يؤكد قرار عربي في القمة المنعقدة في الدوحة على حق كل دولة عربية بتسليح المعارضة السورية وعلى منح الائتلاف الوطني جميع مقاعد سوريا في الجامعة العربية ومنظماتها حتى تنظيم انتخابات.


الدوحة: اختتمت القمة العربية الرابعة والعشرون ليل الثلاثاء في الدوحة بتأكيد حق الدول الاعضاء بتسليح المعارضة السورية، ومنح مقاعد دمشق في الجامعة العربية وجميع المنظمات التابعة لها للائتلاف الوطني السوري المعارض.

واكد quot;اعلان الدوحةquot; الذي اختتمت به القمة التي كان يفترض ان تستمر حتى الاربعاء وانما اختصرت في يوم واحد، quot;اهمية الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي كاولوية للازمة السورية مع التاكيد على الحق لكل دولة وفق رغبتها تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحرquot;.

ورحب الاعلان والقرار العربي الخاص بسوريا الذي نشرته وكالة فرانس برس في وقت سابق، quot;بشغل الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها الى حين اجراء انتخابات تفضي الى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة فى سورياquot;. وتقرر ان تعقد القمة المقبلة في الكويت في اذار (مارس) 2014.

وتأتي هذه القرارات العربية بعدما جلست المعارضة السورية للمرة الاولى على مقعد سوريا في قمة الدوحة، وترأس الوفد السوري رئيس الائتلاف المعارض احمد معاذ الخطيب وجلس في مقعد رئيس وفد quot;الجمهورية العربية السوريةquot;، فيما رفع quot;علم الاستقلالquot; الذي تعتمده المعارضة بدل العلم السوري.

وقد اعتبرت القمة الائتلاف quot;الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري والمحاور الاساس مع جامعة الدول العربية، وذلك تقديرا لتضحيات الشعب السوري والظروف الاستثنائية التي يمر بهاquot;. وتحفظت عن القرار الخاص بسوريا الجزائر والعراق، فيما نأى لبنان بنفسه عن القرار.

إعادة إعمار سوريا

ودعت قمة الدوحة ايضا في قراراتها الختامية الى quot;عقد مؤتمر دولي في اطار الامم المتحدة من اجل اعادة الاعمار في سوريا وتكليف المجموعة العربية في نيوريوك متابعة الموضوع مع الامم المتحدة لتحديد مكان وزمان المؤتمرquot;.

وحثت القمة quot;المنظمات الاقليمية والدولية على الاعتراف بالائتلاف الوطني ... ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوريquot; على غرار الجامعة العربية، كما دعت المنظمات الدولية لتقديم الدعم لتمكين الشعب السوري من quot;الدفاع عن نفسهquot;.

صندوق القدس

كما تبنت القمة مقترحي قطر بعقد قمة مصغرة للمصالحة الفلسطينية في القاهرة وبتاسيس صندوق عربي خاص بالقدس مع راسمال يبلغ مليار دولار. وسبق ان اعلنت قطر في افتتاح القمة تغطية ربع قيمة هذا الصندوق.

وقد اشار قرار خاص للقمة الى ان الصندوق سيعمل على quot;تمويل مشاريع وبرامج تحافظ على الهوية العربية والاسلامية للقدس الشريف وتعزيز صمود اهلها ولتمكين الاقتصاد الفلسطيني من تطوير قدرتة الذاتية وفك ارتهانه للاقتصاد الاسرائيلي ومواجهة سياسة العزل والحصارquot;. وكلف البنك الاسلامي للتنمية بادارة هذا الصندوق.

كما قررت القمة تشكيل وفد وزاري عربي برئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني وعضوية كل من الاردن والسعودية وفلسطين ومصر والمغرب والامين العام للجامعة العربية، نهاية نيسان/ابريل لاجراء مشاورات مع الادارة الاميركية حول عملية السلام.

كما وافقت القمة على انشاء المحكمة العربية لحقوق الانسان وتكليف لجنة قانونية لاعداد النظام الاساسي للمحكمة.

شخصيات معارضة تطالب بالتخلي عن مشروع الحكومة الموقتة

طالبت شخصيات سورية معارضة في رسالة بعثت بها الى القمة العربية المنعقدة الثلاثاء في الدوحة، بquot;التخلي عن مشروع الحكومةquot; الموقتة التي يعتزم الائتلاف السوري المعارض تشكيلها، وادخال اعضاء جدد من quot;التيار المدني الديموقراطيquot; الى الائتلاف ليصبح اكثر توازنا.

