أكد قادة عراقيون سنة انهم سيقاومون قرار الحكومة العراقية بتأجيل انتخابات محافظتي الانبار ونينوى بكل الوسائل السياسية والقانونية والشعبية، واعتبروا أن التأجيل فاقد لشرعيته القانونية، بينما قال امير عشائر الدليم إن محافظة الانبار ستجري انتخاباتها في موعدها المقرر في20 من الشهر المقبل بطريقتها الخاصة.. فيما قالت وزارة الداخلية إن الارهاب استغل اجواء الاحتجاجات والاعتصامات والتحريض الطائفي ونفذ تفجيراته اليوم والتي أدت الى مقتل واصابة 250 شخصًا.
وأكدت قائمة quot;متحدونquot;، التي تضم معظم القادة السياسيين السنة في محافظتي الانبار ونينوى ويترأسها رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، رفضها قرار الحكومة اليوم تأجيل الانتخابات في المحافظتين لأنه quot;يهدف الى تكريس منهج الظلم واستمرار سياسات الإقصاءquot;. واضافت القائمة في بيان صحافي ارسلت نسخة منه إلى quot;إيلافquot; أن قراراً بهذه الأهمية ينبغي أن يجري بالتشاور مع جميع القيادات السياسية quot;لا أن ينفرد به طرف (مهووس) برغبة الاستمرار في السلطة رغم الرفض الشعبي المتصاعد له quot;، في اشارة الى رئيس الوزراء نوري المالكي.
وتضم قائمة متحدون التي يتزعمها النجيفي كلاً من: تجمع عراقيون الوطني و التجمع المدني للإصلاح (عمل) وتجمع المستقبل الوطني ومؤتمر صحوة العراق وحركة حماة العراق (حق) وحركة السلم والتنمية (حسم) والجبهة التركمانية العراقية وتجمع الحدباء الوطني الموحد و تجمع صلاح الدين للتنمية وديالى لأهلها.
واضافت القائمة أن مجلس الوزراء بوضعه الحالي وفي ظل مقاطعة العراقية والتحالف الكردستاني ثم التيار الصدري لجلساته يفتقد المشروعية كما أن قانون مجالس المحافظات يؤكد أن أي قرار مثل هذا ينبغي أن يتم بالتشاور مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وهو ما يجعل التأجيل فاقدًا للأساس القانوني . وقالت إنه quot;من جديد نفاجأ بقرار يهدف الى تكريس منهج الظلم واستمرار سياسات الإقصاء من خلال قرار تأجيل انتخابات مجالس المحافظات ونحن نعلن رفضنا لهذا القرار جملة وتفصيلاً ونعتبره فاقدًا للشرعيةquot;. واعتبرتأن قرار التأجيل استهداف جديد لها ولجمهورها، مشددة على أنها ستقاومه بكل الوسائل السياسية والقانونية والشعبية .
وقالت القائمة إن مجلس الوزراء بوضعه الحالي وفي ظل مقاطعة العراقية والتحالف الكردستاني لجلساته يفتقد الى المشروعية، كما أن مثل هذا القرار ينبغي التشاور مع المفوضية العليا للانتخابات قبل اتخاذه، الامر الذي يجعله فاقدًا للأساس القانوني.
وأشارت إلى أن قرار التأجيل يهدف إلى استمرار منهج الظلم والإقصاء والفساد دون تغيير ويفقد المواطنين ما تبقى من إيمانهم بالديمقراطية والعملية السياسية، حيث أن أصحاب أجندة التأجيل يرومون الانقضاض على السلطة واستهداف الشركاء وعسكرة المجتمع، quot;وهو ما سنقف في مواجهته بشدة مستعينين بكل الشركاء المخلصينquot;. واضافت أن تبرير التأجيل بتدهور الوضع الأمني لا يصمد أمام الوقائع وكان من باب أولى محاسبة المقصرين بهذا التدهور وهم أنفسهم دعاة التأجيل لا اتخاذ قرارات مجحفة للتستر على ضعف أدائهم.
وشددت على أن الاستهداف السياسي من وراء القرار يتضح بأعلى صوره لأنه انصرف الى محافظات المعتصمين والمتظاهرين، فيما تجري العمليات الارهابية في بغداد.
ومن جهته، أعلن امير عشائر الدليم علي حاتم السليمان رفض أهالي محافظة الأنبار قرار مجلس الوزراء بتأجيل الانتخابات في المحافظة، فيما أكد أن الأنبار quot;خارج صلاحيات الحكومةquot; وأن quot;الانتخابات ستقام بموعدهاquot;، وجه رسالة شديدة اللهجة الى رئيس البرلمان ودعاه إلى الاستقالةquot;.
وقال السليمان إن quot;الانتخابات ستقام في موعدها في محافظة الانبار ولن تؤجل أو تلغىquot;، عادًا أن quot;الأنبار أصبحت خارج صلاحيات الحكومة الاتحادية وهي غير ملزمة بقراراتهاquot;، وأضاف أن quot;قرار حكومة بغداد لا يهمنا لا يعنينا من قريب أو من بعيد، ونحن لسنا مرتبطين ببغداد لأن أهالي الأنبار لا يعترفون بالحكومةquot;، كما نقلت عنه وكالة quot;المدى بريسquot;.
