لندن: كشف مسؤول ديبلوماسي عربي أن مساعي تجري ليشغل زعيم الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب مقعد الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية التي ستعقد في الدوحة في 26 و27 مارس الجاري.

وقال المصدر لـصحيفة laquo;الرايraquo; الكويتية ان السيناريو الذي سيعرض على القمة، هو أنه ستتم دعوة الخطيب للتواجد أثناء بدء فعاليات القمة في الدوحة في انتظار إشارة موافقة الملوك والرؤساء ليحل محل الأسد الغائب بقرار من الدول العربية.

وذكرت أن الخطيب سيكون متواجدا منذ انطلاق اجتماعات وزراء الخارجية العرب التحضيرية للقمة، والتي تبدأ يوم 24 من الشهر الجاري وأنه منذ الاجتماع الوزاري ستبدأ الدول المتبنية لشغل الخطيب مقعد الأسد في تهيئة الأجواء وتحركات لتنفيذ هذا السيناريو.

المسؤول العربي، أشار إلى أن قرار مجلس وزراء الخارجية العرب الذي عقد في القاهرة، كان هو التمهيد لشغل الخطيب مقعد الأسد في القمة، وقال إنه بعد مشاركة الخطيب سيتم شغل المعارضة للسفارات السورية في الدول العربية ولكن ذلك سيرجع إلى سيادة كل دولة ولن يفرض أي قرار على أي دولة أن تسلم سفارتها إلى المعارضة، متوقعا أن تنفذ 5 دول قرار تسليم السفارات إلى المعارضة، وهي: قطر والسعودية ومصر والسودان وتونس وهناك دول لن تلتزم بهذا القرار وهي العراق ولبنان والجزائر ودول لن تهتم لا بالتأييد ولا بالرفض، مثل سلطنة عمان والصومال والمغرب والأردن والأردن وجزر القمر وجيبوتي وموريتانيا.

في هذه الاثناء، يرى المعارض السوري اليساري ياسين الحاج صالح ان الثورة في بلاده تمكنت من اسقاط النظام في عيون السوريين، وهو يبين خلال حوار مع صحيفة الرأي الكويتية اسباب تلكأ الدول الغربية في التعامل مع هذا الملف، ويقول: بموقعها وإقليمها وتكوين مجتمعها والآثار المحتملة للتغير السياسي فيها، تشكل سورية عالماً مصغراً، تلتقي فيه مخاوف الدول جميعها. عالم اليوم ليس صديقاً للحرية وللكفاح من أجلها رغم أنه يقول العكس، وليست هناك دولة، لا من laquo;أصدقاء الشعب السوريraquo; المزعومين ولا من أعدائه لا ترتعش من التفكير في أن شيئاً كهذا يمكن أن يحصل لديها ومن محكوميها.

وضاف صالح: quot;اتنفر القوى الغربية من النظام (السوري الحالي)، وتخاصم تحالفاته الإقليمية، لكنها تخشى على laquo;الاستقرار في المنطقةraquo;، وكان من أولوياتها دائماً اعتبار دخول الجمهور العام في السياسة مصدراً للفوضى الخلاقة. ثم إنها تخاف من الإسلاميين أو من أي قوى وطنية استقلالية. وتشغل إسرائيل موقعاً مركزياً في حساباتها السورية، ومصلحة إسرائيل هي استمرار الاستعصاء ما دام لا أمل في عودة النظام الأسدي.
في النتيجة يبدو لي أن الحصيلة العملية لسياسة القوى الغربية تتجه نحو تفضيل أن ينهزم الطرفان في سوريا، النظام والثورة، أو أن تترقب اللحظة التي توفر لتدخلها المتأخر مردوداً عظمياً.
وتابع: quot;أما روسيا فهي تقف بثبات إلى جانب النظام ومستمرة في توريد الأسلحة laquo;الدفاعيةraquo; له، أي التي تفيد في قتْل السوريين. والصين شريكة في الدعم السياسي. والأساس في مواقف الدولتين هو الشراكة في معسكر الاستبداد، والتطلع إلى إشغال موقع نخبوي منافس في العالم. الجمود آتٍ من داعمي النظام الأقوياء القلب في دعمه، فيما أصدقاء الشعب السوري فاترون في مساندته. لكن يبدو أن هذا الوضع آخذ في التغير.
وحول تقيمه لاداء حركة الاخوان المسلمين وهل يراها بالفعل قادرة على تطبيق الوثيقة التي أصدرتها والتي تنادي بالدولة المدنية في حال رحل النظام، قال صالح:لست على اطلاع على دواخل الأمور. لكن من موقع الخصومة لفكر الإخوان المسلمين ونموذجهم، أخشى من ضعفهم لا من قوتهم. من حيث التكوين، الإخوان قوة laquo;وسطيةraquo; مبدئياً بين الإسلاميين السوريين. يتميزون عن المجموعات السلفية الجهادية، ويمكن أن يكونوا قوة اعتدال وسط الجمهور الإسلامي السني العام، ولدى كثير من أوساطه.
وقال المعارض السوري: لكن يبدو لي أن الإخوان أضعف من أن يقوموا بهذا الدور، وأن مزيج الضعف والاستبعاد المديد سيدفعهم بالأحرى إلى لعب لعبة التطرف، وليس الاعتدال والعقلنة، خصوصاً أنهم سيقعون تحت ضغط قواعدهم الاجتماعية من جهة، والموجة السلفية الشعبية الصاعدة من جهة ثانية، لاتخاذ مواقف أكثر تشددا وصلابة. الوثائق لا تشكل حاجزا يُعتمد عليه في مواجهة تقلبات عنيفة وضغوط قوية.
ومضى قائلاً: لمعضلة التي قد نجد أنفسنا أمامها في وقت قريب تتمثل في أن من شأن قيام الإخوان بدور اعتدالي وعقلاني عام أن يمنحهم موقعاً سياسياً مميزاً، فيما من شأن عجزهم المرجح عن القيام بهذا الدور أن يترك المجتمع السوري تحت رحمة التطرف والمتطرفين.
واختتم حديثه: عموماً أرجح أن مركز ثقل الحياة السياسية السورية سيتحول باتجاه إسلامي، على نحو ما نرى في مصر وتونس. وسيكون وجود إسلاميين أكثر اعتدالاً حاجة وطنية عامة. وبعد مرحلة أولى يرتفع فيها صوت التطرف بفعل تطرف أوضاع البلد في قسوتها، ربما تعتدل الأمور ويرتفع الطلب الاجتماعي على الاعتدال والمعتدلين.