تخيم حالة من الذهول والصدمة على أوساط الجالية اليهودية والنخبة الباريسية بعد اعتراف كبير حاخامات فرنسا برنهايم بالسرقة الأدبية والكذب بخصوص مؤهلاته الأكاديمية.

كان كبير حاخامات فرنسا، جيل برنهايم، معروفًا منذ سنوات بوصفه باحثًا مرموقًا يمتد إشعاع فكره المتألق أبعد من طائفته اليهودية لتنوير السياسيين والمعلقين وحتى البابا بنديكتوس السادس عشر في حينه.
ولكن الحاخام برنهايم اعترف الثلاثاء بأن كتبه زاخرة بالسرقات الأدبية، وأنه ادّعى كذباً في سيرته الذاتية بأنه يحمل شهادة أكاديمية بالفلسفة.
وأقر الحاخام برنهايم بأنه ارتكب quot;خطأ أخلاقياًquot;، ولكنه رفض الدعوات التي طالبت باستقالته قائلاً إن الاستقالة ستكون quot;من باب الكبرياءquot; في حين أن عليه quot;أن يبدي أقصى درجات التواضعquot;.
وأوضح الحاخام برنهايم لإذاعة يهودية في فرنسا قائلاً quot;إن تقديم استقالتي بمبادرة مني سيكون بمثابة هروبquot;.
نسخ اعمال فيلسوف
وكانت الفضيحة أذهلت يهود فرنسا البالغ عددهم 500 ألف، ولكنها صدمت أيضاً النخبة الباريسية التي كانت تعتبره من خيرة العقول الفرنسية. ونقلت صحيفة التايمز عن مراقبين أنهم يخشون أن تعمل quot;فضيحة برنهايمquot; على تأجيج العداء للسامية لا سيما بعد تصاعد أعمال العنف التي تستهدف اليهود في فرنسا مؤخرًا.
وطلب الحاخام برنهايم (60 عامًا) سحب كتابه quot;تأملات يهوديةquot; الذي نُشر عام 2011 بعد أن اعترف بنسخ مقاطع كاملة فيه من أعمال الفيلسوف الفرنسي جان فرانسوا ليوتار.
وكان كبير حاخامات فرنسا ادّعى في البداية أن ليوتار هو الذي سرق منه ولكن بعد أسبوعين طلع بقصة جديدة مؤداها أن طالب دراسات عليا قطع أفكار ليوتار والصقها في كتابه دون علمه. وقال في حينه إن تلك كانت المرة الاولى التييعمل فيها بإنابة أحد عنه، وأضاف quot;كان ذلك خطأ فظيعًا. إذ تعرضت لعملية غش، ولكنني أنا المسؤولquot;.
كنت سأنجح
كما اعترف الحاخام برنهايم ليل الثلاثاء بأنه quot;استعارquot; عمل باحث آخر لكتابة مبحث ضد زواج المثليين. وكان البابا بنديكتوس السادس عشر نوّه بهذا المبحث في رسالته بمناسبة عيد الميلاد.
وتابع كبير حاخامات فرنسا اعترافاته كاشفًا بأنه لم ينل ذات يوم شهادة أكاديمية تجيز له تدريس الفلسفة على المستوى الجامعي. وكان الحاخام برنهايم ادّعى أنه يحمل شهادة كهذه في سيرته الذاتية.
وأشار الحاخام برنهايم في معرض تبرير ذلك إلى أن quot;حدثًا مأساويًاquot; منعه من أخذ الامتحان ذاهبًا إلى أنه كان سينجح فيه quot;بكل تأكيدquot;.