بعد امتناع وزراء القائمة العراقية والتحالف الكردستاني عن المشاركة في اجتماع الحكومة الأسبوعي الثلاثاء، عادت مساعي التهدئة مع عقد التحالف العراقي سلسلة لقاءات مع القادة السياسيين في البلاد.

يقود رئيس التحالف العراقي quot;الشيعيquot;، ابراهيم الجعفري، حملة لقاءات ومباحثات مع القادة السياسيين في محاولة لتهدئة تصاعد الأزمة السياسية في البلاد من خلال تأكيده الالتزام بالتحالف الإستراتيجي مع القائمة العراقية والتحالف الكردستاني.. فيما دعا المجمع الفقهي لكبار علماء العراق إلى إغلاق الجوامع في بغداد الجمعة المقبل وإقامة صلاة موحدة في جامع إبي حنيفة النعمان ردًا على اغلاق السلطات للجامع بوجه المصلين محذرًا إياها من التعرض لهم.
وشهدت الساعات الاخيرة اجتماعات لزعيم التحالف الشيعي الحاكم ابراهيم الجعفري مع رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم، ثم مع نائب رئيس الوزراء القيادي في القائمة العراقية، صالح المطلك، وبعدها مع رئيس المؤتمر الوطني العراقي، أحمد الجلبي، تناولت آخر المستجدات على الساحة السياسية وخاصة ما يتعلق منها بالتوتر الحالي مع الاكراد والاحتجاجات الناشطة في محافظات غربية وشمالية.
فبعد لقاء مع المالكي والحكيم قال الجعفري خلال مؤتمر صحافي في بغداد الليلة الماضية تابعته quot;ايلافquot; إن quot;الاجتماع تضمن استعراض تطورات الأحداث على الساحة العراقية وما يرتبط بها من الوضع الإقليمي والشد على يد الحكومة بأن تمضي في طريق القانون، وتطبيق الدستور والحفاظ على الوضع الأمني في البلدquot;.
وقال الجعفري: quot;نؤكد على تحالفاتنا الاستراتيجية مع القوى السياسية الكردية، وكذلك القوى السياسية في القائمة العراقية، لأننا نعتقد أن العراق يساهم فيه كل الشخصيات الوطنية ويُعتبَرون أركاناً أساسيين في بناء الحكومة وأن البرلمان بيت الشعب، والحكومة هي ملاذ، ومأوى، وذراع هذا الشعبquot;.
وأشار إلى أن الطموح هو أن تبقى هذه العلاقات طيبة quot;ونستمر بها، ونحقق إطلالة عراقية على الوضع الإقليمي عموماً، ووضع الجوار كذلك حتى تشق سفينة الوطنية العراقية طريقها بقوة بخاصة أنَ العراق يترأس القمّة العربيةquot; حاليًا.
واشار الجعفري إلى أنه ليس هناك من quot;تناقض بين تقوية الحكومة لتطبيق القانون على الأرض وبين تحقيق المطالب والحفاظ على أواصر المَحبّة والأخوّة مع كل شركائنا على حد سواء مع رموز الحركة الكردية ومع رموز الحركة في الجانب العربي السني، ونحن إنما نتقوّى بهم نعتقد أن دعائم الدولة العراقية الحقيقية تتحقق بهذا المفهومquot;. وشدد على العمل ضمن اللجان المشكلة من اجل تفعيل وتنفيذ القرارات التي تستجيب لمطالب المحتجين وتحافظ على الوحدة الوطنية العراقية.
وعلى الصعيد نفسه، بحث الجعفري مع المطلك quot;مجمَل الأوضاع السياسية التي يمر بها العراق ومتابعة آلية إقرار البنود التي تمَّ الاتفاق عليها في اللجنة الخماسية لممثلي القوى السياسية في ما يخص قانون المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث وأهمية التواصل والتنسيق بين اللجنة الخماسية واللجنة السباعية الوزارية المكلفة بتنفيذ مطالب المحتجين والتأكيد على ضرورة استكمال المشاورات الهادفة الى تحريك الملفات العالقة وتحقيق مطالب المتظاهرين المشروعة.
كما ناقش الجعفري مع الجلبي quot;أبرز القضايا المطروحة على الساحة العراقية والرؤى التي من شأنها حل المشاكل العالقة ودفع العملية السياسية إلى الأمامquot;. كما جرى quot;التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود والحوار لتقريب وجهات النظر وإعادة الثقة بين جميع الفرقاء السياسيين وبثّ روح التعاون والأخوة للوصول بالعملية السياسية إلى شاطئ الأمن والاستقرار والازدهارquot;.
