على نظامه والى المزيد من الاستفادة من الاراضي والحدود الجوية والبرية والبحرية العراقية، وكذلك الخدمات المصرفية في العراق. واضاف أن العراق كان دومًا خلال السنوات الماضية اول بلد يوفر للنظام الايراني امكانية الالتفاف على العقوبات ولهذا السبب سجل التبادل التجاري بين الجانبين ارتفاعًا ملفتاً.

واكد مجلس المقاومة الايرانية أن quot;رئيس النظام الرجعي في ايرانquot; سيسعى ايضاً خلال هذه الزيارة الى توظيف الحد الاقصى من امكانات العراق ومنها الجسر الجوي فضلاً عن امكانياته البرية من أجل ارسال الأسلحة والعتاد وقوات الحرس إلى سوريا وارغام الحكومة العراقية على تشديد دعمها quot;للدكتاتور السوريquot;. واشار الى أن من الاهداف الأساسية الأخرى للزيارة هو quot;مواصلة الدعم للمالكي رئيسًا للوزراء الذي يواجه حاليا رفضاً واسعاً من قبل مختلف المكونات السياسية العراقيةquot; على حد قوله.

واوضح ان وفدًا ايرانيًا كبيرًا قد توجه الى بغداد قبل ايام لتمهيد الأجواء لهذه الزيارة ومن المقرر أن تتم مشاركة عدد من مسؤولي المخابرات وقوات القدس وعملاء عراقيين لنظام طهران في مؤتمر مكافحة الارهاب تحت شعار quot;ضحايا على يد المجاهدينquot;، في اشارة الى عناصر منظمة مجاهدي خلق quot;وذلك للقيام بحملة التشهير المسمومة ضد سكان أشرف وليبرتي من أجل قمعهم والتنكيل بهمquot;، كما قال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية.