عندما يصل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إسرائيل يوم الأربعاء، سيكون بانتظاره عدد من الإسرائيليين المضربين عن الطعام دعماً لجوناثان جايبولارد، الأميركي الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في ولاية كارولينا الشمالية بتهمة التجسس لحساب إسرائيل.


الدعوة إلى الإفراج عن بولارد لن تعتمد على الاحتجاجات اليمينية الحادة، التي واجهت عدداً من المسؤولين الأميركيين. بدلاً من ذلك، ستأتي من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، وبعض من الشخصيات العامة الأكثر احتراماً في البلاد: مثل العلماء الحائزين جائزة نوبل والجنرالات المتقاعدين، إلى الكتاب المحتفى بهم والمثقفين الذين وقعوا، جنبا إلى جنب مع أكثر من 175.000 مواطن آخر، على وثيقة التماس عفو على الانترنت للإفراج عن بولارد.

قضية إنسانية
بعد سنوات من اعتبارها قضية هامشية إلى حد ما ومثيرة للانقسام، أصبحت قضية الإفراج عن بولارد حملة عامة وسائدة في إسرائيل، تسلط الضوء على واحدة من الحلقات المؤلمة الأكثر إضراراً في تاريخ العلاقات الأميركية الإسرائيلية، والسعي إلى إعادة صياغتها على أنها قضية إنسانية تحتاج حلًا.

من أجل هذا، يتم حشد الجهود والزخم من قبل الكثير من الإسرائيليين، الذين يعتبرون زيارة أوباما فرصة مثالية لبادرة حسن نية.
quot;سوف ألخص الأمر في كلمة واحدة: كفىquot;، قال أمنون روبنشتاين، وهو أستاذ القانون في مركز هرتسليا المتعدد الاختصاصات في إسرائيل، والوزير السابق للتعليم، مشيراً إلى أن quot;إبقاء بولارد في السجن أمر غير إنسانيquot;.

العامل الرئيس وراء المطالبة بالإفراج عن بولارد (58 عاماً) هو أنه مريض، وقد مضى على احتجازه 28 عاماً، الأمر الذي يعتبره الدعاة من أجل إطلاق سراحه quot;سابقة لا مثيل لهاquot; في تاريخ الأميركيين المدانين بالتجسس على الحليف.

مستوى جديد من الاحترام
ثمة عامل آخر هو عدد متزايد من المسؤولين السابقين في الولايات المتحدة، الذين طالبوا بالعفو في السنوات الأخيرة، من بينهم اثنان من وزراء سابقين للدولة، جورج شولتز وهنري كيسنجر، والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، جيمس وولسي.

وقال وولسي، الذي لديه معرفة مباشرة بقضية بولارد وعارض بشدة الإفراج عن بولارد خلال فترة ولايته في وكالة الاستخبارات المركزية، لراديو الجيش الإسرائيلي، في الأسبوع الماضي، إن ثلاثة جواسيس لدول صديقة أخرى حوكموا وأدينوا في الولايات المتحدة، وحكم عليه بالسجن لأقل من خمس سنوات.

هذه الأصوات أعطت لدعاة الإفراج عن بولارد مستوى جديد من الاحترام، وسمحت للمزيد من الإسرائيليين بالحديث عن هذه القضية.

عاموس يادلين، المدير السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، الذي يدير الآن معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، ظهر أخيراً على شاشة التلفزيون الإسرائيلي ليوجّه نداء من أجل الإفراج عن بولارد.

تحديات أخرى غير عادية
quot;العفو عن بولارد، نظراً إلى حالته الصحية، هي قضية إنسانية يجب أن نتوصل إلى حلها من أجل أن نركز اهتمامنا على التحديات غير العادية التي نواجهها (إسرائيل والولايات المتحدة) في عام 2013quot;، قال يادلين.

يائير لابيد، الوسطي الجديد في السياسة الإسرائيلية، وقع أيضا على العريضة، كما فعل جلعاد شاليط، الجندي السابق الذي كان يحتجزه نشطاء حماس منذ خمس سنوات. ويشار إلى أنه بعدما رفضت إسرائيل الاعتراف ببولارد على أنه quot;أسير صهيونيquot; في عام 2005، وصفت زوجته إستير، موقف الحكومة quot;بالتافه واللئيمquot;.

أما الآن، تتخذ السيدة بولارد نهجاً أكثر رسمية، فقد رافقت لورانس كورب، الذي كان مساعد وزير الدفاع في إدارة ريغان ويدفع الآن للعفو عن بولارد، لعقد لقاءات مع القادة الإسرائيليين في السنوات الأخيرة. وفي الأسبوع الماضي على التلفزيون الاسرائيلي، قالت السيدة بولارد إنها وزوجها يشعران quot;بالندم والحزن العميق على ما حدثquot;، ويطلبان الرحمة من أوباما.

بولارد، وهو عضو سابق في المخابرات البحرية الأميركية، بدأ بالتجسس لمصلحة إسرائيل بعدما اقترب من ضابط إسرائيلي في عام 1984. وعندما كشف غطاؤه بعد 18 شهراً، لجأ إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن، حيث تم رفض دخوله، فأقرّ بأنه مذنب وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

أعداء إسرائيل العرب
تفاصيل كثيرة في هذه القضية لا تزال سرّية، لكن وثائق رفعت عنها السرية أخيرًاً من وكالة الاستخبارات الأميركية تعود إلى العام 1987 تشير إلى أن تعليمات بولارد كانت في المقام الأول تزويد إسرائيل بالاستخبارات الأميركية عن أعداء إسرائيل من العرب والدعم العسكري، الذي تلقوه من الاتحاد السوفياتي، بما في ذلك معلومات عن المواد الكيميائية والبيولوجية العربية.

هذه المعلومات يستخدمها أنصار بولارد كدليل على أنه لم يُطلب منه التجسس على الولايات المتحدة في حد ذاتها. في الماضي، دفع نتانياهو لإطلاق سراح بولارد لتحقيق التوازن بين التنازلات والضغط عندما طلب منه استئناف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط.

لكنه سالاي ميريدور سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة في الفترة من 2006 إلى 2009، قال إن quot;نواة قويةquot; داخل مؤسسة الدفاع في الولايات المتحدة عارضت بشدة الإفراج عن بولارد.

الآن، يعلق أنصار بولارد آمالهم على بيريز، الذي يحظى بالاحترام على نطاق واسع في الخارج وتعهد بمناقشة هذه المسألة مع أوباما. quot;رسالتنا هي الإنسان ونحن نتحدث من منطلق الصداقة مع الولايات المتحدو. لذلك من الأفضل من بيريز للاهتمام بهذه المسألة؟quot;، قال آدي غينسبيرغ، المتحدث باسم حملة للافراج عن بولارد.

مع ذلك، لم يكن هناك أي دليل على تحول وشيك من قبل الولايات المتحدة، ففي مقابلة يوم الخميس على القناة الإسرائيلية 2، قال أوباما إن بولارد قد quot;ارتكب جريمة خطرة للغاية، ويجب أن يقضي فترة حكمهquot;، مشيراً إلى أنه متعاطف مع الإسرائيليين لكنه لا ينوي quot;الإفراج عن جوناثان بولارد على الفورquot;.