وتأتي هذه التطورات في وقت امتنع فيه وزراء القائمة العراقية والتحالف الكردستاني من المشاركة في اجتماع الحكومة الاسبوعي امس الثلاثاء. ويقاطع وزراء العراقية اجتماعات الحكومة منذ شهرين دعمًا للاحتجاجات الشعبية في محافظات عدة، بينما جاء غياب الوزراء الاكراد بعد سحبهم الى اربيل احتجاجًا على المصادقة على موازنة العراق للعام الحالي 2013 من دون حضور النواب الاكراد ولعدم تضمينها مطالبهم بادراج نص يؤكد تسديد مستحقات الشركات النفطية الاجنبية العاملة في اقليم كردستان والبالغة اربعة مليارات دولار.
سنة بغداد يَتحدّون اغلاق مسجد ابي حنيفة بصلاة جامعة بالمسجد
دعا المجمع الفقهي لكبار علماء العراق للدعوة والإفتاء إلى إغلاق الجوامع في العاصمة بغداد يوم الجمعة المقبل وإقامة صلاة موحدة في جامع إبي حنيفة النعمان في منطقة الأعظمية في بغداد، وذلك ردًا على الاجراءات الحكومية العسكرية التي أدت إلى إغلاق المسجد بوجه المصلين، واطلق اسم (جمعة نصرة الإمام الاعظم) على يوم الجمعة المقبل، محذرًا الحكومة والجيش من التعرض للمصلين.
وطالب المجمع خلال مؤتمر صحافي لعدد من اعضائه في جامع ابي حنيفة النعمان في بغداد الليلة الماضية جميع المصلين من مختلف مناطق بغداد بالذهاب يوم الجمعة المقبل لأداء الصلاة الموحدة في جامع الإمام الأعظم.. كما دعا المصلين إلى quot;اصطحاب سجادة وإن أوقفتهم القوات الأمنية فيصلون في المكان الذي تمنعهم فيه أو اقرب نقطة اليه ليعرف الناس من يمنع المصلين من أداء الصلاةquot;.
وأضاف المجمع في بيان تُلي خلال المؤتمر: quot;نعلن تسمية الجمعة المقبل باسم (جمعة نصرة الإمام الأعظم) أبي حنيفة النعمان ويكون الحديث فيه على الإمام الذي يتبعه ثلثا العالم الإسلاميquot;.
وطالب المجمع بإجراء quot;تحقيق علني يكون فيه المجمع طرفًا لإثبات من منع المصلين من الصلاة في جامع أبي حنيفة النعمان في الأسبوع المنصرمquot;، مهددًا بالقول quot;وفي حال تكرار إجراءات القوات الأمنية بمنع المصلين من الدخول إلى الاعظمية فإننا سنقدم شكوى إلى الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي لنظهر سياسة الاضطهاد التي تتبعها الحكومةquot;.
كما حذر المجمع في بيانه الذي نشرته وكالة quot;المدى بريسquot; أنه في حال quot;استمر الجيش بأساليبه فإنه سيتم إغلاق مسجد الامام الاعظم وعندها لتتحمل الحكومة والجيش التبعات عن ذلكquot;، وخاطب المجمع الحكومة بالقول quot;فلتعلم بشكل واضح أن ممارساتها وإجراءاتها القسرية لن تثنينا عن أداء صلاة الجمعة في جامع الإمام الاعظم الذي سيبقى فاتحًا أبوابه لكل المصلين شيعة وسنةquot;.
وحذر المجمع الفقهي الجيش من أن يمنع المصلين من الدخول إلى الاعظمية، وأكد أن ذلك quot;عين التصعيد الطائفيquot;.. وطالب الحكومة quot;بالسماح للمصلينبالتجمع والصلاة والتظاهر للتعبير عن الظلم الذي لحق بهمquot;.
وقد تم الغاء صلاة الجمعة الماضية في جامع ابي حنيفة النعمان بسبب منع القوات الامنية للمواطنين من الوصول الى الجامع في حادث هو الاول من نوعه. وقال إمام وخطيب الجامع الشيخ عبد الستار عبد الجبار إن إلغاء صلاة الجمعة في الجامع جاء بسبب الحصار الأمني والعسكري المفروض حوله ومنع المصلين من دخول منطقة الأعظمية التي قامت الأجهزة الأمنية بتعزيز اجراءاتها وقواتها المنتشرة هناك منذ أمس.
ونتيجة لذلك فقد تظاهر اهالي الاعظمية امام جامع ابي حنيفة النعمان احتجاجًا على اغلاق الجامع ومنع إقامة صلاة موحدة. وردد المتظاهرون شعارات وهتافات تقول quot;الشعب يريد اسقاط النظامquot;.. وquot;بره بره بره الاعظمية تبقى حرةquot;.