وجاء في نص البيان الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه quot;تتفاقم ازمة المعارضة السورية (...) في ما يجري داخل الائتلاف الوطني وما يمارسه المسيطرون عليه من تخبط وسط صراعات بين قيادات الائتلاف وسيطرة استبعادية يمارسها احد تياراته على خياراته وخطاه، وفي ظل هيمنة عربية متنوعة واقليمية فاضحة على قراره الوطنيquot;.

وطالب الموقعون على البيان وعددهم حوالى السبعين وبينهم اسماء بارزة مثل ميشيل كيلو وعمار القربي وكمال اللبواني، من اجل مواجهة هذا الوضع بquot;التخلي عن مشروع الحكومة المرحلية الذي سبب انقساما وطنيا واسعا ولقي معارضة شديدة من قيادة ومقاتلي الجيش الحرquot;.

كما طالب باستبدالها quot;باجهزة تنفيذية او بحكومة توافقيةquot; بين اعضاء المعارضة quot;تشكل على اساس وطني صرف بعد توسعةquot; الائتلاف.

ودعا المعارضون في بيانهم الذي حمل عنوان quot;من اجل سوريةquot; بquot;اعادة هيكلة الائتلاف بما يجعله متوازنا وخارج سيطرة جهة واحدة او تيار واحد، بضم 25 ممثلا للتيار المدني الديموقراطي اليه وتصحيح تمثيل المرأة داخله، من أجل تحقيق التوازن الوطني فيهquot;.

وبين الموقعين اعضاء في الائتلاف وآخرون اعلنوا اخيرا تعليق عضويتهم فيه بسبب اعتراضهم على انتخاب غسان هيتو رئيسا للحكومة الموقتة التي يفترض ان تستقر داخل سوريا. ومن الاسماء الموقعة عبد الرزاق عيد وبسام اليوسف ووليد البني وبسمة قضماني ومازن حقي وريما فليحان وفايز سارة وفهد ابراهيم باشا وغيرهم...

وقال فهد باشا لفرانس برس في اتصال عبر سكايب ان موقعي البيان هم quot;رموز من المعارضة الاحرار الذين يرون انه تمت الاساءة الى الائتلاف من بعض المكونات الحزبيةquot;. واضاف ان هؤلاء يدعون الى quot;اعادة الهيكلة بغرض توحيد صفوف المعارضة وتشكيل كيان قوي يمثل الثورة السورية بشكل صحيح ويعيد استلام مفاتيح الازمة وصناعة القرارquot;.

وشكا اعضاء في الائتلاف المعارض من ضغوط مورست عليهم من دول اقليمية في اتجاهات متناقضة خلال اجتماعهم الاخير في نهاية الاسبوع الماضي في اسطنبول. وقال معارضون محسوبون على السعودية انهم يريدون التريث في تشكيل الحكومة الموقتة، متهمين قطر والاخوان المسلمين بالضغط من اجل انتخاب هيتو.

واوضح الموقعون على البيان الثلاثاء انهم ارسلوا موقفهم الى الجامعة العربية والامم المتحدة وعدد من الدول المعنية في مجلس الامن.

عباس يرحب بمبادرة قمة عربية مصغرة للمصالحة الفلسطينية

ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء باقتراح أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لعقد قمة مصغرة خاصة بالمصالحة الفلسطينية على اساس اتفاقي القاهرة والدوحة. وقال عباس في كلمته امام القمة العربية المنعقدة في الدوحة quot;نرحب باقتراح سمو أمير دولة قطر لعقد قمة مصغرة خاصة بالمصالحة بقيادة مصر على أساس اتفاقي القاهرة والدوحةquot;.

واضاف quot;معلوم أن الاتفاق الذي عقدناه في الدوحة قبل أكثر من سنة يدعونا إلى تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين وفي نفس الوقت الذهاب إلى الانتخابات، نحن من جهتنا ملتزمون بهذا الاتفاق والذي أعقبه أيضا اتفاق القاهرة، ولذلك نرحب بمبادرة صاحب السموquot;.

ودعا عباس إلى quot;تحرك عربي إسلامي نحو الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لمنع الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ مخططاته التدميرية ضد القدسquot;، مشيدا بquot;قرار لجنة مبادرة السلام العربية بايفاد وفد عربي وزاري الشهر المقبل إلى واشنطن، لايجاد آليات ومنهجية جديدة لحل النزاع القائم (...) على نحو يؤدي الى قيام دولة فلسطين المستقلةquot;.