تونس: دعا الشيخ عثمان بطيخ مفتي الجمهورية التونسية الخميس القنوات التلفزيونية في بلاده الى تخصيص برامج اسبوعية قارة لتقديم الفتاوى quot;الرسميةquot; التونسية بهدف quot;تحصين المجتمعquot; من quot;فوضى الفتاوىquot; التي تنشرها فضائيات دينية عربية.
واقترح المفتي ان يبدأ بث هذه البرامج في التلفزيون العمومي الذي يتكون من قناتين فضائيتين.
وقال في تصريح لاذاعة quot;شمس إف إمquot; الخاصة quot;نريد تحصين مجتمعنا من فوضى الفتاوى (..) حتى تكون لنا كلمة شرعية سواء، في كل المواضيع (..) لتوحيد الرأي والابتعاد عن الخلافاتquot;.
ووصف المفتي ما تتناقله اليوم فضائيات دينية عربية من فتاوى مثل quot;ارضاع الكبيرquot; وغيرها بquot;الغرائبquot; وquot;العبث الذي لا يمكن ان يصدر عن انسان عاقل وعالم بالشريعة الاسلاميةquot;.
وحذر من ان مثل هذه الفتاوى quot;المغرقة في العداوة للمرأة وللمخالفين في الرأي (..) تؤدي الى اضطراب في التفكير والسلوك وفي المجتمعquot;.
ويقول باحثون اجتماعيون ان انتشار التطرف الديني في تونس يعود اساسا الى سياسة quot;تجفيف المنابع (الدينية)quot; التي انتهجها نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وسلفه الحبيب بورقيبة، وإلى تأثر التونسيين بمضامين الفضائيات الدينية العربية.
وفي سياق متصل انتقد المفتي استقدام جمعيات اسلامية تونسية دعاة أجانب قال انهم يحملون quot;أفكارا غريبةquot; عن المجتمع التونسي.
وتواجه هذه الجمعيات التي تاسست بعد الاطاحة مطلع 2011 بنظام بن علي، اتهامات بتلقي تمويلات من دول خليجية بهدف quot;تغيير نمط المجتمع التونسيquot;.
وتتهم المعارضة هذه الجمعيات بنشر الفكر الوهابي المتشدد في تونس التي تعتنق المذهب المالكي المعتدل، وبالسعي الى النيل من المكاسب الحداثية للمراة التونسية التي تحظى بحقوق فريدة من نوعها في العالم العربي والاسلامي.