أعلن الجيش المصري توقيف غطاسين بتهمة محاولة قطع كابل الانترنت البحري قبالة الاسكندرية، إلا أن الجو السائد اليوم يفرض فرضيات عدة حول الطرف الذي يصب قطع الاتصالات عن مصر في صالحه السياسي.
أشرف أبو جلالة من القاهرة: جاء إعلان الجيش المصري عن نجاحه في إلقاء القبض على ثلاثة غواصين، يشتبه في محاولتهم قطع كابل الانترنت الذي يغذي مصر والشرق الأوسط وآسيا قبالة ساحل الإسكندرية، ليصيب كثيرين من العاملين بمجال التقنية بحالة ذهول.
وقالت تقارير صحافية أميركية إن محاولة التخريب هذه غير المتطورة نسبيًا جاءت لتذكر بنقاط الضعف المادية في شبكة الاتصالات العالمية.
وإن تم التأكد من نيات هؤلاء الغواصين، فإن الحديث عن محاولة للتخريب سيكون بمثابة التطور غير المسبوق، وقد يوحي بأن هناك محاولة أكثر شرًا ترمي إلى قطع الاتصالات عن مصر والمنطقة.
وبغض النظر عن التباطؤ الذي تعرضت له خدمة الإنترنت بدءًا من القاهرة وحتى كاراتشي، بدا أن ثمة تساؤل يطرح نفسه: quot;من الذي يسعى لقطع خدمة الانترنت عن مصر؟ ولماذا؟quot;
للإجابة على هذا السؤال، رسمت صحيفة هفنغتون بوست الأميركية ثلاثة دوافع محتملة، ربما تلمح إلى هوية من يتطلع لقطع الاتصالات عن مصر.
إسكات المعارضة
أشارت هفنغتون بوست إلى أن متابع المشهد السياسي المتفجر في مصر بعد الثورة ربما يعرف بسهولة الأطراف الذين يتوقون لعزل سكان البلاد، البالغ عددهم 80 مليون نسمة، عن العالم الخارجي.
أضافت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين تأتي في المقدمة، خصوصًا في ظل تعرضها لانتقادات شديدة من كافة الأطياف السياسية، بسبب إخفاقات إدارة الرئيس محمد مرسي التي تدعمها.
وسبق أن اتهمت المعارضة الليبرالية والعلمانية حكومة مرسي في أكثر من مناسبة، خلال مدة حكمها القصيرة، بمحاولة إخماد حريات المعارضين والإعلاميين.
ثم تحدثت الصحيفة عن فرضية أخرى. وهذه المرة أشارت إلى أطراف خارجية ستستمتع بمشاهدة مصر والمنطقة وهي تتضرر من تداعيات انقطاع خدمة الإنترنت. وفي مقدمة تلك الأطراف كل من إيران وسوريا، اللذين يسعيان لإلحاق الأضرار اقتصادية بالدول العربية السنية في المنطقة، بسبب تكثيفها المساعدات المختلفة للمعارضة السورية.
تهديد وهمي
أشارت بعض التقارير إلى أن الغواصين أنكروا التهم التي وجهت إليهم، لكن منتديات الإنترنت في مصر عجت بمزاعم تتحدث عن أن الغواصين كانوا يقومون بأعمال صيانة في قاربهم عندما تم إلقاء القبض عليهم، ما يعني أن الغواصين ربما يكونون أبرياء من تهمة قطع الكابل البحري، الذي سبق أن انقطع نتيجة حركة النقل البحري، مثلما حدث من قبل في مصر، بما في ذلك تلك الواقعة التي حدثت قبل أيام.
ولفتت هفنغتون بوست في هذا الإطار إلى أن الجيش والحكومة في مصر سبق لهما أن حمّلا عناصر خارجية مسؤولية إخفاقات حصلت بالداخل على صعيد الاقتصاد والبينة التحتية، في محاولة لحشد الناس وراء تهديد وهمي تتعرض له البلاد. وحتى بعدما قطع الحكومة المصرية الاتصالات أثناء الثورة، خرج اللواء الراحل عمر سليمان ليؤكد أن قوى خارجية تلاعبت بالتظاهرات، وأن الثورة كانت مؤامرة.
واستبعدت الصحيفة أخيرًا أن يتم التوصل إلى إجابة ناجعة يبحث عنها الجميع، خصوصًا أن مصر تقع اليوم تحت تأثير مجموعة من المؤامرات ونظريات المؤامرة.
التعليقات