أكد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني استعداد الاقليم الذي يحتضن قواعد لحزب العمال الكردستاني لمساعدة الأطراف الكردية على إنجاز الحل السياسي للقضية الكردية في تركيا.. بينما دعا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر لان يكون اغتيال رئيس اتحاد علماء بلاد الشام محمد سعيد البوطي في دمشق بداية للسلام في سوريا.


لندن: رحب رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بمبادرة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان باعلان وقف اطلاق النار مع تركيا مبديًا استعداد اقليم كردستان لمساعدة الطرفين من أجل إحلال السلام والحل السياسي للقضية الكردية في تركيا.

وأكد رئيس الاقليم في رسالة إلى الأتراك اليوم أنّ عملية السلام تحتاج إلى الالتزام بمبادئه واعتماد النفس الطويل لجميع الأطراف كما ينبغي التعامل معها كمسألة إستراتيجية وليست تكتيك سياسي مؤقت.

وأضاف قائلا quot;لقد أكدنا منذ سنوات على إن الطريق الصحيح والصائب لحل القضية الكردية هو في الطرق السياسية والديمقراطية، لأنها أساسا هي قضية سياسية ولا يمكن حلها بالوسائل والطرق العسكريةquot;. وأضاف أنّه لذلك كانت رسالة اوجلان بمناسبة عيد نوروز هذا العام محط ترحيبنا ودعمنا لأنها تضمنت دعوة لإنهاء العنف والبدء بعملية سياسية.

واشار إلى أنّ عملية السلام تحتاج إلى الالتزام بمبادئها واعتماد النفس الطويل لجميع الأطراف كما ينبغي التعامل معها كمسألة إستراتيجية وليست تكتيك سياسي مؤقت.. وقال quot; لذلك ندعو جميع الأطراف أن يعملوا بجد من أجل خطوات عملية باتجاه إحلال وترسيخ السلام والحل السياسي والسلمي للقضية الكرديةquot;.

وقال إن إقليم كردستان الذي أبدى وخلال السنوات الماضية مساعدة في عملية السلام مستعد الآن وبكل إمكانياته لمساعدة الطرفين من أجل إحلال السلام والحل السياسي للقضية الكردية في تركيا. يذكر أن النداء الذي وجهه الزعيم الكردي السجين عبد الله اوجلان امس إلى مقاتلي حزب العمال الكردستاني لالقاء السلاح منعطفا في تاريخ الأكراد الذين تعرضوا قبل 25 عاما لهجوم بالاسلحة الكيميائية ويخوض نزاعا مسلحا للحصول على استقلاله.

وأثار النداء الذي جاء ضمن رسالة تليت في ديار بكر (جنوب شرق تركيا) امالا بالتوصل إلى حل نهائي للنزاع المستمر منذ ثلاثة عقود مع تركيا واوقع عشرات الاف القتلى وغالبيتهم من الأكراد.

ومع أن هذا النداء ياتي بعد سلسلة من الخطوات الايجابية إلا أن الأكراد في العراق وتركيا وسوريا وايران لا يزالون امام تساؤلات جدية على المدى الطويل حول علاقاتهم مع الحكومات المركزية غير المتعاطفة مع قضيتهم.

وغالبية الأكراد في الشرق الاوسط والمتحدرين من اصل هندو-اوروبي من الاسلام السنة، ويتراوح عددهم بين 25 و35 مليونا وهم يختلفون في لغتهم وثقافتهم عن العرب والاتراك والفارسيين. ولذلك غالبا ما تنظر الدول الاربع التي ينتشر فيها الأكراد في المنطقة اليهم على انهم تهديد. ويعاني هؤلاء منذ زمن طويل من المضايقات والتمييز وكانوا ضحية مجازر.

وتمتع الأكراد بفترات من الحكم الذاتي في قرون سابقة ومع انه تم الاعتراف بحقهم في دولة مستقلة في المعاهدات بعد الحرب العالمية الاولى، الا ان هذه التعهدات لم تنفذ ابدا.

