ناشد الرئيس السوري بشار الأسد مجموعة مكوّنة من خمس دول من القوى الناشئة يوم أمس المساعدة على إيقاف الصراع السوري، وذلك بعد يوم واحد فقط من تحرك جامعة الدول العربية لزيادة عزلة الأسد عن طريق ملء مقعد حكومته الشاغر بشكل احتفالي بالائتلاف المعارض الذي سبق أن تعهد أن يطيح به من سدة الحكم.
وفي رسالة تم توجيهها إلى قادة دول البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وهي المجموعة التي يطلق عليها مجموعة البريكس، صاغ الرئيس الأسد طلبه في صورة نداء، للحصول على مساعدة في تلك الحرب، التي يراها قائمة بين الخير والشر.
وصوَّر قوى المعارضة باعتبارها جماعات إرهابية تعتزم تدمير سوريا بمساعدة مؤامرة تشرف على تنفيذها مجموعة من الدول العربية والغربية المعادية.
مع هذا، وفي ظل ما تداولته يوم أمس وسائل الإعلام بهذا الخصوص، أشارت اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إلى أنه لا يوجد ما يدل على أن المجموعة سوف تقف إلى جوار الأسد في الصراع، الذي خلَّف أكثر من 70 ألف قتيل وشرّد الملايين.
إدانة الانتهاكات
واكتفت مجموعة البريكس في ختام قمتها، التي استضافتها يوم أمس مدينة ديربان في جنوب أفريقيا، بإصدار بيان عبّرت فيه عن بالغ قلقها بشأن تدهور الوضع الأمني والإنساني في سوريا، فيما أدانت الانتهاكات المتزايدة لحقوق الإنسان في ظل تواصل العنف.
كما أشار البيان إلى أن الدول الخمس تعتقد أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف في 30 حزيران/ يونيو الماضي برعاية الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، والذي يهدف إلى تكوين حكومة انتقالية في سوريا، يشكل أساسًا لتسوية الأزمة السورية، ويؤكد من جديد موقف المجموعة الرافض لأي عسكرة أخرى للصراع.
كما حث بيان المجموعة كل الأطراف على تيسير وتسهيل الوصول الآمن والكامل والفوري للمنظمات العاملة في المجال الإنساني بالنسبة إلى كل من هو بحاجة إلى المساعدة.
وقالت كارول بوغيرت، نائب المدير التنفيذي للعلاقات الخارجية لدى منظمة هيومان رايتس ووتش، التي كانت تراقب اجتماع البريكس، إن الحديث عن موضوع المساعدات أمر مهم، خاصة وأن روسيا والصين تضغطان على الأسد الآن بهذا الشأن.
وتابعت عبر مكالمة هاتفية مع الصحيفة بقولها إنه إذا لم يتم تفعيل ذلك الضغط خلال الفترة المقبلة، فإن خطابهم هذا عن الوضع في سوريا سيكون خطاباً ضعيفاً للغاية.
محاولة حيادية
أما البرازيل والهند وجنوب أفريقيا فحاولوا أن يكونوا محايدين، بتوجيههم النداء للأطراف المتخاصمة في الصراع بأن تسلك طريق المفاوضات من أجل الوصول إلى حل سياسي.
من جانبه، أكد قائد الائتلاف المعارض في سوريا، الشيخ معاذ الخطيب، أن ما يحدث في سوريا ما هو إلا صراع بين الحرية والعبودية وصراع بين العدل والظلم.
وأشار إلى أن الانتفاضة الحالية تمثل انعكاساً لعزيمة جميع السوريين، الذين لم يعد بوسعهم تحمل عمليات الذبح المتواصلة بحق الشعب السوري، وتعهد أن يعملوا من أجل نيل حق الاعتراف بهم على نطاق أكبر، بما في ذلك مقعد سوريا في الأمم المتحدة.
فيما انتقد نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الأفريقية والعربية، حسين أمير عبد اللهيان، ما أسماها تدابير متعجلة من جانب بعض الدول لمنح مقعد الحكومة السورية في جامعة الدول العربية لأناس غير منوطين بذلك. ومضى عبد اللهيان يؤكد في هذا السياق أن تلك الخطوة بمثابة المؤشر إلى نهاية دور جامعة الدول العربية في المنطقة.
التعليقات