عاد التوتر ليسود طرابلس بعد أن أعلن نجيب ميقاتي عن استقالته مساء الجمعة حيث استؤنفت الاشتباكات الجارية منذ عدة أيام وذلك بعدتهدئة قصيرة شهدتها المدينة. وأعلنت مصادر أمنية أن المعركة في شمال لبنان قد تصبح مفتوحة.


بيروت: استؤنفت في طرابلس شمال لبنان الاشتباكات الجارية منذ يوم الخميس، بين مسلحين من منطقتي باب التبانة وجبل محسن، بعد الإعلان عن استقالة الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي. وذكرت وسائل الإعلام اللبنانية أن عشرات المسلحين تجمعوا أمام منزل المدير العام لقوى الامن الداخلي أشرف ريفي وعمدوا إلى إطلاق رصاص كثيف تضامناً معه بعد إعلان الرئيس نجيب ميقاتي استقالة الحكومة.

وأشارت مصادر لبنانية إلى أن وتيرة المعارك اشتدت إثر الإعلان عن استقالة ميقاتي، وذلك بعد تهدئة قصيرة شهدتها المدينة قبل ذلك. وبقيت المواجهات وعمليات القنص مستمرة حتى ساعات الفجر الأولى اليوم السبت. وترافق ذلك مع عمليات دهم نفّذها عناصر الجيش لتوقيف مطلقي النار.

وأعلنت مصادر أمنية امس أن quot;المعركة يمكن أن تصبح مفتوحة، وبعد أن ارتفع عدد القتلى، يبدو أن العودة إلى الوراء بات أمراً معقداً، خصوصاً أن الاستقالة تأتي في وقت من المفترض أن تلعب فيه الحكومة دوراً حاسماً في تهدئة الجبهة المندلعة في شمال لبنانquot;.

وأكدت مصادر مطلعة لـ quot;الحياةquot; أن quot;الأمور متوترة للغاية والتصعيد سيد الموقفquot;. وأوضح أحد السكان أن مناطق الاشتباك في أحياء باب التبانة وجبل محسن ومحيطهما في القبة و المنكوبين والملولة، تشهد جميعها حركة نزوح، بعد تأكيدات أن المعركة محتدمةquot;.

يذكر أن وقفًا لإطلاق النار كان قد أعلن قبيل استقالة الحكومة اللبنانية إذ أعلن رئيس quot;الحزب العربي الديمقراطيquot; رفعت عيد وقف إطلاق النار صباح يوم الجمعة من جانب واحد وترك الأمور للجيش لضبط الوضع. كما قال المسؤول الإعلامي للحزب إن القرار quot;جاء بعد اتصالات مع الجيش اللبناني، بوقف إطلاق النار وعدم الرد على مصادر النيران، وترك الأمور للجيش اللبناني للقيام بمسؤولياته وواجبه بحفظ الأمن وإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقةquot;.

وعلى الأثر، أعلن quot;تجمع العلماء والقوى الإسلاميةquot; في التبانة والقبة بعد اجتماعه في دائرة أوقاف طرابلس التزام وقف إطلاق النار. وكانت السلطات اللبنانية أعلنت أن حصيلة الاشتباكات وصلت الى 6 قتلى وإصابة 46 آخرين بجراح.

وتشهد مدينة طرابلس، مسقط رأس ميقاتي، في شمال لبنان اعنف هذه التوترات، وآخرها في اليومين الماضيين حين قتل ستة اشخاص بينهم جندي في الجيش اللبناني.

وشهدت المدينة منذ بدء النزاع السوري قبل عامين، سلسلة من جولات العنف بين العلويين المؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، والسنة المتعاطفين مع المعارضين له، ادت الى سقوط العديد من القتلى والجرحى.

واندلعت آخر هذه الجولات في كانون الاول (ديسمبر) الماضي على خلفية مقتل مسلحين إسلاميين من المدينة كانوا ضمن مجموعة مسلحة عبرت الحدود الشمالية الى سوريا لتقاتل الى جانب مسلحي المعارضة.