وعد أمير الدليم قرار تأجيل الانتخابات بأنه quot;بمثابة انتحار للحكومةquot; مشيرًا إلى أن quot;المالكي متخوف من إجراء الانتخابات تحسبًا من قدوم من مجلس محافظة قوي يوقف كل مخططات حكومتهquot; مؤكدًا quot;سنعمل على طرد أعضاء مجلس محافظة الأنبار وتجميد الموازنة المالية للمحافظة إلى حين إجراء الانتخابات في 20 نيسان المقبلquot;.
وشدد بالقول quot;نحن سندير الانتخابات وفق طريقتنا وهذه محافظتنا ولن يديرها المالكي ولن نسمح لأي حزب تابع لرئيس الوزراء أو موالٍ للخارج في إدارة الأنبارquot;. وتساءل عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء قرار التأجيل مبينًا أن quot;الأوضاع الأمنية في عام 2005 بمحافظة الأنبار كانت غير مستقرة حيث كانت تنشط جماعات القاعدة والقتل والتفجيرات لكن الانتخابات أقيمت في حينهاquot;. واستدرك قائلاً quot;اليوم ونحن نعيش وضعاً امنيًا مستقرًا في الأنبار بنسبة 90% يتم تأجيل الانتخاباتquot;، واضافquot;اعتقد أن القرار سياسي وليس امنيًاquot;.
وجاء الاعلان عن تأجيل انتخابات محافظتي نينوى والانبار اليوم اثر اجتماع للحكومة برئاسة رئيسها نوري المالكي وغاب عنه وزراء القائمة العراقية والتحالف الكردستاني الذين يقاطعون جلساتها لخلافات مع رئيسها وتضامنًا مع المحتجين في محافظات غربية وشمالية منذ ثلاثة اشهر.
بغداد: الارهاب استغل الاعتصامات والتحريض الطائفي ونفذ تفجيراته اليوم
قالت السلطات العراقية إن الارهاب استغل اجواء الاحتجاجات والاعتصامات والتحريض الطائفي التي تشهدها البلاد حاليًا ونفذ تفجيراته اليوم، والتي ادت الى مقتل واصابة 250 شخصاً.
واعتبرت وزارة الداخلية العراقية أن الارهاب استغل الازمة السياسية واستفاد من اجواء الاعتصامات والتحريض السياسي والطائفي والإعلامي المتواصل لينفذ هجماته اليوم، واشارت الى أن الارهاب زاد من عملياته وأنشطته الاجرامية في الايام الاخيرة محاولاً الإيحاء بأنه يدافع عن مكون من مكونات الشعب العراقي ويثأر لمن يدعي الدفاع عنهم سواء باستهدافه لوزارة العدل أو لمناطق متفرقة من بغداد وباقي مناطق البلاد، مستغلاً الازمة السياسية ومستفيداً من اجواء المناكفة والاعتصامات والتحريض السياسي والطائفي والاعلامي المتواصل.
وشددت الوزارة في بيان صحافي تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه أنها quot;لن تحيد عن مسؤوليتها وواجباتها في مكافحة الارهاب والتصدي لعدوانه ودمويتهquot;. وقالت إن quot;جهود الاجهزة الامنية المتواصلة قد احبطت العديد من هجمات الارهابيين رغم تمكنهم من تحقيق خروق امنية متعددة معلومة الاسبابquot;.
وشددت الوزارة على أن quot;المعركة ضد الارهاب في العراق ستتواصل مادام هناك فكر ظلامي دموي تكفيري يستهدف السلم الاهلي والوئام الاجتماعي، ومادام هناك وجود لعقول برعت في القتل والتدمير وهي شيمة التنظيمات المتطرفة والدمويةquot;.
واضافت أن الارهاب اراد ترويع المواطنين وإضعاف ثقتهم بالحكومة والأجهزة الامنية، كما اراد الإيحاء الى مناصريه والمتعاطفين معه والمتأثرين بحربه النفسية والدعائية بأن العراق دولة غير آمنة ولا تصلح لعقد المؤتمرات والمهرجانات واللقاءات ذات الطابع الاقليمي والدولي وهو بيئة غير صالحة للاستثمار.
وقالت: quot;مثلما فشل الارهاب في هذه الاستراتيجية يوم كان يملأ الشوارع بجثث الابرياء فإن الحكومة واجهزتها الامنية تؤكد أنها ستفشل خطط الارهاب الجديدة بتعاون العراقيين ممن يحبون وطنهم ويأملون بمستقبل افضل لأبنائهمquot;.
وتوعدت الداخلية العراقية الارهابيين قائلة إن quot;الجميع في خندق واحد في مواجهة الارهاب الذي لن ولن ينجح في كسر ارادة الحياة لدى العراقيين الذين يتحدون افعاله بمزيد من الاصرار على الاستمرار في حياتهم العادية وإقامة المؤتمرات والاحتفالات والمهرجانات والأنشطة الثقافية والرياضية والتواجد في الاسواق والشوارع والمساجد ومواصلة البناء والأعمار والاستثمار رغم كل الصعوبات والمعوقاتquot;.
وقد ارتفع عدد قتلى سلسلة من التفجيرات في أحياء شيعية في شتى أنحاء بغداد وجنوبها اليوم الثلاثاء إلى 52 قتيلاً و200 جريح على الأقل في الذكرى العاشرة لغزو العراق بقيادة الولايات المتحدة، حيث صعّدت جماعة دولة العراق الاسلامية التابعة لتنظيم القاعدة من هجماتها على أهداف شيعية هذا العام في محاولة لإثارة توترات طائفية .
التعليقات