يغادر إلى واشنطن اليوم الأحد وفد كردي رفيع لاجراء مباحثات مع الإدارة الأميركية حول تطورات الأزمة السياسية في العراق، فيما حمّلت الأمم المتحدة بغداد مسؤولية حماية المرشحين والناخبين وتمكين الكيانات من اتمام حملاتها الانتخابية دون خوف من التهديد والترويع أو العنف،بينما أكدت الداخلية العراقية أن مهمتها الاساسية حاليًا هي إفشال المخططات الرامية الى استهداف العملية الانتخابية.


لندن: يزور وفد كردي الولايات المتحدة الأميركية لبحث الأزمة السياسية في العراق. ويضم الوفد فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم، رئيس الوفد، وآشتي هورامي وزير الثروات الطبيعية في حكومة الإقليم وفلاح مصطفى مسؤول دائرة العلاقات الخارجية لحكومة الإقليم وقباد طالباني نجل الرئيس العراقي جلال طالباني مسؤول دائرة التنسيق والمتابعة في حكومة الإقليم.

ويبحث الوفد خلال زيارته العلاقات بين الإقليم والولايات المتحدة، كما ينقل رؤية ووجهات نظر القيادة السياسية الكردستانية إلى المسؤولين الأميركيين بخصوص العديد من القضايا العراقية والاقليمية. وسيلتقي الوفد ايضا مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع، بالإضافة إلى زيارة الكونغرس ومجلس الشيوخ.

وأشارت رئاسة الاقليم إلى أنّ الوفد سيعقد العديد من الندوات والاجتماعات في مراكز الفكر والدراسات الأميركية حول جملة من القضايا والمحاور الهامة على الساحة السياسية العراقية والكردستانية وفي المنطقة عموماً.

وتأتي زيارة الوفد الكردي إلى واشنطن بعد ثلاثة ايام من وصول مبعوث للإدارة الأميركية هو مستشار وزير الخارجية الأميركي بريت ماكجورك إلى بغداد حيث قال: quot;جئت هنا إلى بغداد لمتابعة ما حصل بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى العراق اواخر الشهر الماضي وسأقوم باجتماعات مع الكثير من القادة السياسيين وسأذهب إلى اربيل وبعدها أعود إلى واشنطنquot;.

وأشار إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري أوصل خلال زيارته الأخيرة للعراق رسالة إلى الكيانات السياسية تحثهم على ضرورة التحاور في ما بينهم، وأن يقدم كل طرف مطالبه بشكل محدد وصريحquot;، موضحًا أن quot;كيري حث الأطراف على تقديم تنازلات للوصول إلى حلquot;. ودعا quot;جميع الأطراف في بغداد للجلوس على طاولة الحوارquot;، وقال: quot;كنا سعداء عندما وجدنا التطورات الاخيرة واللقاء الذي يحصل بين التحالف الوطني والكردستاني quot;.

وأشارماكجورك إلى أنّ quot;النقاط الخلافية بين الإقليم والمركز هي أربع نقاط، الاولى دفع مستحقات الشركات النفطية وهذا الامر ترك ضمن الموازنة وايضًا مرتبط بقانون النفط والغاز الذي لم يشرع، والثانية المادة 140 المناطق المتنازع عليها، والثالثة قوات دجلة وتوزيع هذه القوات، وهذا الامر موضع خلاف، والرابعة مرتبات عناصر قوات البيشمركة الكردية وهل تدفع من الحكومة المركزية أو الجانب الكرديquot;.

ويوم الخميس الماضي أعلن وفد التحالف الشيعي إثر مباحثات في أربيل مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في محاولة لاقناع التحالف الكردستاني بانهاء مقاطعة وزرائه ونوابه لاجتماعات مجلسي الوزراء والنواب عن إتفاق جرى على تشكيل لجنة مشتركة من الطرفين تفتح ملفات الخلاف الشائكة جميعها على أن يسبق ذلك وضع أسس ومبادئ لحوار مُثمِر ومُنتِج بينهما.

وكان التحالف الكردستاني قد أعلن مقاطعته جلسات البرلمان مطلع الشهر الماضي احتجاجًا على إقرار الموازنة الاتحادية في مطلع الشهر الماضي من دون الأخذ بمطالبه فيها، وقرر سحب وزرائه ونوابه إلى أربيل للتشاور مع قيادتهم. وأشار التحالف إلى أنّ مقاطعته هذه تأتي بسبب عدم موافقة التحالف الشيعي على المقترحات التي تقدم بها لتجاوز الخلاف حول مستحقات شركات النفط العاملة في إقليم كردستان.

وتشهد العلاقة بين بغداد وأربيل توتراً مستمرًا يتعلق بخلافات سياسية ودستورية وبعض الملفات العالقة، أبرزها التعاقدات النفطية للإقليم وإدارة الثروة النفطية، والمادة 140 من الدستور الخاصة بتطبيع الأوضاع في المناطق المتنازع عليها، وإدارة المنافذ الحدودية والمطارات، وتسليح قوات البيشمركة الكردية ودفع مرتبات عناصرها من الموازنة الاتحادية، وغيرها من الصلاحيات الإدارية والقانونية.

