تتعامل الولايات المتحدة مع الأخطار الواضحة للعيان في سوريا وفق quot;خطة مشوّشةquot;، وهو ما دلل عليه مسؤولون كبار في إدارة أوباما، من خلال الصورة المخيفة التي قدموها في شهادة لهم أمام الكونغرس عن تطورات الوضع في سوريا.


أكد مسؤولون أميركيون كبار في إدارة أوباما أن الشهر الماضي كان الشهر الأكثر دموية على صعيد الحرب الأهلية، التي تشهدها البلاد، حيث تصاعد خلاله عدد الأشخاص الذين لاقوا حتفهم في هذا الصراع.

ونوهت في هذا السياق صحيفة واشنطن بوست الأميركية بأن أسوأ ما في الأمر هو أن المخابرات الأميركية تتحدث عن أن الحرب هناك لن تنتهي حتى إذا سقط نظام الأسد. وقال مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر: quot;السيناريو الأرجح هو أنه على مدار عام أو عام ونصف عام على الأقل، كان هناك تنافس وقتال مستمر بين القطاعاتquot;.

منافسة بين التيارين
وقال روبرت فورد السفير الأميركي لدى سوريا: quot;هناك منافسة حقيقية بين المتشددين والمعتدلينquot;، ومن بين تلك الجماعات المتشددة التي تعرف بـ quot;جبهة النصرةquot;، والتي أعلنت أخيرًا أنها ستعمل تحت قيادة موحّدة مع quot;القاعدةquot; في العراق.

هذا وتهيمن الجماعة بالفعل على مدن ومنشآت حيوية في شمال شرق سوريا، في الوقت الذي أوضح فيه جيمس كلابر أنها تنشط في 13 من أصل 14 محافظة. فيما أشار فورد إلى أن تلك الجماعة ليست الوحيدة المتشددة في البلاد، بتنويهه بأن هناك مقاتلين مسلحين من الشيعة، قادمين من إيران والعراق وتنظيم حزب الله اللبناني.

أجندات متشددة
ثم مضت الصحيفة تنقل عن جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات الأميركية سي آي إيه، قوله quot;تنتابني حالة من القلق بشأن تجزؤ البلاد، لأن ذلك يسمح لجماعات بعينها، مثل جبهة النصرة، بكسب أرضية، حيث تمتلك أجندات داخل سوريا، وربما خارجها، وأنا أرى من وجهة نظري أنها مناوئة لمصالح الأمن القومي الأميركيquot;.

وقالت الصحيفة إن من بين أخطر التهديدات هو أن القاعدة أو حزب الله سيحظيان بالسيطرة على ترسانة سوريا الكبرى، التي تتألف من أسلحة بيولوجية وكيميائية مميتة.

بعدها تساءلت الصحيفة: ومن ثم فما هي الخطة التي تتحضر من خلالها الإدارة الأميركية للدفاع عن المصالح الأميركية؟. ثم قالت إن شهادة المسؤولين جاءت مشوّشة ومتناقضة، بينما جاء وصفهم للموقف الراهن في البلاد وصفاً واضحاً لا لبس فيه.

تفاوض على الانتقال
عاود فورد ليقول إن الإدارة مازالت تعتمد على محاولة التفاوض من أجل إتمام quot;الانتقال السياسيquot;، التي ينتظر أن يقوم بموجبها الرئيس الأسد بالتنحّي طواعيةً.

وأكمل حديثه بالقول: quot;نحن بحاجة إلى التفكير ملياً نيابةً عن أولئك الذين يروّجون للحرية والتسامحquot;. وقد عبّر نواب جمهوريون وديمقراطيون عن سخطهم تجاه ما اعتبروها quot;عملية غير سياسيةquot;، لكن ليس بقدر السخط نفسه الذي تستحقه سلبية أوباما العنيدة.

وبسؤاله عن مدى جاهزية الولايات المتحدة وحلفائها لتأمين المواقع السورية، التي توجد فيها أسلحة كيميائية، أشار كلابر إلى إن ذلك سوف يعتمد بشكل كبير على الظروف.