في ضوء تعثر المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني بين طهران والقوى الكبرى، والتوتر الحاصل مع كوريا الشمالية تطور الولايات المتحدة الأميركية من أسلحتها والتي كان أخرها سلاح ليزر فتاك ينصب على السفن.

تتحدث الأساطير عن أرخميدس الذي اعتمد على العلم لمحاربة الأعداء، فاستخدم المرايا العملاقة لحرق السفن الرومانية بأشعة الشمس المركزة.
هذه الأساطير لم تنحصر في التاريخ القديم، فالكثير من أفلام الخيال العلمي تجعل خيوط الليزر سلاحاً بيد المخلوقات الفضائية الآتية من المريخ للقضاء على البشرية.
أحلام المخترعين وهواة الخيال العلمي عبر العصور تحققت في الوقت الحاضر مع إعلان البحرية الاميركية عن نيتها نشر سفينة حربية تحمل سلاح ليزر باستطاعته أن يدمر الطائرات والقوارب وطائرات دون طيار وكاميرات التجسس.
سيتم تثبيت سلاح الليزر على متن سفينة (يو اس اس بونس) البرمائية للشحن والنقل، المتمركزة في البحرين، والتي ستنفذ دوريات في الخليج ابتداءً من الصيف المقبل، مما يعطيها القدرة على شل أي هجوم بواسطة القوارب يشنه الحرس الثوري الإيراني.
تماشياً مع الظروف الأمنية والسياسية العصيبة، حظي مشروع الليزر هذا على تأييد الكثير من الخبراء، لا سيما بفضل قدرته على أن يكون السلاح المستقبلي من حيث توفير التكاليف.
وقال الاميرال ماثيو كلاندر، رئيس البحوث البحرية، إن تكاليف طلقة الليزر تبلغ أقل من دولار واحد، بالمقارنة مع مئات الآلاف من الدولارات التي تنفق على صاروخ واحد.
وأضاف: quot;هذه القدرة تقدم حلولاً معقولة جداً لمشكلة نفقات الدفاع المكلفة ضد التهديدات غير المتماثلة - مثل الإرهاب - وهذا النوع من النهج المبتكر يبدو بالغ الأهمية في بيئة مقيدة مالياًquot;.
وكان بيتر موريسون، رئيس مكتب برنامج تطوير بحوث تكنولوجيا الليزر البحرية: quot;هذا السلاح هو المستقبل. إنه خطوة كبيرة إلى الأمام في ثورة الحروب الحديثة مع الطاقة الموجهة، تماما كما فعل البارود في عهد السكاكين والسيوفquot;.
السلاح الجديد قادر على اطلاق أشعة ليزر متعددة الدرجات من أساس شعاع شديد قادر على حرق بدن سفينة أو طائرة، أو على الأقل التسبب بانفجار يؤدي مؤقتاً إلى تعطيل أجهزة استشعار العدو.
اختتمت دائرة الأبحاث في الكونغرس قولها إن السلاح الجديد quot;يغير قواعد اللعبةquot;. لكن هناك الكثير من الضوابط التي تحد من حرية استخدامه، فالليزر ليس فعالاً في ظروف جوية سيئة أو عندما يكون الهواء مليئاً بالغبار والدخان أو الرمل، مما يمكن أن يؤدي إلى تحويل مسار الشعاع أو تفتيته.
وفقاً للبحرية الاميركية، سجل الليزر 12 ضربة ناجحة من أساس 12 في تجربة لمدى فعاليته ضد أهداف طائرة. وتم إطلاق الأشعة من مواقع اختبار على الأرض، ثلاثة منها من على سطح المدمرة الأميركية (يو اس اس ديوي).
الليزر غير مرئي للعين المجردة لأنه طيف من الأشعة تحت الحمراء، وهو نظام طاقة منخفضة يعمل ببساطة عن طريق تسخين الهدف حتى يذوب أو يحترق. لكن لهذا السلاح عيوبه أيضا، فهو لن يعمل ضد أهداف عالية السرعة مثل الصواريخ أو الطائرات المقاتلة لأن الشعاع يحتاج أن يكون مثبتاً على الهدف لعدة ثوان.
كما يشار إلى أن أشعة الليزر لا يمكنها أن تنحني أو تنحرف، لذلك فالأمر يتطلب أن تتمركز السفينة الحربية على خط مباشر مع الهدف حتى تتمكن من تركيز الأشعة عليه.
ويشار إلى أن هذا السلاح يأتي في ظل تعثر المفاوضات مع إيران، في وقت جرى فيه الحديث أحيان عدة عن إمكانية لجوء طهران إلى إغلاق مضيق هرمز في تعرضت لاعتداء، والخليج هو الطريق الرئيسي لصادرات النفط الايرانية. وطهران حريصة على بناء قواتها العسكرية وتزويدها بطائرات من دون طيار، في ظل ارتفاع منسوب التوتر على خلفية برنامجها النووي. وقال الاميرال حبيب الله سياري قائد البحرية الايرانية، إن بلاده ستكشف عن تطورات جديدة في قواتها البحرية هذا الأسبوع.