الأمم المتحدة تحمّل بغداد مسؤولية حماية المرشحين والناخبين

وحمّلت الأمم المتحدة الحكومة العراقية مسؤولية حماية المرشحين والناخبين وتمكين الكيانات من اتمام حملاتها الانتخابية دون خوف من التهديد والترويع أو العنف، فيما أكدت الداخلية العراقية أن مهمتها الاساسية حاليًا هي حماية أمن الناخب وتوفير أجواء آمنة تتيح المشاركة الفاعلة في ادلاء العراقيين بأصواتهم بكل حرية وإفشال المخططات الرامية الى استهداف العملية الانتخابية.

وطالبت بعثة الأمم المتحدة في العراق quot;يوناميquot; القوات الأمنية العراقية بالقيام بمسؤولياتها في حماية المرشحين والناخبين، وقال رئيس البعثة مارتن كوبلر إن المرشحين للانتخابات المحلية التي ستجري في العشرين من الشهر الحالي يجب أن يكونوا قادرين على اتمام حملاتهم الانتخابية دون الخوف من التهديدات، مشددًا على أن قوات الأمن مسؤولة عن حماية المرشحين وأنصارهم مثلما هي مسؤولة عن حماية جميع العراقيين، كما قال في تصريح صحافي وزعه مكتبه اليوم اثر تفجير تجمع انتخابي لأحد مكونات القائمة العراقية في مدينة بعقوبة (65 كم شمال شرق بغداد)، الامر الذي ادى امس إلى مصرع 25 شخصًا واصابة 60 آخرين.

وأكد كوبلر على ضرورة أن quot;يتم توفير الحماية للمرشحين من أجل الاستمرار بحملاتهم الانتخابية من دون خوف من التهديد والترويع أو العنف وأن يشارك المواطنون بحرية في الحملات الانتخابية من دون التخوف من أن يكونوا أهدافًا لهجمات مميتةquot;.

وقد أكد القيادي في القائمة العراقية عبد ذياب العجيلي أن مرشحي القائمة يتعرضون إلى الاستهداف والاغتيال ضمن حملة منظمة quot;مسعورة وجبانةquot;، وقال إن هناك حملة منظمة من شتى انواع التهديد والتصفية وآخرها اغتيال عدد من المرشحين في عدد من المحافظات جراء ثقلهم السياسي وثقة ناخبي هذه المحافظات بهم.

وطالب السلطات بالمباشرة بتحقيق فوري وشفاف حول حملة الاغتيالات التي يتعرضون لها في مختلف المحافظات العراقية. وقتل خلال الاسبوعين الماضيين 13 مرشحًا ومؤيدًا للعراقية في عمليات اغتيال بأسلحة كاتمة للصوت في عدد من محافظات البلاد وخاصة في الانبار الغربية ونينوى الشمالية.

ومن جهتها، قالت وزارة الداخلية إنه مع قرب موعد انتخابات مجالس المحافظات المحلية في العشرين من الشهر الحالي وما يسبقها من اقتراع العسكريين وقوى الأمن الداخلي والمرضى والمعتقلين والسجناء السبت المقبل فإنها quot;تؤكد أن مهمتها الأساسية هي حماية أمن الناخب العراقي وتوفير أجواء ديمقراطية آمنة تتيح للعراقيين المشاركة الفاعلة في الإدلاء بأصواتهم بكل حرية وشفافية في اختيار الأصلح بين المرشحين وإفشال محاولات المتصيدين في الماء العكر والمخططات الرامية إلى التأثير السلبي على هذا العرس الديمقراطي الكبيرquot;.

وعلى الصعيد نفسه، فقد شدد رئيس الإدارة الانتخابية مقداد الشريفي على ضرورة المشاركة الفعالة في مراقبة عملية التصويت الخاص للعسكريين ومنتسبي القوات الأمنية والمرضى والسجناء والمعتقلين وتسجيل أي خروقات في حال حصولها. وقال إن المفوضية ستفتتح 420 مركزًا يضم 1845 محطة اقتراع في 14 محافظة في يوم الانتخابات الخاصة للقوى الأمنية، حيث سيتم افتتاح هذه المراكز من الساعة السادسة صباحًا حتى الساعة الخامسة مساء.

يذكر أن 8138 مرشحًا قد تقدموا للتنافس في السباق الانتخابي في المحافظات الاربع عشرة التي ستجري فيها الانتخابات لشغل 447 مقعدًا بينها 117 مقعدًا مخصصة للنساء و 9 مقاعد مخصصة للاقليات.

ولن تجري الانتخابات في المحافظات الاربع الأخرى من بين 18 محافظة تتشكل منها البلاد، حيث حددت حكومة اقليم كردستان تموز (يوليو) المقبل موعدًا لانتخابات محافظات الاقليم الثلاث وهي اربيل والسليمانية ودهوك فيما لاتزال الخلافات بين مكونات محافظة كركوك (225 كم شمال غرب بغداد) تعيق تحديد موعد لإجراء انتخاباتها المعطلة.