أكد ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز أن بلاده تساند من يحكم مصر بغض النظر عن هويته، مشدداً على وجوب إعطاء الرئيس محمد مرسي الفرصة كاملة، وقال إن لمصر مكانة خاصة لدى بلاده.


الرياض: بدا ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز صريحًا وواضحًا عند حديثه عن الشأن الداخلي في مصر، وأكد أن بلاده تساند الحاكم الشرعي لمصر أياً كان، مشيراً إلى أنه يجب إعطاء الرئيس محمد مرسي، فرصة كاملة في الحكم.

تصريحات الأمير سلمان جاءت على هامش لقاء جمعه بالسياسي المصري السابق الدكتور مصطفى الفقي خلال مهرجان الجنادرية الثقافي، ونقلتها صحيفة quot;الأهرامquot;، ولقيت اهتماماً لافتاً في وسائل الإعلام المصرية والعربية على حد سواء.

وذكرت الصحيفة المصرية أن الأمير سلمان وبعد أن تساءل عن الأوضاع في مصر, والاطمئنان على شعبها الشقيق, أوضح أن والده الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة لم يخرج خارج بلاده إلا لزيارة مصر, ولم يزر أي بلد غيرها في العالم، وهو ما يعكس مكانة مصر، سواء لدى الأسرة الحاكمة أو لدى المملكة ككل.

وأضاف أنه شخصيًا تطوع في الجيش المصري عام1956, وحمل السلاح عندما كان محبًا للرئيس الراحل جمال عبدالناصر في فترة التحرر الوطني، كما أوضح أنه يتابع ما يحدث في مصر ويدعو الله بالسلامة لهذا البلد الشقيق الغالي.

وكان الأمير سلمان أصبح في شهر شباط (فبراير) الماضي أرفع مسؤول سعودي يزور القاهرة منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، وذلك خلال ترؤسه وفد المملكة المشارك في القمة الإسلامية.

كما أن ولي العهد السعودي كان على رأس مستقبلي مرسي في أول زيارة له خارج مصر عقب انتخابه رئيساً لمصر منتصف العام الماضي، وأكد وقتها على عمق العلاقة بين البلدين، قبل أن تعقد مباحثات بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ومرسي بحضور الأمير سلمان.

ومنذ الإطاحة بنظام مبارك، لم تكن العلاقات بين البلدين في أفضل حالاتها كما يرى كثير من المراقبين، وقد وصلت إلى حد إغلاق الرياض سفارتها في القاهرة واستدعاء سفيرها هناك للتشاور، في أعقاب احتجاجات وقعت أمام السفارة السعودية في مصر.

وكانت شرارة تلك الاحتجاجات اعتقال السعودية للمحامي المصري أحمد الجيزاوي الذين أُدين بتهريب أقراص مخدرة إلى المملكة، وقد اعترف بذلك خلال التحقيق معه، بيد أن ذلك لم يمنع بعض التيارات في مصر لاستغلال الأمر والاعتداء على السفارة السعودية والاساءة للمسؤولين السعوديين.

ومع مرور الوقت بدأت الأمور تعود إلى نصابها بشكل تدريجي، إلا أن الاختلافات في وجهات النظر لا تزال قائمة وهذه المرة بفعل ما يُقال عن التقارب بين مصر وإيران، ولا سيما بعد تكرار زيارات المسؤولين الإيرانيين للقاهرة في الآونة الأخيرة.

وقبل عدة أيام فقط غادرت مطار القاهرة الدولي أول رحلة طيران بين القاهرة، وطهران، للمرة الاولىمنذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية قبل 34 عاماً، في بداية تدشين خط طيران بين البلدين، وهو ما رأه الكاتب السعودي سعد القويعي تساهلاً من مصر وفتحاً لأبوابها أمام إيران للقيام بأنشطة مشبوهة.

وقال إن إيران ستبطّن مبدأ التقية في علاقاتها مع مصر؛ من أجل نشر التشيّع فيها، وفق إستراتيجية بعيدة المدى quot;فالغاية عندهم تبرّر الوسيلة، وهو ما تسعى إليه منذ زمن طويل؛ لإعادة وجودها الشيعي التاريخي المزعوم في مصر، والعمل على استعادة ميراثهم التاريخي في القاهرة منذ عهد الدولة الفاطمية. وها هي تتسلَّل بهدوء لانتظار الفرصة المناسبة، وفتح خطوط المد المذهبي الشيعي هناكquot;.

وبدوره أكد الكاتب عبد الوهاب بدرخان أن التقارب المصري الإيراني ساهم في زيادة الفتور مع دول الخليج خصوصًا السعودية والإمارات والبحرين، وأضاف: quot;من شأن القاهرة ألاّ تحوله إلى محور إقليمي، وإلاّ فإنها ستسيء أيضًا إلى علاقاتها مع واشنطنquot;.