غزة: استبعد محللون فلسطينيون وجود أية مؤشرات quot;واقعيةquot; لرفع حركة حماس من قوائم quot;الإرهابquot; الدولية؛ نظرًا إلى اقتران quot;الرفعquot; بشروط عدة، لا تلتزم بها الحركة في الوقت الراهن، على رأسها quot;الاعتراف بإسرائيلquot;. ويضع كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا حركة حماس على قائمة كل منهم للمنظمات quot;الإرهابيةquot;.

وفي تصريحات صحافية خلال الأسبوع الماضي، اعتبر أحمد يوسف، القيادي في حركة حماس، أن مساعي حركته لرفع اسمها من قوائم quot;الإرهابquot; الدولية لاقت تجاوبًا إيجابيًا من قبل بعض الدول الغربية.

لم يوضح يوسف مؤشرات هذا التجاوب، لكنه قال إن هناك اتصالات تجريها حماس بمساعدة دول عربية وإسلامية، مثل قطر ومصر وتركيا، لإقناع الدول الكبرى والأوروبية، برفع اسم حماس عن قوائمها للمنظمات الإرهابية.

تعليقًا على هذه التصريحات، اعتبر هاني حبيب، المحلل السياسي والكاتب في صحيفة quot;الأيامquot; الفلسطينية التي تصدر في الضفة الغربية، أنه لا توجد quot;أية مؤشرات واقعية، إلى حذف حركة حماس من قوائم الإرهابquot;. وقال: quot;بعض القيادات السياسية في حركة حماس لم توضّح ماهية المؤشرات التي ذكرت من خلالها أنها ستحذف من قوائم الإرهابquot;.

أرجع حبيب نفيه quot;وجود مؤشرات واقعية لحذف حماس من قوائم الإرهابquot; إلى وجود شروط دولية عدة لتحقيق هذا الهدف، أولها الالتزام بـquot;شروط اللجنة الرباعية الدوليةquot;.

وتضم اللجنة الرباعية الدولية الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وهي لجنة دولية تتابع عملية السلام في الصراع العربي الإسرائيلي، وأنشئت في مدريد عام 2002.

من أهم شروط quot;الرباعيةquot; لقبول حركة حماس كشريك سياسي: quot;الاعتراف بإسرائيل، ونبذ المقاومة، والالتزام بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيليquot;.

وأوضح حبيب أنه quot;بناء على شروط اللجنة الرباعية، فإن حماس تعد غير ملتزمة بهذه الشروط، حيث أعلنت في كل خطاباتها عن تمسكها بعدم الاعتراف بإسرائيلquot;. واعتبر أن ما تتناقله وسائل الإعلام بخصوص الموضوع مجرد quot;رغباتquot; وquot;أمنياتquot;، حيث لا توجد مؤشرات quot;حقيقيةquot; في الوقت الراهن، إلى حذف حماس من قوائم الإرهاب، ما لم تتعاطَ مع الالتزامات الدولية، بحد قوله.

بدوره، قال المحلل السياسي ورئيس قسم الصحافة والإعلام في جامعة الأمة في غزة، عدنان أبو عامر، إن quot;رفع حماس من قوائم الإرهاب الدولية يبدو صعبًا في الوضع الراهن، في ظل سيطرة اللوبي الصهيوني على القرارات الأميركيةquot;، على حد قوله. واعتبر أن إصدار قرار quot;بحذفquot; حماس من قوائم الإرهاب الدولية quot;سيستقطب غضب اللوبي الصهيونيquot;.

وذكر أبو عامر أن حماس تبذل جهوداً حثيثة لإغراء الرأي العام الدولي الأميركي والأوروبي لحذفها من قوائم quot;الإرهابquot; من دون الاعتراف بإسرائيل، وذلك عبر وساطات أوروبية وعربية.

ورأى أن الدول الأوروبية تسعى إلى إيجاد quot;صيغةquot; وسط، تسعى من خلالها إلى استقطاب quot;القبول الدوليquot; لحركة حماس؛ بسبب شعبية الحركة المتصاعدة عربيًا وأوروبيًا، وتعاطف الرأي العام الدولي معها. واعتبر الباحث الفلسطيني أنه في حال لاقت حماس quot;قبولاً دولياًquot;، فإن المجتمع الدولي سيحذف الحركة quot;السياسيةquot; من قوائم quot;الإرهابquot;، فيما سيبقى جناحها المسلح quot;كتائب عز الدين القسامquot; ضمن القائمة.

أما هاني البسوس، المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية في غزة، فتوقع ألا تقوم الولايات المتحدة بحذف حماس من قائمة quot;الإرهابquot; الخاصة بها، إلا في حال اعترفت بدولة إسرائيل. وقال: quot;حماس، بالنسبة إلى الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، ستبقى ضمن قائمة الإرهاب الخاصة بهم، إلى ما لا نهايةquot;.

ولفت إلى أن quot;التغيرات التي طرأت على موقف الاتحاد الأوروبي، يمكن أن تحوّر مواقف بعض دول الاتحاد للتعامل مع حركة حماس، لكونها جزءًا لا يتجزأ من الشعب والمجتمع الفلسطيني، لكنها لن تؤثر على موقف الولايات المتحدةquot;. واعتبر أن quot;المؤثر الوحيد على الولايات المتحدة، هو الالتزام بشروط الرباعية الدوليةquot;.

في السياق عينه، قال مدير معهد الفكر السياسي الإسلامي في لندن، عزام التميمي، الجمعة الماضية، إنه لا توجد مؤشرات تدفع الاتجاه الغربي لتحويل موقفه تجاه حماس، وحذفها من قائمة quot;الإرهابquot;.

وقال خلال تصريحه على صفحته الشخصية على شبكة الإنترنت: quot;في الموقف الغربي، لا يوجد أي مؤشر إلى حذف حماس من قائمة الإرهابquot;.