ينتظر اللبنانيون ما ستكشفه الأيام القادمة عن الاتفاق الذي نتج عن الاجتماعات اللبنانية في روما. لكن وحسب مصادر مقرّبة من رئيس الحكومة تحدثت لـ quot;إيلافquot; يبدو أنّ الاتفاق ما هو إلا عبارة عن أفكار تسعى الى إيجاد توافق حول مصير الانتخابات.


بيروت: انشغل الرأي اللبناني بما أشيع عن اتفاق يتضمن خارطة طريق للخروج من الأزمة الراهنة بين رئيس الحكومة نجيب وميقاتي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال تواجدهم في روما لتهنئة البابا فرانسيس.

لكنّ اللبنانيين الحائرين بين أمن هشٍ يخرق كل يوم، وبين وضع اقتصادي أكثر هشاشة، قد يتلقون صدمة إذا ما فشلت هذه الخطة كما سابقاتها، لا سيما أن المعلومات المتوافرة من روما لا تشير إلى إتفاق متكامل إنما مجموعة أفكار اتفق الأقطاب الثلاثة عليها وسيعملون على وضعها في التنفيذ.

ورقة تفاهم

مصادر مقرّبة من رئيس الحكومة أخبرت quot;إيلافquot; أن ما توصل إليه ميقاتي وبري والراعي في اجتماعين عقدا في روما هو عبارة عن أفكار وضعت في مسودة من ورقتين، ترتكز على السعي إلى توافق على حل وسط باعتماد قانون مختلط يدمج بين النظامين النسبي والأكثري.

وفي حين تستبعد المسودة إعتماد قانون الستين، فإن تضمينها إقتراح السعي إلى توافق على قانون مختلط يطيح كلياً بمشروع اللقاء الأرثوذكسي، الذي يقضي بأن تنتخب كل طائفة نوابها.

ولفتت المصادر إلى أن ورقة التفاهم لم تتضمن أي إشارة إلى تأجيل الإنتخابات أو التمديد للبرلمان الحالي، أما توزيع النسب في القانون العتيد فترك ليكون موضع اتفاق بين القادة في لبنان، مع طرح فكرة تعطي 54 في المئة من المقاعد للانتخاب على الأساس الأكثري و46 في المئة على الأساس النسبي، لكن هذا الطرح يبقى مرهوناً بموافقة القادة المسيحيين عليه.

وأفادت المصادر بأن هذا يعطي أرجحية للعودة إلى القانون الذي سبق أن طرحه بري باعتماد المناصفة بين الأكثري والنسبي، مقابل مشاريع طرحها أطراف آخرون.

ووفق مصادر ميقاتي، فإن ورقة التفاهم يمكن أن ترجّح جعل المحافظة دائرة انتخابية بعد إعادة النظر في التقسيمات الإدارية، مع مراعاة إمكان إجراء الانتخابات بالتلازم مع انتخاب مجلس شيوخ طائفي يحقق المناصفة بين المسيحيين والمسلمين.

مهمة الراعي

وإن ما جرى في روما من توافق على الخطوط العريضةإيجابي في ظاهره إلا أن وضعه حيّز التنفيذ يبقى رهناً بموافقة الفرقاء السياسيين لا سيما المسيحيين منهم، وهي غاية ليس من السهل إدراكها.

وستكون هذه المهمة ملقاة على عاتق البطريرك الراعي الذي سيبادر عند وصوله بيروت إلى دعوة الاقطاب المسيحيين في بكركي لإطلاعهم على نقاط ورقة التفاهم.

حكومة جديدة

ولفتت مصادر مقربة من بري في تصريحلـ quot;إيلافquot; إلى أن ورقة التفاهم شملت أيضاً تشكيل حكومة جديدة تكون حيادية ومهمتها الإشراف على الإنتخابات. ولفتت إلى أن المجتمعين توصلوا إلى سلة متكاملة لا تتضمن مشروع قانون إنتخابي بتفاصيله، مشددة على أن بنود الورقة قابلة للنقاش، وأملت في فتح ثغرة في المشهد الداخلي المأزوم ولاسيما في ما خص مصير الإنتخابات.