أكد سكان في منطقة البقاع أن حزب الله نقل خلال الأيام الماضية جثامين عناصر له قتلوا في سوريا إلى لبنان، فيما قال مجلس الوطني المعارض أن الحزب اقتحم موقع quot;تل قادشquot; الاستراتيجي بعد معارك مع الجيش الحر وسيطر عليه.
بيروت: أكد المجلس الوطني السوري المعارض سيطرة حزب الله على موقع quot;تل قادشquot; الاستراتيجي بعد معارك قاسية مع قوات الجيش الحر.
وقال عضو الأمانة العامة للمجلس، مؤيد غزلان لسي أن أن: quot;المعلومات التي لدينا أن قوات حزب الله دخلت في ساعات الفجر إلى تل قادش بعد يوم من نجاح الجيش الحر باستعادة السيطرة عليه، ومصدر القصف الذي استهدف معاقل الجيش الحر هو بلدة القصر اللبنانية، وأدت المعارك إلى استشهاد 40 عنصراً من الجيش الحر الذي ترك الموقع لمشاة حزب اللهquot;.
وتابع غزلان بالقول: quot;المنطقة ستبقى منطقة نزاع طالما استمر تدخل حزب الله في الشأن السوري، وإذا ما ردّ الجيش الحر على مصادر القصف في القصر فلا يمكن لومه، وهذا ما كان يجدر بالحكومة اللبنانية أن تتنبه إليه قبل استنكار القصف على البلدة، نحض الحكومة اللبنانية على دعوة حزب الله للانسحاب الفوري من سوريا وإلا فإن لغة السلاح ستظل قائمةquot;.
إلى ذلك، أكد قياديان ميدانيان معارضان في منطقة القصير لوكالة الأنباء الفرنسية أن المجموعات السورية المقاتلة المعارضة قصفت بالفعل منطقة الهرمل اللبنانية الاحد لكن نفيا أن يكون تم قصف بلدة القصر يوم الاثنين. وقال قائد مجموعة في فرقة الفاروق المستقلة قدم نفسه باسم ابو عدي: quot;سنحارب حتى الموت من اجل كرامتناquot;، مضيفًا quot;ردينا على مواقع حزب الله التي تقصفنا، وسنواصل الردquot;.
وتابع: quot;نحن لا نحارب النظام في هذه المناطق، بل نحارب حزب اللهquot;، مضيفًا quot;نحن في موقع الدفاع عن ارضنا، وسنرد بشراسة. المدنيون عندهم ليسوا أفضل من المدنيين عندنا. وللصبر حدودquot;. وأشار الى quot;تصعيد لجأ اليه حزب الله في الايام الاخيرةquot; في منطقة القصير المواجهة للهرمل والحدودية مع لبنان.
وقال القيادي ابو احمد من فرقة الفاروق المستقلة الناشطة ان اي قصف باتجاه لبنان لم يحصل اليوم، داعيا quot;السلطات اللبنانية الى اتخاذ تدابير عملية لوقف عمليات حزب الله، قبل ان نبدأ بالرد مجدداquot;.
في المقابل، لوّح حزب الله بالتصعيد، عبر تحذيره من أنه quot;عندما تتلكأ الدولة، فنحن سنحمي أنفسنا بأنفسناquot;. وذكرت وكالة quot;أسوشييتد برسquot; أن مسلحين مدعومين من حزب الله يسيّرون دوريات على جانبي الحدود بين سوريا ولبنان. ونقلت عن مسلحين في بلدة القصر قولهم إن مهمتهم تتمثل في quot;حماية الشيعة الذين باتت بيوتهم وقراهم عرضة لهجمات مسلحي المعارضة السوريةquot;.
في هذا الوقت، افاد سكان في منطقة البقاع (شرق) أن حزب الله نقل خلال الايام الماضية جثامين عناصر له قتلوا في سوريا الى لبنان. وقال احد سكان بلدة الخريبة رافضًا كشف اسمه: quot;تم امس دفن احد شهداء حزب الله في البلدةquot;، وأن جثامين رفاق له نقلت الى الجنوب.
وفي الجنوب، اكد مصدر امني محلي دفن اربعة عناصر لحزب الله قتلوا في سوريا خلال اسبوع. واوضح اقرباء لأحد القتلى أن العناصر الخمسة سقطوا في معركة في القصير في الثامن من نيسان (ابريل) قتل فيها تسعة عناصر من الحزب. وكان مصدر قريب من الحزب افاد في حينه عن مقتل عنصرين اثنين.
يذكر أنّ لبنان رفض الاعتداءات على أراضيه سواء أتت من النظام السوري أو المقاتلين المعارضين له، وقرر إعداد مذكرة لرفعها الى جامعة الدول العربية بشأن تكرار سقوط قذائف على مناطقه الحدودية، وذلك اثر اجتماع وزاري امني عقد الاثنين.
واتى الاجتماع في القصر الجمهوري غداة مقتل شخصين في سقوط قذائف على قرى شيعية تعد معقلاً لحزب الله، حليف دمشق، في البقاع (شرق)، مصدرها مواقع مسلحي المعارضة في الجانب السوري، بحسب تقارير أمنية.
كما شهدت مناطق ذات غالبية سنية متعاطفة مع المعارضة السورية في شمال لبنان وشرقه خلال الاشهر والاسابيع الماضية، غارات من الطيران الحربي السوري وسقوط قذائف مصدرها الجيش السوري.
وقال وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور بعد الاجتماع إن quot;سلامة أي مواطن أو قرية لبنانية هي مسؤولية الدولة اللبنانية، وأن أي اعتداء أو قصف من أي جهة أتى هو أمر مرفوضquot;.
وأضاف أنّ quot;الاعتداءات أو الخروقات تحصل من أكثر من طرف، مرة من قبل جيش النظام، ومرة من قبل أطراف أخرى، وسواء أتى الخرق من الجيش النظامي أو من أي جهة أخرى فهو مرفوض وغير مقبولquot;.
وقال إن وزارة الخارجية quot;ستقوم بكل الاجراءات والإتصالات اللازمة لضمان تحميل كل الاطراف مسؤوليتها وعدم تكرار هذه الاعتداءاتquot;، وأن التوجيهات المعطاة اليها تقضي بتوثيق الخروق quot;واعداد مذكرة ترفع الى جامعة الدول العربيةquot; للاحتجاج quot;على اي اعتداء يمكن أن يحصل من قبل أي طرفquot;.
وترأس الاجتماع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وشارك فيه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزراء، اضافة الى قائد الجيش. وقال ابو فاعور إن القوى الامنية باشرت اجراءات على الحدود، وأن لدى الجيش quot;الجهوزية والقرار السياسي والشجاعة لحماية المواطنين اللبنانيين من أي اعتداءquot;، من دون أن يوضح ما اذا كان سيتم الرد على مصادر النار.
وتفيد تقارير أمنية عن عمليات تهريب سلاح ومسلحين عبر المناطق الحدودية اللبنانية السنية، الى المعارضة السورية. في المقابل، تفيد تقارير أخرى أن حزب الله الشيعي يرسل مقاتلين الى سوريا لدعم القوات النظامية، لا سيما في القصير بمحافظة حمص (وسط) الواقعة مقابل الهرمل.
التعليقات