وحتى عام 2002، كانت تركيا تحظر استخدام اللغة الكردية كما لم يكن من المسموح استعمال كلمة quot;كرديquot; في الخطابات الرسمية، بينما شن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حملة دامية دمر فيها قرى وبلدات بالكامل. واسوا تلك الحملات كان في العام 1988 عندما شارفت الحرب بين العراق وايران على النهاية وقامت مقاتلات عراقية بقصف مدينة حلبجة مما ادى إلى مقتل قرابة 5 الاف شخص في ما يعتبر اسوا هجوم بالغاز ضد مدنيين.

وقد زاد نداء اوجلان من احتمال التوصل إلى سلام دائم في تركيا التي تشهد نزاعا طويل الامد بين قوات الامن ومقاتلي حزب العمال الكردستاني. لكن التقدم الذي تم تحقيقه في ايران كان محدودا فقد شهد اقليم كردستان (غرب) مواجهات دامية بين قوات الامن الايرانية ومجموعة بيجاك الكردية المتمردة والناشطة انطلاقا من قواعد خلفية في العراق.

الصدر يدعو لان يكون اغتيال البوطي بداية سلام في سوريا

من جانبه، دعا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر لان يكون اغتيال رئيس اتحاد علماء بلاد الشام محمد سعيد البوطي في دمشق بداية للسلام في سوريا. وقال الصدر في بيان اليوم حصلت quot;إيلافquot; على نصه إن quot;الأيادي الأثيمة الظالمة امتدت لتغتال بل تستهدف رمزا آخر من رموز الاعتدال بل من سادة السلام والإسلام ومن دعاة الوحدة ومن محاربي الطائفية وأعداء التشدد وهو الشيخ محمد سعيد البوطيquot;، مستنكراquot;عملية قتلهquot;.

وأضاف أن quot;سوريا باتت أسيرة العنف والتشدد من هنا وهناك وصارت دماء الأحبة تسيل فيها حتى طالت الرموز والعلماء لاسيما أصحاب القلم والعلم والاعتدال والاجتهاد والجهاد وعلى رأسهم الشهيد البوطيquot;... متسائلا بالقول quot;أفلا يكفيكم لتعيش سوريا الأمن والأمان ويقف نزيف الدم المحرم فيهاquot;.

وطالب الصدر جميع الأطراف في سوريا إلى أن quot;يكون دم البوطي وكل الدماء الطاهرة التي تسيل على الأرض المقدسة في سوريا بداية سلام وكفى للجميع حمل السلاح للتقاتلquot;. واليوم أعلن وزير الصحة السوري سعد النايف ارتفاع حصيلة القتلى في الانفجار الذي استهدف مسجد الايمان في حي المزرعة بشمال العاصمة إلى 49 شخصا بينما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الحصيلة بلغت 52 قتيلا.

وأعلنت السلطات السورية الحداد يوم السبت على البوطي وضحايا التفجير بينما دان الرئيس بشار الأسد اغتيال رجل الدين السني البارز المؤيد له وقال في بيان quot;اعزي نفسي واعزي الشعب السوري باستشهاد العلامة الدكتور الأستاذ محمد سعيد رمضان البوطي تلك القامة الكبيرة من قامات سوريا والعالم الاسلامي قاطبةquot;.

وفي نيويورك دان مجلس الامن الدولي الاعتداء الانتحاري من دون توجيه الاتهام إلى اي جهة وقال في بيان ان quot;مجلس الامن يدين بأقسى العبارات الهجوم الارهابي في احد مساجد دمشقquot;. وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية احمد معاذ الخطيب دان اغتيال البوطي واصفا الاعتداء بانه quot;جريمة بكل المقاييسquot;.

وولد البوطي فيعام 1929 وهو ينتمي إلى قبيلة كبيرة ذات اصول كردية، ومعروف في سوريا كون خطبة الجمعة التي كان يدلي بها كانت تنقل كل اسبوع عبر التلفزيون الرسمي وكان من المدافعين عن نظام الاسد ومن اشد منتقدي الحركة المسلحة ضده.